تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن الهدف أثيم، والغاية دنيئة .. هدفهم إزالة قدسية الأنبياء من نفوس المسلمين .. يأتوا برجل عادي يحاكي شخصية نبياً .. رجل ربما في فيلم أو مسلسل قبله كان زنديقاً عربيداً فاسداً، واليوم هو نبي طاهر مكرم، وغداً سيكون سكيراً إباحياً فاسقاً!! والولد الصغير يشاهد هذا بأم عينه .. مرة يرى النبي في حضن امرأة! ومرة يراه يشرب الخمر! ومرة يلعب بالنردشير.

فلا شك أن تسقط قدسية هذا النبي عنده، حتى لو افترضنا جدلاً أن هذا الممثل أتقى الأتقياء، فمن هذا الذي يحاكي نبي من أنبياء الله اصطفاه الله من خلقه وفضله واعتنى به؟ ومن هذا الذي يحاكي مَلك من الملائكة فضلاً عن جبريل u؟ وهل رءوا يوسف u حتى يحاكوه؟ وهل رءوا جبريل u حتى يمثلوه؟

النبي r رأى جبريل u له ستمائة جناح قد سد الآفاق، ويوسف قد أوتيَّ شطر الجمال، فمهما بلغ الممثل من جمال، مع ما يضيفونه من مساحيق التجميل، والإكسسوارات الفاخرة؛ لن يبلغ عُشر معشار جمال يوسف u.

لماذا نريد تشويه صورة الأنبياء في مجتمعنا الإسلامي؟!

وكأني بمخطط الشيوعية القديم حينما قالوا في وثيقتهم السرية: (يجب علينا خداع الجماهير بأن نزعم للمسحيين أن المسيح اشتراكي، وإمام الاشتراكية، فهو فقير، ومن أسرة فقيرة، وأتباعه فقراء كادحون، ودعا إلى محاربة الأغنياء .. ونقول عن محمد: إنه إمام الاشتراكيين، فهو فقير، وتبعه فقراء، وحارب الأغنياء المحتكرين، والإقطاعيين، والمرابين، وثار عليهم، وعلى هذا النحو يجب أن نصور الأنبياء والرسل، ونبعد القداسات الروحية، والوحي، والمعجزات عنهم بقدر الإمكان لنجعلهم بشراً عاديين حتى نبعد عنهم الهالة التي أوجدها أتباعهم المهوسون) [مجلة كلمة الحق، 4/ 1967م].

هذا ما تريده دولة إيران من بث هذه المسلسلات، فبعد أن كانت البلاد متباعدة متفارقة أصبحت الكرة الأرضية كقرية واحدة عن طريق وسائل الإعلام، فبضغطة زر على ريموت الكنترول تنطلق من مصر إلى لبنان ومن لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى إيران إلى أمريكا إلى فرنسا إلى المنيا .... وكل ذلك وأنت في مكانك!.

بل تعدى الأمر إلى أن اشترت هذا المسلسل إحدى القنوات المصرية على قمر نايل سات لتبثه ليل نهار داخل بيوت المسلمين المصريين!

فالأمر جد خطير .. كيف يجرئون على تجسيد الأنبياء والمرسلين والملائكة، إذا كان تجسيد الأشخاص العادين أمر محظور في الشرع، فهذه عائشة - رضي الله عنها - حاكت عند رسول الله r إنساناً، فقال r: ( ما أحب أني حكيت إنساناً، و أن لي كذا وكذا) [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].

هذا لا يجوز في حق الإنسان العادي، فكيف بأنبياء الله؟

عندما يصنعون فيلماً أو مسلسلاً عن كوكب الشرق أو العندليب الأسود لزاماً عليهم أن يستأذنوا أهلهم وذويهم، وإلا هذا اعتداء على شخصياتهم المرموقة، فما بالك بالأنبياء والمرسلين؟!

الله حرم على الشيطان أن يجسد شخصية الأنبياء في الرؤى والأحلام، قال r: ( من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) [متفق عليه]، الشيطان لا يقدر أن يُمثل أو يُحاكي النبي r، وكذلك كل الأنبياء، (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)، فكيف بالبشر يتمثلوا بالأنبياء ويحاكوهم ويجسدوهم، ويسيرون على خطى الغرب الكافر، كما قال r: ( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن!) [متفق عليه].

الغرب يصنع مثل هذه الأفلام والمسلسلات، عندهم (آلام المسيح) و (شفرة دافنشي) .. وغيرها، فما المانع من صناعة مسلسل عن يوسف وموسى ومريم؟

بل تطور الأمر عند الشيعة أن صنعوا فيلماً كرتونياً للأطفال يجسدون فيه صوت النبي محمد r، وصوت جبريل وميكائيل، بل وصوت رب العالمين، والعياذ بالله!!

كرتون أطفال يعرض على قناة المنار الشيعية يبث فيه مثل هذا الكلام، لا يريدون شيئاً مقدساً أبداً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير