مدى تواجد بعض الأسماء في طبقة الصحابة (أسعد تيّم)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 04 - 03, 07:20 ص]ـ
قال الشيخ الفاضل البحّاثة / أسعد سالم تيّم (حفظه الله) في كتابه القيّم (علم طبقات المحدّثين ص 115):
مسألةُ انتشار بعض الأسماء في طبقاتٍ معينة، وندرتها في طبقاتٍ أخرى
هذه مسألة طريفة تستنبط من مطالعة كتب الطبقات، وتساعد في ضبط الأسماء، وحسم الخلاف في تسمية بعض المحدثين.
وخلاصتها: أن العرب في الجاهلية وصدر الإسلام كانوا يسمون أبناءهم بأسماء غريبة، غير أنها ذات معانٍ مقصودة، فربّما سمَّوا المولود باسم بغيض ليدفعوا عنه العين، أو لئلا تمسَّهُ الجان؛
وربما سموه باسم نبات شائك كطلحة وسمرة وقتادة تفاؤلاً بأن يكون كذلك لأعدائه، ومنه تسميته بمرَّة وحنظلة؛
أو تسمية المولود باسم يدل على الشجاعة والبأس كمقاتل ومُطرِّف ومعفِّس ومخوض ونحوها.
وربما سموه باسم بعض آلهتهم: كعبد مناة وعبدالدار وعبدالشمس.
وربما سمي المولود باسم حيوان تفاؤلاً أن تكون فيه صفة مشابهة لصفة محمودة في ذلك الحيوان، كأسد ونمر وذئب وأوس (وهو الذئب) وثعلبة، وتصغيرها.
فلما بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن بعض الأسماء القبيحة وغيَّر بعضها، وسنّ التسمية بمحمد وبأسماء الأنبياء.
بعد هذه المقدمة نخلص للنتائج التالية:
أ) ليس في الصحابة أحمد (وأن كان إسماً معروفاً في الجاهلية)، بل فيهم عدد من المحمدين.
ب) وليس فيهم من سُمي باسم نبي (كإبراهيم، وموسى وعيسى، وإسماعيلن وإسحاق). إذ لم تكن العرب تألف هذه الأسماء في الجاهلية. وأول من سُمي بها أبناء الصحابة، على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم).
جـ) وليس فيهم عبدالرحيم، أو عبدالملك، أو عبدالسلام ... وفيهم عبدالله، عبيدالله، وعبدالرحمن. فأمّا عبدالله عبيدالله فإسمان جاهليان، إذ كان في العرب بقية من دين إبراهيم عليه السلام؛ وأما المسمون بعبدالرحمن في الصحابة فسماهم بذلك النبي (صلى الله عليه وسلّم).
د) تكثر في أسماء الصحابة والتابعين الأسماء الغريبة والنادرةُ التي تحتاج إلى أن تضبط، وكثير منها تدخل في أبواب الأفراد، ثم تقِِل تلك الأسماء سراعاً حتى تكاد تختفي بانتهاء القرن الأول، لتحل محلها الأسماء الدينية (ما حُمدَ وما عُبِّدَ، وأسماء الأنبياء، وآل البيت، ومشاهير الصحابة).
وقد ظلت الأسماء والكنى العربية الصريحة فاشية في الشام والأندلس قروناً، أما في العراق فقد اختفت بسرعة. اهـ.
ـ[الشافعي]ــــــــ[30 - 04 - 03, 07:48 ص]ـ
جزاكما الله خيراً
اكن ما معنى الجملة الأخيرة في كلامه؟ أعني قوله:
((وقد ظلت الأسماء والكنى العربية الصريحة فاشية في الشام
والأندلس قروناً، أما في العراق فقد اختفت بسرعة.))