[الأم والأب]
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:31 م]ـ
مواعظ، أقوال، أشعار، قصص، فوائد
الرجاء من الإخوة المشاركة والإفادة
(?) أمي الحبيبة (?)
هذه كلمات أكتبها إليك بمداد قلبي
وأبعثها إليك مع عبير الورد وأريج الفل والياسمين ...
يا قمراً أضاء ظلام عقلي
وأضاء لي طريقي في الحياة ..
ويا شمساً أذابت جمود قلبي
وفجرت ينابيع الأمل ..
يا من غرّست حُبّ الله في فؤادي
ورسّخت عقيدة التوحيد في أعماقي ..
يا من كنت لي أُماً في الحنان
ومعلمةً في الأخلاق
وأختاً في النصح والإرشاد ..
نصائحك نورٌ أسير عليه في حياتي
وابتسامتك ثلجٌ يُطفئ خوفي وألمي
بحر قلبي الواسع أنتِ
وموج عقلي الدافئ أنتِ
وبياض قلبك بدرٌ في سماء نفسي
ومهما وصفتك فلن أستطيع أن أكمل ... ليس تهاوناً
ولكن شيء أعمق من ذلك.
أمي
أهدي هذه الخاطرة إلى الغالية على قلبي أمي
........
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:34 م]ـ
ليت لي أبًا
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)
رحاب العوبثاني
اشتقتُ إليْه هذا الصَّباح.
أفَقْتُ على صورته البشوشة.
على تلك الابتسامة التي ارتَسَمت في مخيّلتي.
ولا تغيب عني أبدًا.
أفَقْت على كل كلِمةٍ همَسَ بِها لي.
أفَقْت على كل حِضْنٍ من أحْضانِه.
اشتقْت إليه.
تَمنَّيت أن يعود الآن وأسمع قصصه التي كان يرويها.
وأشعاره الَّتي كان يلقيها.
ودروس الحياة التي كان يعلمني إيَّاها.
اشتقتُ إلى مزحاتِه وضحِكاتِه وكلِماتِه.
اشتقْتُ إلى أفْعالِه الَّتي تعلَّمْتُها منه.
اشتقْتُ إلى لَمسات يديْه النَّاعمة الحنون.
اشتقت إليْه.
اشتقْت إليْه.
اشتقْتُ إليْه.
اشتقْتُ إلى حَبيبي.
اشتقْت إلى أبي.
اشتقْتُ إليْه، بصوتٍ عالٍ أقولُها، وعيناي تدمعان.
فيا ليت لي أبًا.
أغفو في أحْضانِه.
وأستيقِظ على همساته.
ليت لي أبًا.
يَحميني من غدْر البَشَر.
ليت لي أبًا.
يَرْعاني في كلِّ حين.
ليت لي أبًا.
لأمحوَ كلَّ طعنات السنين.
ليت لي أبًا.
يُنسيني الأنين.
ليت لي أبًا.
يُلَمْلِم جروحي وآلامي.
ليت لي أبًا.
وليت لي أبًا.
وليت لي أبًا.
ولكِنْ لا أمل.
فقَدْ رحل.
وترَكَ مكانَه خاليًا.
ترَكَني وحيدةً بين قسْوة البشر.
بين آهات الزَّمن.
وبين متاهات الحياة.
فمَن يَشْفِي جروحي وآلامي؟
ومَن يطبِّب قلبي، ويحقق أحلامي؟
مَن يسمعني حين أشكو؟
ومَن يَحضنُني حين أضعُف؟
ومَن يُسْكتني حين أبكي؟
أبي:
لقد عدتُ طفلةً من بعدك.
تنتظِر عودة أبيها كلَّ حين.
ترتقِب ذلك الباب، متى يُفْتَح؟
مَتَى يطلُّ عليْها بتلك الضَّحِكات؟
بتِلْك المداعبات.
أبي:
أُهْديك قبلة على ذلك الجبين.
وقُبْلَتين على تلك الوجْنَتَين.
أهديك قلبي، وأهْديك عرفانًا وشكرًا.
لن أنساهُ يومًا.
شكرًا على كلِّ شيءٍ علَّمْتني إيَّاه.
فهو الآن مصْدر قوَّتي.
وهو مَن يقِفُ بِجانبي.
وهُو مَن يدفَعُني دائمًا إلى الأمام.
أبي:
أُهْديك كلَّ نجاحٍ في حياتي.
أُهْدِيك كلَّ هدفٍ في حياتي حقَّقته.
وأُهديك كلَّ حبٍّ أراهُ في أعْيُن النَّاس لي.
فقد كان لك ومن أجلِك دومًا.
سأَبْقى دومًا لأجلك.
وسَأُبْدِع دومًا لأجلك.
وسَأَبْقى دائمًا أنا ابنتك، ودائمًا لأجلك.
.........
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:40 م]ـ
إنها الأم
الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان
يسير في الفلاة، يقطع الفيافي والقفار، قد اغبرَّ وجهه، وشعث شعره، وتتابعت أنفاسه، وبلغ به الجهد مبلغه.
إذا سار مفازةً وقف وألقى الحمل عن ظهره، وجعل يلتقط أنفاسه مليًّا، حتى إذا ما استردَّ إليه نَفَسُه، وهدأت نَفْسُه - حمل حمله على ظهره، وسار ميمِّمًا بيت الله الحرام.
لعله يزداد عجبك يا عبد الله إذا عرفت أن هذا الحمل ليس زادًا ولا طعامًا، ولا مالاً ولا متاعًا، وإنما كان هذا المحمول هي أمه التي ربَّته فأحسنت تربيته، حتى غدا رجلاً، بلغ من برِّه ما ترى! وقليل ما هم!!
سار الرجل البارُّ تمتطيه أمه نحو البيت الحرام، فطاف بالبيت سبعًا وهو يقول:
إِنِّي لَهَا مَطِيَّةٌ لا تَذْعِرُ إِذَا الرِّكَابُ نَفَرَتْ لا تَنْفِرُ
مَا حَمَلَتْ وَأَرْضَعَتْنِي أَكْثَرُ اللَّهُ رَبِّي ذُو الجَلالِ الأَكْبَرُ
وبينما هو يطوف؛ إذ رأى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما – فقال: "أتراني جازيتها؟ "، قال: "لا، ولا زفرة واحدة! ".
¥