تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كل خياراتهم خاسرة]

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

كل خيارات الكنيسة حالياً خاسرة

كنا في غفلة عن النصارى في مصر، فلم يكن ضمن مفردات العمل الإسلامي الدعوي أو الحركي شيء يتعلق بالنصارى، ولك أن ترصد ما كتب عن النصارى في مصر منذ الفتح الإسلامي حتى عشر سنوات فقط، ويقينًا لن تجد ما يلفت نظرك أو يستوقفك، ولك أن ترصد الحراك الصحوي في القرن الماضي ـ وقد كان قويًّا منتشراً ـ ويقيناً لن تجده خارج إطار المسلمين، ثم صحونا على ما لم يكن يتوقعه أسوء الناس ظنًّا.

صحونا على النصارى بقيادة نظير جيد، يسبُّون ديننا ورسول ربنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمهاتنا .. أمهات المؤمنين، بلغة قبيحة لا تنطق بها بغيّ، ويجاهروننا بالعدواة والبغضاء، وأن لا تعايش بيننا وبينهم، ولابد من رحيلنا؛ وخاضوا بكل ما هو مستطاع؛ فانتشروا في القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية والمحافل العلمية، بكل الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية؛ فقدموا "تطاولهم" في كتابٍ، ومحاضرةٍ، ومقال، وبرنامجٍ، ورسم، أحدثوا ضجيجاً، كأنهم موتورون ... كأننا نشرب من دمائهم ونأكل من لحومهم.!!

ووقف الحليم حيران ينادي أصحابه: لم كل هذا؟! مَن أجج تلك الصدور؟!

فكانت الإجابة تأتي من كل مكان بأنها "جماعة الأمة القبطية" التي سيطرت على الكنيسة في خمسينيات القرن الماضي، وراحت تنفخ الشر في الصدور حتى ملأتها فجيشت الناس حرباً على الله ورسوله وجيرانهم في الوطن الواحد.

إن ما تراه أعيننا الآن هو حراكٌ نصراني جماعي وُضعت بذرته قبل تسعين عاماً، وإن هذه العصبة الآثمة التي تولت مقاليد الكنيسة في نهاية خمسينيات القرن الماضي قد جيشت شعب الكنيسة ضد الإسلام والمسلمين بما تمليه عليهم في (مدارس الأحد) والكليات الإكليريكية، وفي الدوريات والمطويات و (العظات) ثم القنوات الفضائية، نحن أمام حالة من الحشد للنصارى الأرثوذكس في مصر، حالة ترفض تماماً الإسلام والمسلمين، حالة تستعد للقتال والقتل فداءً لما يمليه عليهم الشيطان. ليس للمشهد توصيف إلا هذا.

وما تفلّت من لسان (بيشوى) من أننا ضيوف وهم أصل البلد ـ وهو كاذب ـ تحدث هو به عدة مرات قبل ذلك، وبأسوء مما قال، ورابط التسجيل منتشر على الشبكة العنكبوتية.

وما تطاول به بيشوى عن القرآن الكريم وحاول "نظير جيد" إثارة الغبار عليه حتى يظن الناس أنه مؤدب مع كتاب الله وعقيدة المسلمين يُدرَّس في الكلية الإكليركية، فهم يُدرسون لطلابهم أن القرآن الكريم يقر بعقيدة الصلب والفداء ومن ثم ألوهية السيد المسيح ـ المكذوبة ـ وهم يناظرون في هذا الموضوع، وهناك عدد من المناظرات منشورة موضوعها (ألوهية المسيح في القرآن)، فالقوم بعيدون تماماً عن احترام ديننا وتاريخنا ومقدساتنا، ويكذبون على رعيتهم بنقل حديث مشوه عن القرآن الكريم والشريعة الإسلامية عموماً بشكل رسمي وغير رسمي.

وقيادة الكنيسة متمثلة في شخص الأستاذ "نظير جيد"، ومن يظهرون متحدثين باسم الكنيسة أو فيما يتعلق بعقيدة الكنيسة كبيشوي وعبد المسيح بسيط ومرقص عزيز ومكاري يونان، يتبنون أشد الأطروحات تطرفاً، بأنفسهم وبدعمهم للمتطرفين من أمثال زكريا بطرس وأقباط المهجر.

ولا أحسب أن أولئك الذين يقفون بوجه الكنيسة اليوم يتحدثون من منطلق المهزوم الخائف،؛ بل بدا بوضوح أن الدوائر دارت على مشروع (جماعة الأمة القبطية) في مصر، وعمليًّا قد فشلت الجماعة المتطرفة المتشددة في تحقيق أي من أهدافها.

فالكنيسة الأرثوذكسية تعاني من مشاكل داخلية تهدد بنيانها وتنذر بزلزالٍ يأتي بعاليها سافلها، فمئات الآلاف من الأسر النصرانية الأرثوذكسية التابعة لكنيسة "نظير جيد" ـ حسب كتابات المختصين من النصارى الأرثوذكس أنفسهم ـ يعانون من مشاكل اجتماعية، تحديداً الطلاق، وكثير منهم تجرأ على الكنيسة ويقاضيها أمام المحاكم؛ بل تجرأ نفر منهم على شخص بطريك الكنيسة وأخذ حكماً عليه بدفع غرامة مالية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير