الإسلام الذي جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وأظهره الله على الدين كله.
يُراد له أن يكون كغيره من الأديان المحرفة والمنحرفة. إنه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا دين إلا الدين الذي جاء به {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران: 85]. ولا يُعرف هذا الدين على الوجه الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا إذا درست أحكامه وتعاليمه ضمن المناهج الدراسية في مختلف المراحل، ولن يقوم بهذا إلا العلماء تعليماً وإشرافاً ومتابعة، وإذا كانوا يقولون إن الناس بحاجة إلى الدراسات العصرية وعلوم التقنية الحديثة فنقول هذا لا يتعارض مع ذاك، بل هو يحث عليه، لكن بعد العناية بتدريس علوم الإسلام بأن يتعلم المسلم قبل ذلك ما يستقيم به دينه، فهناك قدر مشترك من العلوم الدينية لا بد أن يعرفه كل مسلم، وما زاد عليه من علوم الشريعة فهو تخصصي يقوم به من عنده أهلية لتلقيه؛ لأن الأمة بحاجة إليه فيكون تعلمه فرض كفاية، كما قال تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [التوبة: 122].
والنوع الأول تعلمه فرض عَيْن على كل مسلم، وهذا ما تسير عليه مناهجنا الدراسية منذ أن تأسست المدارس باختلاف مراحلها. والتعليم عندنا شامل - ولله الحمد - لكل ما يحتاج إليه المجتمع المسلم مما يجب على الفرد، وبخاصة نفسه، وما يجب على المجتمع تعلمه وتعليمه، وما تدعو الحاجة إلى تعلمه من علوم التقنية، فلا يُعتنى بجانب ويُترك الجانب الآخر حتى تقوم على ذلك مصالح العباد في المعاش والمعاد، ولا نكون كمن قال الله تعالى فيهم: {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} [الروم: 7]، فنقبل على العلوم الدنيوية ونترك العلوم الأخروية، وكما في الأثر: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً".
ولذلك كان من أعظم اهتمامات المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الاهتمام بجانب التعليم؛ حيث أولاه عناية خاصة، وأسنده إلى علماء البلاد، وسار على نهجه أبناؤه، ولن تبقى هذه الدولة إلا ببقاء الأساس الذي قامت عليه، وهو الاهتمام بالتعليم بجميع تخصصاته، وأن يتولاه أهله من علماء البلاد فيقوموا بوضع مناهجه الدراسية واختيار المدرسين الأكفاء واختيار الكتب المناسبة مما أُلِّف قديماً أو ما يؤلف حديثاً. ولا أعرف وجهاً للضجة الصحفية حينما ظهر اسم بعض أهل العلم على غلاف بعض المقررات الفقهية إلا أن تكون هذه الضجة ناشئة عن فكرة نزع التعليم من أهل العلم وإسناده إلى غيرهم، وهذه فكرة يأباها ولاة الأمور ويأباها المسلمون؛ لأنها فكرة نشاز ليست في صالح المسلمين. والدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، ويصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=15533
ـ[شاهين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[السليماني]ــــــــ[17 - 10 - 10, 05:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ
ولا أعرف وجهاً للضجة الصحفية حينما ظهر اسم بعض أهل العلم على غلاف بعض المقررات الفقهية إلا أن تكون هذه الضجة ناشئة عن فكرة نزع التعليم من أهل العلم وإسناده إلى غيرهم، وهذه فكرة يأباها ولاة الأمور ويأباها المسلمون
أي: الشيخ الفاضل: يوسف الأحمد سدده الله وحفظه، وإنما ضجوا؛ لأنهم يريدون الإفساد في البلد، والشيخ واقفٌ لهم في الطريق، فهو كما سماه بعض الصحفيين: (كبير المحتسبين).
وفق الله شيخنا العلامة صالح ابن فوزان لكل خير.
ـ[سراج الأفغاني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:45 ص]ـ
رفع الله قدر الشيخ صالح الفوازن, الجاهد المجاهد, كثر الله في الأمة من أمثاله. ا
اللهم آمين.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 10 - 10, 10:37 ص]ـ
لا اعتزاز إلا بالإسلام
فالاعتزاز بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية
ولا تنسوا: الوطنية!
اللهم احفظ العلامة الفوزان سدا منيعا في وجه العلمانيين والديمقراطيين والوطنيين.
ـ[سعد يحياوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:59 م]ـ
صح لا اعتزاز الا بالاسلام
الحمد لله على نعمة الاسلام