تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا الصحابي كان شيخاً أم صغيراً .. ؟؟

ـ[سعيد آل مسفر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

بينما كُنت أقرأ في كتاب ابن حجر "الإصابة في تمييز الصحابة" قرأت ترجمة أشكل علي فهمها .. !!

وهي ترجمة للصحابي "عثمان بن أبي العاص" رضي الله عنه .. ففي الإصابة يذكر بأن عثمان رضي الله عنه شهد مولد النبي صلى الله عليه وسلم .. !!

وذلك يعني أنه عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم عام 9 هـ وجعله أمير قومه يكون قد جاوز الـ 60 .. !!

بينما أحاديث أخرى تذكر أنه عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم كان أصغر قومه فأمّره النبي صلى الله عليه وسلم عليهم .. !!

وهنا سأنقل ترجمة ابن حجر رحمه الله كاملة:

[5445] عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام الثقفي أبو عبد الله نزيل البصرة أسلم في وفد ثقيف فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف وأقره أبو بكر ثم عمر ثم استعمله عمر على عمان والبحرين سنة خمس عشرة ثم سكن البصرة حتى مات بها في خلافة معاوية قيل سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين وكان هو الذي منع ثقيفا عن الردة خطبهم فقال كنتم آخر الناس إسلاما فلا تكونوا أولهم ارتدادا وجاء عنه أنه شهد آمنة لما ولدت النبي صلى الله عليه وسلم وهي قصة أخرجها البيهقي في الدلائل والطبراني من طريق محمد بن أبي سويد الثقفي عنه قال حدثتني أمي فعلى هذا يكون عاش نحوا من مائة وعشرين سنة روى عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في صحيح مسلم وفي السنن روى عنه بن أخيه يزيد بن الحكم بن أبي العاص ومولاه أبو الحكم وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة ونافع بن جبير بن مطعم وأبو العلاء ومطرف ابنا عبد الله بن الشخير وآخرون وذكر المرزباني في معجم الشعراء أن عثمان بن بشر بن عبد بن دهمان كان قد شد في الجاهلية على عمرو بن معد يكرب فهرب عمرو فقال عثمان:

لعمرك لولا الليل قامت مآتم ** حواسر يخمشن الوجوه على عمرو

فأفلتنا فوت الأسنة بعدما ** رأى الموت والخطى أقرب من شعري

فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو عمه.

×××

وهنا ترجمة عثمان رضي الله عنه من كتاب "معرفة الصحابة" لأبي نعيم المتوفي عام 430 هـ:

عثمان بن أبي العاص الثقفي وهو عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبيد بن دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر، وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع وعشرين في أناس من ثقيف، فسأله مصحفا فأعطاه، وأمره على الطائف، وأمره بالتجوز في الصلاة، شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسواسا يعرض له في صلاته، فضرب صدره، وتفل في فيه فلم يحس به بعده، كان ذا مال كثير الصدقة والصلة، يختار العزلة والخلوة، سكن البصرة، وإليه ينسب سوق عثمان، داره دار البيضاء، وله بالبصرة غير دار توفي سنة إحدى وخمسين بالبصرة، أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل مسجدهم بالطائف حيث كانت طاغيتهم حدث عنه سعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، ونافع بن جبير، ومطرف ويزيد ابنا عبد الله بن الشخير، والحسن، ومحمد بن سيرين، وغيرهم

وكذلك في سير أعلام النبلاء بأنه كان أصغر الوفد سناً ..

فما أظنه والله أعلم أن ذلك هو خطأ وقع فيه ابن حجر رحمه الله لأنه لا يمكن الجمع بأي حال من الأحوال بين الترجمتين المتضاربتين ..

لأن التراجم الأُخرى تذكر بأن أمه هي من شهدت مولد النبي صلى الله عليه وسلم وليس عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه .. وإذا كان هذا هو الخطأ فعند ذلك تستقيم الترجمة ويكون الخطأ في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة فحتى ابن حجر رحمه الله ذكر في رواية البيهقي والطبراني بأن عثمان رضي الله عنه عندما ذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثتني أمي فيكون بذلك أخطأ في الإستدلال والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير