بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} أي: فهموه على الجلية ومع هذا يخالفونه على بصيرة {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم مخطئون فيما ذهبوا إليه من تحريفه وتأويله؟ وهذا المقام شبيه بقوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13]. ".
قال السدي: هي التوراة حرفوها.وهي أعم مما ذكره ابن عباس.
(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب ..... ).
التاسعة والسبعون: تمنيهم الأماني الكاذبة، كقولهم: (لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) [البقرة: 80] وقولهم: (لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى) [البقرة: 111].
- تمنى الشيء: قدره وأحبه أن يصير إليه , الأمنية: مايريده الإنسان. (أم للإنسان ما تمنى) (فتمنوا الموت).
- (وقالوا لن تمسنا النار إلا أيامام معدودات): قال اطبري (2/ 173):" قال ابن عباس: لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة.".وهذا تخمين وظن وكذب و قال بعض أهل العلم ك وهذه مدة عبادتهم العجل.وقال الطبري " عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: اجْتَمَعَتْ يَهُودُ يَوْمًا تُخَاصِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً} أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَخْلُفُنَا أَوْ يَلْحَقُنَا فِيهَا أُنَاسٌ؛ فَأَشَارُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبْتُمْ، بَلْ أَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مُخَلَّدُونَ لاَ نَلْحَقُكُمْ أو نَخْلُفُكُمْ فِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَبَدًا. ".
- "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ": قال ابن كثير في تفسيره (1/ 384):" يبين تعالى اغترار اليهود والنصارى بما هم فيه، حيث ادعت كل طائفة من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها، كما أخبر الله عنهم في سورة المائدة أنهم قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]. فأكذبهم الله تعالى بما أخبرهم أنه معذبهم بذنوبهم. ".
· لا يطالب النافي بالدليل , وهنا هم نفوا (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) فكما ظان الدليل للإثبات يكون للنفي نبه عليها شيخ الإسلام.
الدين ليس بالتمني ولا بالتحلي , ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
الثمانون: دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس.
قال تعالى: (قل يأيها الذين آمنوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ....... ) ,وهذه دعوة للمباهلة. (وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [الأنفال: 34]).
قال الشوكاني في الفتح (3/ 393):" الوليّ: في اللغة: القريب. والمراد بأولياء الله: خلص المؤمنين كأنهم قربوا من الله سبحانه بطاعته واجتناب معصيته. وقد فسر سبحانه، هؤلاء الأولياء بقوله: {الذين ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} أي: يؤمنون بما يجب الإيمان به، ويتقون ما يجب عليهم اتقاؤه من معاصي الله سبحانه ".
الحادية والثمانون: اتخاذ قبور أنبيائهم، وصالحيهم، مساجد
الثانية والثمانون: اتخاذ آثار أنبيائهم، مساجد، كما ذكر عن عمر.
- آثار: جمع أثر: وهو المكان الذي جلس فيه نبي أو رجل صالح.
· من صور الغلو:-
1 - اتخاذ قبور أنبياءهم مساجد (غلو في الأشخاص).
2 - اتخاذ آثارهم مساجد (غلو في الأماكن).
- معنى اتخاذ قبرهم مساجد:أي أماكن للتعبد إن لم يبنوا عليها.
(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا): هل القائلون بهذا مسلمون أم مشركون " في القصة "؟ يحتمل هذا وهذا , ابن كثير وابن جرير أطلقا القولين , أما الشوكاني رجح أنهم مسلمون وذلك بدلالة لفظة مسجد وهو مكان للصلاة عند المسلمين , والصحيح أنه لا ينبني عليه أي شيء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله اليهود والنصارى: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.وفي رواية: قاتل الله اليهود ...... .
¥