تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تتقاطع الطرق في زحمة القاهرة كما تتقاطع الأفكار والتوجهات , يجذبك المصري بكلامه , تستعذب كلام كثير منهم لخفته وسهولته فهو من القلب إلى القلب , لا يستعمل المصري الحروف الصوتية المعقدة , ولا يبحث عن الكلمات الوحشية ولا يجعل الكلام ممططاً وممجوجاً , كلامهم سهل ولذيذ مثلهم تماماً.

ولذلك أصبحت اللهجة المصرية الدراجة لغة مألوفة عند جميع العرب , فهي لغة النكتة والطرفة ولغة العلم , ولغة (البكش البريء) , وعموماً لن أعقد مقارنة بين اللهجات وأقربها للعربية , وأبعد عن العربية القديمة , فحديثي عن سهولة اللغة وبسطاتها وانسيابيتها على اللسان وهذا رأيي الخاص , ولك أن تضرب به عرض حائط المبكى.

في زيارتي الأخيرة هذه للقاهرة كنت أبحث عن الصفاء الذهني , فوجدته في شرفة فندق يقع على النيل , كان الفندق عالياً جداً ومتعدد الطوابق جداً , فاخترت أن أكون في أعلاه (طبعاً يا حسرة .. ليس على حسابي بل رحلة عمل سريعة) (يعني حاجة على ما تفرج) , في شرفة الفندق العالي جداً جعلت القاهرة في عيني طوال الوقت , فأبت بكل كبريائها إلا أن تكون في قلبي قبل عيني فكان لها ما أرادت.

كتبت في الحجاز بين الحرمين عن القاهرة كتاباً , ومن جوار النيل دفعته للطابع ....

كتبت فيه نتفاً عن تاريخ مصر وشيئاً من الحضارة المجهولة , تحدثت عن الأنبياء والعظماء الذين عاشوا حول النيل , تحدثت عن النساء الصالحات والسيئات من نساء مصر الذين خلدّ الله ذكرهن, تحدثت عن تاريخ الأهرام , ومسجد الحسين وزينب , وخان الخليلي , وصلاح الدين , تحدثت عن الفلاسفة وابن تيمية , تكلمت عن غرائب ابن حجر العسقلاني , والقبائل العربية بمصر , وخواطر عن الحضارة , وغير ذلك كثير , تركت لقلمي حرية التفكير والخط مع وجازة العبارة وسرعتها , صغتها بين الحزن والسرور , والضحك والبكاء , والألم والأمل.

رجوت من الطابع أن يكون الكتاب (على صغره) بين يديه كطفل مدلل , فانا أخاف على أوراقي القاهرية أن تمسها الأشواك فتدميها , أو أن تعيش وحيدة بدون قلب يحميها.

ربما تكون الكلمات التي في الأوراق بعضاً من الوفاء , وربما تكون تعبيراً عن الصفاء , وربما تكون ثرثرة فوق جبال الحجاز , أو مسامرة على ضفاف النيل , وربما غير ذلك.

المهم أنني قررت أخيراً أن أبدأ في إخراجها من الظلمة لكي ترى النور.

والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .....

خضر بن صالح بن سند

جدة حرسها الله 5/ 11/1431

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 06:25 ص]ـ

حفظك الله ولا عدمتَ القاهرة ولا عدمتك ..

مصر كانت منورة يا باشا ..

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:30 ص]ـ

ربما لو زرت الإسكندرية، أو زرتها ومكثت فيها لغيرت رأيك فوق (ابتسامة)

لكن على العموم أهلا وسهلا ...

ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:12 ص]ـ

يا سعدَ من تزورهم ..

ـ[خضر بن سند]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:55 م]ـ

شيخنا ابو فهر ....

بقي من ذكريات القاهرة الجميلة مكالماتك الهاتفية الجميلة ...

في المرة القادمة بإذن الله سأزورك أنا ولن أن أتركك تتحمل مشاق اللقاء ... وسيكون لي الشرف ..

ـ[خضر بن سند]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:00 م]ـ

أخي عمرو بسيوني ...

عندما ذكرت القاهرة إنما هو الجزء وقد ذكرت في الكتاب الكل ... الإسكندرية هي زينة المدن الساحلية العربية .... وهي تاريخ للعالم قبل العرب ...

وقد تكلمت عن شيئ من خبرها في الكتاب لأنني أنوي إن نسأ الله في العمر أن تكون محطة خاصة ....

ـ[خضر بن سند]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:01 م]ـ

أستاذنا بلال الشاويش ..

تشرفني دائماً تعليقاتك , دمت أنت وشيخنا والدك الكريم بخير وصحة وعافية ....

ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:27 م]ـ

بارك الله في حبيبنا الشيخ الفاضل/ خضر بن سند

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير