[حلقة النقاش السابعة (التوظيفات الحداثية لنظرية المقاصد)]
ـ[مركز التأصيل للدراسات والبحوث]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:49 م]ـ
أقام مركز التأصيل للدراسات والبحوث حلقة النقاش السابعة يوم الأربعاء 27/ 10/1431هـ، وكانت بعنوان: "التوظيفات الحداثية لنظرية المقاصد" وقدم الورقة الأساسية الدكتور أحمد بن عبد السلام الريسوني، الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة.
وابتدأ ورقته باستعراض خلاصة نظرية المقاصد وإعمالها، وذكر أن خلاصة نظرية المقاصد ما تقرر عند جماهير العلماء من كون الشريعة إنما جاءت لجلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، وذكر أن الشرائع إنما وضِعَتْ لمصالح العباد في العاجل والآجل معاً، مستصحباً في ذلك نص الشاطبي.
ثم ذكر الدكتور الريسوني أهم مظاهر الإعمال لنظرية المقاصد الذي يمر من خلالها كالتحقق من مقصود النص الشرعي، وتحري معرفة الحكمة والمصلحة المقصودة من وراء الحكم المنصوص لمراعاتها في الاستنباط والقياس والتنزيل، والنظر فيما يُظن مقصداً وليس بمقصد لنفيه واستبعاد تأثيره، والتمييز بين ما هو مقصود لذاته وما هو مقصود لغيره ...
وذكر أن الحداثيين الذين اشتغلوا بقضايا الدين والتراث أشكال وألوان، يختلفون في موقفهم من الشريعة وأصولها، وبين أن طائفة منهم صرفوا كل طاقتهم وجهدهم لنقد الإسلام في أصوله العقدية والمرجعية، والعملِ على تسفيهها ونسفها، لبناء الحداثة على أنقاضها.
واعتمد في ذلك على كلام المفكر الحداثي د. محمد الطالبي (مؤسس الجامعة التونسية) حينما وصف الصنفَ السابق من الحداثيين بـ "الانسلاخسلاميين "، أي المنسلخون عن الإسلام مع أنهم قد يتظاهرون به، وهذه " الانسلاخسلامية " اختيار لتأسيس الحداثة على أساس الانسلاخ من الإسلام وهي في أسلوبها ومنهجها ونتائجها امتداد للنقد المسيحي الاستشراقي للقرآن خاصة، وللإسلام عموما، ومن أبرز هؤلاء: مالك شبال، ومحمد أركون، وعبدالمجيد الشرْفي.
وأوضح الدكتور الريسوني العنصرَ الجامع الذي هو العمدة والأساس في موقف المفكرين الحداثيين من الشريعة ومقاصدها، وهو: المصلحة أولا وأخيرا، والمصلحة تعلو ولا يُعلى عليها، وذكر نماذج من هؤلاء وردَّ عليهم.
ثم أوضح أهم الاختلالات المنهجية في مواقف الحداثيين من الشريعة ومقاصدها كاتخاذهم الحداثة الغربية ومنجزاتها مثلا أعلى ومعيارا تقاس به الأمور، وضعف التكوين الإسلامي وسطحيته لدى بعضهم، والإقبال المتأخر عليه لدى آخرين بعد تمكن الثقافة الغربية من تكوينهم وعقولهم وقلوبهم، و المفهوم الضبابي والمضيق للمصلحة.
واختتم ورقته بأسفه على تحقيق هذا التيار اختراقات نخبوية بينة في معظم الأقطار الإسلامية وله في بعضها غلبة وتفوق، كما في تونس وتركيا وإندونيسيا، لاستفادة هذا التيار من الفراغ الذي يتركه العلماء والشرعيون المتخصصون في الاهتمام بمقاصد الشريعة وقضايا العصر.
وطالب الدكتور الريسوني العلماء والشرعيين بتدارك الفراغ والاجتهاد في سده.
تلى ذلك تعقيب على الورقة من الدكتور محمد سعد اليوبي عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية، بين في تعقيبه تعريف الحداثة، وأنه لا فرق بين الحداثة الغربية والعربية، موضحا منافاتها للإسلام، وأنه لا يمكن محاولة " أسلمتها "، وأوضح كيفية سعي الحداثيين لهدم الدين باسم الدين ولهدم المقاصد باسم المقاصد، وأن توظيفهم للمقاصد حصل بدون ضوابط ولا معايير.
بعد ذلك أضاف الدكتور عبدالرحيم السلمي عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب الفكرية المعاصرة بجامعة أم القرى المقارنةَ بين موقف الحداثيين من الإمام الشاطبي وبين موقفهم من الإمام الشافعي، وذكر أنهم قاموا بإبراز الإمام الشاطبي وفي نفس الوقت قاموا بالتشنيع على الإمام الشافعي، وأوضح أن نصوص الشاطبي والشافعي تتظافر ويؤكد بعضها على بعض في نفس القضايا التي شهدت التشنيع على الشافعي فيها، واستغربَ من شدة تباين الحداثيين في موقفهم هذا.
وبين الدكتور السلمي أن المصلحة عند الحداثيين تعلو ولا يُعلى عليها ولو في سبيل إلغاء النصوص الشرعية التي لم تتكون مقاصد الشريعة إلا بهذه النصوص الشرعية الجزئية التي يتعدى كثير من الحداثيين عليها دون فقه ولا دين.
من جانبه حذر الدكتور علي بادحدح - في مداخلة له - من استغلال الحداثيين للفراغات التي يمكن أن ينفذوا من خلالها لنشر مفاهيمهم عن بعض القضايا التي قد ينخدع بها بعض الناس كالنهضة والحرية والتقدم وغيرها، وأوصى بضرورة التأصيل الشرعي لذلك لملء تلك الفراغات،كما طالب بتبسيط المقاصد لعموم المسلمين وألا تكون محصورة في الإطار النخبوي.
وقد حضر الحلقة عددٌ من النخب العلمية والفكرية وطلاب الدراسات العليا.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[16 - 10 - 10, 10:56 م]ـ
هل يمكن رفع نصوص هذه الحلقة النقاشية على الملتقى للفائدة؟
وهل يمكن إطلاعنا على الجهود العلمية والحلقات النقاشية السابقة التي أقامها هذا المركز؟
¥