الثانية والستون: كونهم إذا غلبوا بالحجة فزعوا إلي الشكوى للملوك , كما قال: (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض) [الأعراف: 127].
- الشكوى: نقل الكلام على سبيل الظلم (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف: 127]).
الثالثة والستون: رميهم إياهم بالفساد في الأرض ,كما في الآية.
- رمى: ألقاه وقذفه من أعلى.
الرابعة والستون: رميهم إياهم بانتقاص دين الملك , كما قال تعالى: (ويذرك وآلهتك) [الأعراف: 127] وكما قال تعالى: (إني أخاف أن يبدل دينكم) [غافر: 26].
الخامسة والستون: رميهم إياهم بانتقاص آلهة الملك كما في الآية.
السادسة والستون: رميهم إياهم بتبديل الدين كما قال (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) [غافر: 26].
السابعة والستون: رميهم إياهم بانتقاص الملك , كقولهم: (ويذرك وآلهتك) [الأعراف: 127].
الثامنة والستون: دعواهم العمل بما عندهم من الحق , كقوله: (نؤمن بما أنزل علينا) [البقرة: 91] مع تركهم إياه.
الدليل: (نؤمن بما أنزل علينا) قال ابن كثير في تفسيره (1/ 328):" يقول تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي: لليهود وأمثالهم من أهل الكتاب {آمِنُوا بِمَا أَنزلَ اللَّهُ} [أي] (5): على محمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه واتبعوه {قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزلَ عَلَيْنَا} أي: يكفينا الإيمان بما أنزل علينا من التوراة والإنجيل ولا نقر إلا بذلك، {وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ} يعنى: بما بعده {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} أي: وهم يعلمون أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم الحق (6) {مُصَدِّقًا} (7) منصوب على الحال، أي في حال تصديقه لما معهم من التوراة والإنجيل، فالحجة قائمة عليهم بذلك، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146] ثم قال تعالى: {[قُلْ] (8) فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي: إن كنتم صادقين في دعواكم الإيمان بما أنزل إليكم، فلم قتلتم الأنبياء الذين جاؤوكم بتصديق التوراة التي بأيديكم والحكم بها وعدم نسخها، وأنتم تعلمون صدقهم؟ قتلتموهم بغيًا [وحسدًا] (9) وعنادًا واستكبارًا على رسل الله، فلستم تتبعون إلا مجرد الأهواء، والآراء والتشهي (10) كما قال تعالى {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]. ". قال ابن جرير (2/ 421):" إِنَّمَا أَخْبَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْهُمُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ وَدُّوا ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ إِعْلاَمًا مِنْهُ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمَرُوا بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَأْتُونَ مَا يَأْتُونَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُمْ بِنَهْيِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ عَنْهُ. ".
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء: 60])
خالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بالقول والعمل , وإلا يعد القول كذبا لأنه مخالف للواقع.
(يآيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون .... ).
التاسعة والستون: الزيادة في العبادة , كفعلهم يوم عاشوراء.
السبعون: نقصهم منها , كتركهم الوقوف بعرفات.
- العبادة شرع من الله تعالى: فلا يجوز النقص أو الزيادة فيها.
- الزيادة: " الاحتفال بالمولد النبوي , اللباس والطعام المعين ليوم عاشوراء).
- النقصان:" تركهم الوقوف بيوم عرفة وترك التحاكم إلى الله ورسوله ".
· التشريع مع الله تعالى كفر , ولكن اختلفوا هل هو في الربوبية أم في الربوبية؟.
¥