تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مع ابن قرناس في كتابه "القرآن والحديث"]

ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:01 ص]ـ

[مع ابن قرناس في كتابه "القرآن والحديث"]

في بعض الأحيان ألقي باللوم على "يوهان جوتنبرج" لاختراعه الآلة الطابعة ... فلقد أدت هذه "البدعة" إلى فتح المطابع التجارية أذرعها و أرجلها و أبوابها على مصراعيها ... وصاحت في المريدين بأعلى صوتها هيت لكم ... فطبعت الكتب الرزينة الموزونة ... وطبعت الكتب السوسفطائية المعدومة ... وطبعت كتب بين هذه الدرجة وتلك الدرجة .. ومنها من يزيد!

لكنني إن آمنت بهذا الوسواس السوفسطائي الذي يراودني بسبب ضيق صدري وغشاوة أفقي ومرارة واقعي وقلة اطلاعي ... فسأتحول من دون أن اشعر إلى "ابن قرناس "!

لا يجب أن أنسى أن السلاح يدين بدين حامله لا صانعه ... وكذلك الكتب والأوراق الصفراء التي تخرج علينا من الحين للأخر وتقذفها علينا المطابع - ذوات "العروض المغرية " من فئات المئة والألف والمليون - تدين بدين طابعها ... ولكل ساقط لاقط.

المشكلة أن ابن قرناس يكتب في الدين ... ولا نعرف له دينا ... كمن يكتب في الطب ولا تعلم له طبا! فلو أنه تجرأ وكتب بحثا طبيا – كمستوى بحثه هذا - في اثبات أن الدخان لا يؤدي إلى سرطان الرئة وطرحه على صفحات الانترنت بصفته رئيس قسم أمراض الرئة والتنفس في "جمهورية الشبكة الكرتونية" ... فسيكون نسيا منسيا بمجرد اغلاق الصفحة أو الانتقال إلى غيرها ... ولو كتب بحثه علنا وباسمه الحقيقي فسيكون قد أسقط أوراق التوت عن عورته ... وسيشنق على باب جمعية نقابة الأطباء ... وسيرجمه الممرضون ... وسيشرب من دمه الصيدلانيون ... ولن يترحم عليه إلا المدخنون!

أما الدين فقصة أخرى ... لأن الدين للجميع والعلوم الأخرى للمتخصصين .... كل من قرأ كتابين وظن أنه قد بلغ الجبال طولا ... أصبح مفكرا اسلاميا بين ليلة وضحاها ... و كل من قرأ ثلاثة بحوث في المكتبة الأهلية أصبح باحثا في العلوم الاسلامية بين شروق الشمس و بين غروبها ... ليهنك العلم يا ابن قرناس!

كنت أتجاذب أطراف الحديث مع صديق ذو ثقافة عالية ... والذي أشار علي بكتاب ابن قرناس هذا ... و قال لي أن كتبه جديرة بالقراءة ... فحمسني لقراءة الكتاب ... واستعرت منه كتاب "الحديث والقرآن" ... ووعدني أن يأتيني بأخوي هذا الكتاب من البجاحة "سنة الأولين " و "الخلافة والحكم "!

قرأت المقدمة التي لا تتجاوز العشرين صفحة والكتاب نفسه يزيد عن 500 صفحة ... وبلمحة سريعة ظهرت لي سقطات تنم عن قصور علمي وذهني ومنهجي .... ولا أدري لو سردت أغلاط الكتاب كله كم مئة غلطة سأجد؟

قد ضاق وقتي .. و كل قلمي عن المتابعة ... لأن الكتاب لا يجاريه أحد في اسلوبه ومنهجه ... وأعترف مسبقا إنني فشلت في ذلك لأنهم يقولون الاعتراف بالحق فضيلة ... فالمؤلف:

1 - سطحي وساذج في تناول وفهم النصوص لدرجة الغثيان حيث شعرت أنني أقرأ لغر في العاشرة عنده تأخر دراسي!

2 - متناقض في أفكاره لدرجة الغرابة حيث ينقض الشيء وبعد صفحتين يستدل به على أنه دينه

3 - يظن أن الحصافة كل الحصافة في جمع النصوص واثبات قراءته لها ... فوسوس له شيطانه أنه قد أتى بمجامع العلوم ودرتها ... وفي عالم العقلاء لا يؤخذ علم الفن من كتاب واحد أو برنامج إذاعي ك "صباح الخير يا بلادي" ... لكن يبدو أن المنطقة التي يعيش فيها ابن قرناس تعاني شحا ثقافيا واضحا ولا تتوفر فيها المراجع العلمية ... فكان ابن قرناس ضحية هذه البيئة التي لم تساعده على التوسع في المصادر قليلا ... فظهر ذلك في كتابه على شكل ضسق في المدارك وشح في المصادر ... ولا ننسى أن من كان شيخه كتابه فقد ضل وأضل!

علاوة على ذلك كله فهو قرآني جلد ينكر السنة ويعتبرها تاريخا مشوقا مثل قصص ألف ليلة وليلة يروى ويطوى ... على حسب مزاج "شهر-قرناس"! بل ويختم الكتاب بخاتمة الأحزان ... ويقول أنه لا يمكن أن يؤخذ الدين إلا من القرآن .. حتى لو ثبت يقينا أن رسول الله قد قال هذه الأحاديث! فهل يرجى من مثل هكذا كاتب زيادة علم أو بعض منطق؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير