من الكفر والإباحية إلى عقوبات العدميَّة (2 - 10)
ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:42 م]ـ
قال أبو عبدالرحمن: بعد أن ألممت بشيئ من ظواهر العدمية الجبرية والاختيارية أرى أنه من اللازم الالتفات إلى مقارنة تاريخية عظيمة الأهمية، ومركز المعادلة بقاع العالم المسيحي التي كانت مهجورة في عدد من القرون منذ أيام نوح عليه السلام وعاد وثمود، وقد قلت في معادلات في خرائط الأطلس:
*والأرض في بطء تدور.
ونصفها المعمور أدنى الأرض غرة الحضارة.
طرس السماء العبقري (1).
وسفرها المضيئ.
لها من الشمس الوضوح والألق.
ووقدة الوهج.
ومنبع الضياء.
تفتحت لها مصاريع السماء.
بالوحي والإعجاز والذكر الحكيم.
نادى بها موسى وثنَّى بعده يسوع.
وبعده توحدت ديانة الخليقة.
بالمصطفى محمد (2).
ثلاثة وعشرة من القرون.
قرون رهبان الدجى.
والفارس الملثم.
والقائد المعمم (3).
يندى جبينه الأغر بالعبير.
والأرض في بطء تدور.
ونصفها المهجور منفى عابدي الصليب.
ضاقت بهم هداية السماء.
مادت برجسهم بلاد الأنبياء.
لكنهم حنوا إلى طبع الجدود والقرود.
والأرض في بطء تدور.
ونصفها المهجور حالك الظلام.
عبر القرون.
ليلاتها طويلة.
والشمس في بحارها مذعورة.
عبورها لمام.
سماؤها غيوم.
وصحوها ثلوج.
وكل من فيها علوج.
وتقرع الأجراس في صبح الأحد.
يدق ناقوس الوصايا والخطب.
وحكمة أبقى عليها سهو أرباب المجامع:
((لا تبتئس من لطمة.
وثنها بخدِّك الثاني وسامح.
والمجد للرب الكريم في السماء)) (4).
وحكمة المسيح في تشنج القديس والعجائز.
أو مومس شمطاء أقلعت.
عنها الخطيئةُ.
مرادها صكُّ البراءة.
مقاعد الكنيسة.
خشوعها لحن وموسيقى طرب.
وهينمات مطربي الكنائس.
في بحة الجوق الهزيلة:
((المجد للرب الكريم في السماء)).
ترنيمة تقال في الكنيسة (5).
وكل عبء للخليقة التعيسة.
كفارة دُقَّت بمسمار الصليب (6).
والأرض في بطء تدور.
ونصفها المهجور عنفوان لحظة.
مسعورة البريق.
يضج بالروائح الكريهة.
روائح الغليون والنَّخْب (7).
حضارة سوداء ناعبة.
تسير في عمق الفشل.
حضارة البنوك والربا.
حضارة كأنها.
كمنجة الأعمى فلحنها ضرير (8).
حضارة وقودها الطغيان والغرور.
يقودها التلمود صانع البوار.
على الخليقة.
يعلو ((يهوذا)) فوق أنات العوالم.
قال أبو عبدالرحمن: زعم ذلك شاعر الصهيونية شاؤول تشرنيخوفسكي .. وفي معتقد متديني اليهود أن أهل الأرض آخر الزمان يفسدون فينزل المسيح المنتظر؛ فتقوم الدولة العالمية الواحدة، والديانة الواحدة وهي اليهودية، ويكون مَنْ سوى اليهود عبداً لليهود .. ثم جاء الصهاينة فقالوا: هذا وعد الرب، ولكنه لا يحقِّقه لنا إلا بفعلنا؛ فلا بد أن نفسد الناس بالصد عن الإيمان والحثِّ على الإلحاد، وإنهاك العقل بخبال وخيال الفلسفات، وإنهاك الجسم بالمخدرات وشهوات الجسد غير المنضبطة؛ فجعلوا ربهم -عليهم لعائن الله- يأمر بالفحشاء والمنكر؟! .. وفي سياق الأبيات:
*هم يخنقون الطفل في الرحم.
ويعصرون القمل والذباب (9).
وضُيِّعت ترنيمة الكنيسة:
((المجد للرب الكريم في السماء.
لا تبتئس من لطمة.
وثنِّها بخدك الثاني وسامح)).
وتقرع الأجراس كل يوم.
في قاعة المؤامرات.
تحاك للشعوب والمستضعفين:
توصيكمُ ((البيشوف)) أعداء السلام.
توصيكم فظائع ((الشيكا)) والرفاق (10).
أن تخنقوا الوئام.
بالقوة البلهاء والدولار يقبر الضمير.
هات العصا الغليظة.
يا روزفلت (11).
تلهو بسوط القهرمان.
أن تسرقوا الدواء والغذاء.
تسترحلوا مبادئ المسيح.
كما تشاء رقة العصر الكذوبة.
لباقة عصرية.
لكنها صديد حقد غابر.
كأنها غلالة لعاهرة.
تخفي دمامة الضغائن.
¥