تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف نواجه الفتن والأزمات؟؟]

ـ[أبو عبد المولى الجلاد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نواجه الفتن والأزمات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:

فهذه وقفات تتضمن توجيه أفراد المجتمع بالدور الذي يمكن أن يقوموا به عند حدوث الفتن والأزمات – لاسمح الله – سواء المواقف الشرعية أو المواقف التنفيذية.

الوقفة الأولى

ماذا تفعل في وقت الفتن

أولاً: الحرص على العبادة: روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " العبادة في الهرج – أي في الفتنة – كهجرة إليّ ".

ثانياً: الإلحاح على الله بالدعاء: قال صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم، وأن يحفظ الإنسان الأذكار المتعلقة بالفتن وينشرها كما في حديث: كان إذا خاف قوماً قال: " اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم " [رواه أبو داود وصححه الألباني]، وما جاء في المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب: " لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ".

ثالثاً: حسن التأمل للواقع والوعي بالحال، والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى الغفلة والسذاجة.

رابعاً: الصبر وعدم الاستعجال يقول الله تعالى: ((فاصبر إن وعد الله حقٌ واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار)) قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: (فأمره بالصبر وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به، فإنه سبحانه أمر بالحق، وأمر بالصبر، فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لايقصرفي علمه يؤمر بالصبر، فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور).

خامساً: الحلم والأناة: لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة، ويقف على خفاياها وأبعادها وعواقبها، كما قال عمرو بن العاص في وصف الروم: (إنهم لأحلم الناس عند فتنة).

سادساً: الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف الشرعية.

سابعاً: عدم تطبيق ما ورد في الفتن - من نصوص – على الواقع المعاصر ..

لأن منهج أهل السنة والجماعة إبّان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر .. وإنما يتبين ويظهر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنبأ وحدث به أمته من حدوث الفتن عقب حدوثها واندثارها، مع تنبيه الناس من الفتن عامة، ومن تطبيقها على الواقع الحالي خاصة.

ثامناً: بذل السبب لخلاص الأمة ورفعتها .. بدلاً من الاشتغال بفضول الكلام.

تاسعاً: الحذر من السير في ركاب المنكر (لأن الكبار رضوا به): روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا " .. قال النووي: (قوله: "من عرف فقد برئ " معناه: من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله: " ولكن من رضي وتابع " ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع).

عاشراً: الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف لقوله تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)).

الحادي عشر: أهمية التأصيل العلمي القائم على منهج شرعي، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق والتصرفات الطائشة .. وليحرص المسلم أن يتعلم المسائل العقدية المهمة والتي يخشى من الوقوع فيها بالخطأ مثل مسائل الولاء والبراء ونواقض الإسلام ونحوها من المسائل.

الثاني عشر: الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة: يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – " لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولاعمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة "، ومما يعين على ذلك لزوم الرفقة الصالحة الناضجة سلوكياً وفكرياً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير