ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 05 - 03, 03:52 ص]ـ
الأخ محمد الشافعي
أرجو أن لا تتهرب عن سؤالي لأنه في صلب الموضوع. أنت تقول أن المرأة لا تكون من الأنبياء، وأنا أسألك إذاً ما هو تعريفك للنبوة. فهذا سؤال في صلب الموضوع، لأنك إذا لم تستطع أن تحدد ما هي النبوة كان النقاش كله لغواً. وقد أمهلكم أبا محمد ألف سنة وأنتم حتى الآن عاجزون عن إجابة لهذا السؤال، يكون لها دليل.
أما الأحاديث التي تتكلم عنها فلا أعرفها. وإذا كنت تقصد حديث "خير نساء العالمين أربع" فهو لا يصحّ أصلاً. وليتنا نلتزم بإيراد الأحاديث الصحيحة.
الأخ أبو حاتم الشريف
1 - مرة أخرى نطلب منكم تعريفاً للنبوة، عندكم عليه دليل. وقد أمهلناكم ألف سنة ولم تقدروا على أن تأتوا به.
2 - قول الأشقر: عجيب!
قال ابن حزم: ووجدنا أم موسى عليهما الصلاة والسلام قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم، وأعلمها أنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا. فهذه نبوة لا شك فيها وبضرورة العقل. يدري كل ذي تمييز صحيح: أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله عز وجل لها، لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجستها، في غاية الجنون والمرار الهائج. ولو فعل ذلك أحدنا، لكان غاية الفسق أو في غاية الجنون مستحقاً لمعاناة دماغه في البيمارستان (مستشفى المجانين)! لا يشك في هذا أحد. فصح يقينا أن الوحي الذي ورد لها في إلقاء ولدها في اليم، كالوحي الوارد على إبراهيم في الرؤيا في ذبح ولده. لكنه لو ذبح ولده لرؤيا رآها أو ظن وقع في نفسه، لكان بلا شك فاعل ذلك من غير الأنبياء فاسقا في نهاية الفسق أو مجنونا في غاية الجنون. هذا ما لا يشك فيه أحد من الناس. فصحّت نبوتهن بيقين.
3 - قوله لا نخالفه فيه. لكن كل من أنبئته الملائكة بنبوءة عن الله
وإلا فقد سبق قولي: .
4 -
ليس في القرآن خبر صريح كما يدعي الأشقر بأن الله أوحى إلى ذي القرنين.
5 - لا حجة بذلك كذك. فقد قال القرطبي في تفسيره للاصطفاء الذي تتكلم عنه: وَالتَّقْدِير إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى دِينهمْ وَهُوَ دِين الْإِسْلَام ; فَحَذَفَ الْمُضَاف.
مع أننا لم نقل بأن الاصطفاء معناه النبوة.
6 - ونفس الكلام بالنسبة للكمال.
7 - من عجائب الأشقر قوله:
أقول لا. بل ليس في نص الحديث -بتقدير ثبوته- على أنها أفضل من غيرها. فمن أين يزعم الأشقر ذلك؟ هل في الحديث أن فاطمة أفضل نساء أهل الجنة حتى يكون لك فيه حجة يا شيخ؟ فإن لم يكن فلا تحتج علينا بما ليس فيه حجة.
وأما لو وهم وادعى أن السيادة هي الفضل، فهو زعمٌ لا برهان عليه. بل هو باطل لغةً وعقلاً. قال أبو محمد: «واستُدرِكنا بياناً زائداً في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) في أن فاطمة سيدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة (الشك من راوي الحديث!). فنقول وبالله تعالى التوفيق: إن الواجب مراعاة ألفاظ الحديث. وإنما ذكر –عليه السلام– في هذا الحديث السادة ولم يذكر الفضل. وذكر –عليه السلام– في حديث عائشة الفضل نَصّاً بقوله (عليه السلام): «وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». والسادة غير الفضل. ولا شك أن فاطمة (رضي الله عنها) سيدة نساء العالمين بولادة النبي (صلى الله عليه وسلم). لها فالسادة من باب الشرف، لا من باب الفضل. فلا تعارض بين الحديثين والحمد لله رب العالمين. وقد قال ابن عمر (رضي الله عنهما) –وهو حُجّةٌ في اللغة العربية–: "كان أبو بكر خيراً وأفضل من معاوية. وكان معاوية أسود من أبي بكر". ففَرَّقَ ابن عمر بين السادة والفضل والخير. وقد علِمنا أن الفضلَ هو الخير نفسه، لأن الشيء إذا كان خيراً من شيء آخر فهو أفضل منه بلا شك».
وقد جاء في الحديث النبوي: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة». فهل تستنتج من هذا الحديث أنهما خير بني آدم؟ فإن قلت لا، سقط استدلالك بفضل فاطمة على النبيات وعلى أمهات المؤمنين.
8 - قال الأشقر:
قلت: قال الإمام أحمد: من ادعى الإجماع فهو كاذب! ما يدريه لعل الناس قد اختلفوا؟!
وقد اختلفوا فعلاً. والمسألة فيها خلاف مشهور. وادعاء الإجماع من الجويني الضال ليس إلا محض افتراء.
قال الإمام القرطبي: فَظَاهِر الْقُرْآن وَالْأَحَادِيث يَقْتَضِي أَنَّ مَرْيَم أَفْضَل مِنْ جَمِيع نِسَاء الْعَالَم مِنْ حَوَّاء إِلَى آخِر اِمْرَأَة تَقُوم عَلَيْهَا السَّاعَة ; فَإِنَّ الْمَلَائِكَة قَدْ بَلَّغَتْهَا الْوَحْي عَنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّكْلِيفِ وَالْإِخْبَار وَالْبِشَارَة كَمَا بَلَّغَتْ سَائِر الْأَنْبِيَاء ; فَهِيَ إِذًا نَبِيَّة وَالنَّبِيّ أَفْضَل مِنْ الْوَلِيّ فَهِيَ أَفْضَل مِنْ كُلّ النِّسَاء.
ما حكم القرطبي عند الأشقر؟ أليس مخالف الإجماع ضال وعند البعض كافر؟
¥