تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فواغوثاه ثم واغوثاه بالله الذى يغيث ولا يغاث]

ـ[محمد الغصن]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:27 م]ـ

قال ابن القيم:

غالب الخلق يطلبون إِدراك حاجتهم بك وإِن كان ذلك ضرراً عليك، فإِن صاحب الحاجة أعمى لا يرى إلا قضاءَها، فهم لا يبالون بمضرتك إِذا أَدركوا منك حاجتهم، بل لو كان فيها هلاك دنياك وآخرتك لم يبالوا بذلك. وهذا إِذا تدبره العاقل علم أَنه عداوة فى صورة صداقة، وأَنه لا أَعدى للعاقل اللبيب من هذه العداوة، فهم يريدون أن يصيروك كالكير ينفخ بطنك ويعصر أَضلاعك فى نفعهم ومصالحهم، بل لو أَبيح لهم أَكلك لجزروك كما يجزرون الشاة، وكم يذبحونك كل وقت بغير سكين [لمصالحهم]، وكم اتخذوك جسراً ومعبراً لهم إِلى أَوطارهم وأَنت لا تشعر، وكم بعت آخرتك بدنياهم وأَنت لا تعلم، وربما علمت. وكم بعت حظك من الله بحظوظهم منك ورحت صفر اليدين، وكم فَوَّتُوا عليك من مصالح الدارين وقطعوك عنها وحالوا بينك وبينها، وقطعوا طريق سفرك إِلى منازلك الأُولى ودارك التى دعيت إِليها وقالوا: نحن أَحبابك وخدمك، وشيعتك وأَعوانك، والساعون فى مصالحك. وكذبوا والله إِنهم لأَعداءٌ فى صورة أَولياءَ وحرب فى صورة مسالمين، وقطاع طريق فى صورة أَعوان. فواغوثاه ثم واغوثاه بالله الذى يغيث ولا يغاث {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} * [التغابن: 14]، {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} * [المنافقون: 9].

طريق الهجرتين (1/ 130)

دار عالم الفوائد

ـ[تركي سعيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:54 م]ـ

بارك الله في علمك ونفع بك ...

كم يؤثر كلام هذا العالم الرباني في نفسي .. وفي سلوكي وسيري الى الله.

وكما قيل ما خرج من القلب وصل الى القلب وما خرج من اللسان لم يجاوز الأذان

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:13 م]ـ

جزاك الله خير، ونفع بك على هذا النقل، سأنقله إن شاء الله إلى منتديات أخرى ..

ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:32 ص]ـ

جزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير