تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما معنى التغافل؟]

ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:54 ص]ـ

السلام عليكم

يقول الحسن البصري رحمه الله:" ما زال التغافل من فعل الكرام "

ويقول الإمام أحمد رحمه الله:" تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل "

فما معنى التغافل؟ وكيف يمكن تطبيقه؟ وما هو دليله من القرآن والسنة؟

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:46 م]ـ

اخي الحيب معاذ كيف حالكم اين انت يارجل

التغافل هو اعراضك عن امر صدر من عدو او صديق وانت تتيقن غرضه السيء منه، وتطبيقه بالتحلم او التسامح في التعامل معه

قال أبو علي الدقاق: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت،فقال حاتم: ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. انتهى. [مدارج السالكين ج2ص344].

هذا الأدب الذي وقع من حاتم الأصم يمكن أن نسميه " أدب التغافل "، وهو من أدب السادة، أما السوقة فلا يعرفون مثل هذا الآداب، ولذلك تراهم لدنو همتهم يحصون الصغيرة، ويجعلون من الحبة قبة، ومن القبة مزاراً، وهؤلاء وإن أظهروا في الإحصاء على الآخرين فنون متنوعة من ضروب الذكاء والخداع، ولكنه ذكاء أشبه بإمارات أهل الحمق والترق الذين تستفزهم الصغائر عند غيرهم، ولا يلقون بالا للكبائر عند أنفسهم، و أمثال هؤلاء لا يكونون من السادة في أقوامهم الذين عناهم الشاعر بقوله:

ليس الغبي بسيد في قومه **** لكن سيد قومه المتغابي

: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم:3].

وقال الحسن: "ما استقصى كريم قط قال الله تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض " [تفسير القرطبي ج18 ص188].

وقال الشاعر:

أحب من الأخوان كل مواتي **** وكل غضيض الطرف عن هفوات

ومن هذه المواقف الجلية في أدب التغافل، ما ذكره ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد. [تاريخ مدينة دمشق ج:40 ص:401].

ولقد دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فنمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها فقال: خشيت أن أقطع عنه حاجته.

فلقد كان في قدرة الأمير أن يأمره بإبعاد نصل سيفه عن قدمه، وليس هنالك من ملامة عليه، أو على الأقل أن يبعد الأمير قدمه عن نصل سيفه، ولكنه أدب التغافل حتى لا يقطع على الرجل حديثه، وبمثل هذه الأخلاق ساد أولئك الرجال.

من كان يرجو أن يسود عشيرة **** فعليه بالتقوى ولين الجانب

ويغض طرفا عن إساءة من أساء **** ويحلم عند جهل الصاحب

ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:54 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله ..

الذي أعرفه والله أعلم أن التغافل هو تصنع الغفلة والتظاهر بها، والمقصود فيما ذكرت التغافل عن الزلات وعدم الالتفات إليها والاهتمام بها، فمهما بلغك من إساءة تراها أو تنقل إليك من شخص ما فتغافل عنها كأنك لم تعلم بها .. وكذلك ما يقع من المواقف المحرجة للبعض فمن حسن الخلق التغافل عن ذلك وعدم إشعار صاحب الموقف بأنه شوهد أو شُعِر به .. وهذا من حسن الخلق كما ذكرت ..

هذا ما أعرفه فإن كان صوابا فالحمد لله، وإن كان غير ذلك فتغافل عنه وتابع بقية الردود (ابتسامة)!

ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:55 م]ـ

صدقت فكم يكثر الخيثاء والذى يتصيدون الخطا لاهل العفة ويؤلونه على اهوائهم الفاسدة

ومن التغافل ما ذكره الشيخ المحدث ابواسحق الحوينى ان الرجل الحكيم قد يتغافل عن بعض تصرفاته امراته

فى بيت الزوجية

كما فى شرحه لحديث ام زرع فى شريط ليلة فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم

ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:07 م]ـ

وللشخ المنجد حلقة بعنوان التغافل خلق فاضل ممكن تحملها من على الشبكة ...

ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:47 م]ـ

أحسن الله إليكم جميعا لإزالة اللبس والغموض فمنكم نستفيد وجزاكم الله خيرا.

ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:54 م]ـ

أخي الحبيب أبا نصر المازري اعذرني لأنني ابتعدت مدة ولم تتح لي الفرصة للاتصال بك فأنت تستحق مني كل خير وإكرام أدام الله المحبة التي بيننا وجعلها خالصة لوجهه الكريم ثقيلة في موازين حسناتنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير