تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وابن أبي الدنيا في العزلة وفي الصمت والبيهقي في كتاب الزهد وغيره كلهم من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عنه. وقال الترمذي: حديث حسن غريب انتهى

قال العلامة الفقيه اللغوي الشاعر أحمد بن فارس صاحب الكتب الذائعة الماتعة في النحو واللغة: وقالوا كيف حالك؟ قلت خير تقضى حاجة وتفوت حاج إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا عسى يوماً يكون لها انفراج نديمي هرتي وأنيس نفسي قراطيسي ومعشوقي السراج إن محادثة الكتب الساعات الطويلة تزرع دمعاً كبيراً متألقاً، تتفجر منه أنهار الحكمة، ويتشقق فيخرج منه ماء البيان، وتهبط منه كنوز الألمعية وقبسات العبقرية، فالكتب بوابة الديانة، ودروازة التثقيف الأصيل، للعقل السوي الواعي. أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب الكتاب حيث لا غيبة ولا رياء ولا حسد ولا كبر. الكتاب حيث لا ملل ولا ضجر ولا سآمة ولا تبرم. الكتاب حيث الحكمة الساطعة، والموعظة البارعة، والخطاب الفصيح، والنهج السديد، والطرفة العذبة، والخبر المستطرف، والتجربة الحية كان العلماء يضنون ببيع الكتب، ولا يرخصون ثمنها، فهي عندهم أغلى من القصور والدور والذهب والفضة والسلاح والمزارع. هذا أبو الحسن الفالي يعضه الفقر فيضطر لبيع كتاب الجمهرة لابن دريد بخط أبي الحسن الفالي الجميل فيشتريه منه الشريف المرتضى بستين ديناراً، ويجد في آخر النسخة أبياتاً لبائعها أبي الحسن يقول فيها: أنست بها عشرين حولاً وبعتها لقد طال وجدي بعدها وحنيني ما كان ظني أنني سأبيعها ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن لضعف وافتقار وصبية صغار عليهم تستهل شؤوني فقلت ولم أملك سوابق عبرتي مقالة مكوي الفؤاد حزين وقد تخرج الحاجات يا أم مالك كرائم من رب بهن ضنين فلما قرأ الأبيات أرجع

النسخة إليه وترك الدنانير. إن من همة الطالب حرصه على كتابه، وصرفه لماله في العلم؛ لأن المال خادم والعلم مخدوم، وأبو الحسن الفالي صاحب الأبيات المتقدمة محدث أديب شاعر، توفي سنة (448هـ) وله أشعار جميلة لها صلة بالهمة العالية والعلم وأهله، منها:

لما تبدلت المجالس أوجهاً غير الذين عهدت من علمائها

ورأيتها محفوفة بسوى الأولى كانوا ولاة صدورها وفنائها

أنشدت بيتاً سائراً متقدماً والعين قد شرقت بجاري مائها

أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها

وحقَّ لهم أن يتمثلوا بقول من قال:

لما تبدلت المنازل أوجهاً ×××××× غير الذين عهدتُ من علمائها

ورأيتها محفوفة بسوى الألى ×× ×× كانوا ولاة صدورها وفِنائها

أنشدت بيتاً سائراً متقدماً ××××× والعين قد شرقت بجاري مائها

أما الخيام فإنها كخيامهم ×××××× وأرى نساء الحي غير نسائها

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير