تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من الكفر والإباحية إلى عقوبات العدميَّة (3 - 10)

ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:53 م]ـ

قال أبو عبدالرحمن: أهل الكتاب غير أهل الإسلام الناسخ للأديان قسمان: يهود، ومنهم أهل العمل الظلامي، وهم أهل التضليل العبقري، وهم أهل الفساد في الأرض، وهم أهل العصبية العرقية مع أن بني إسرائيل قلة مغمورون بينهم من أهل المشرق، وهم في المرتبة الدونية عندهم، والنفوذ ليهود الأجناس البشرية الأخرى كيهود الخزر، وهم أعدى عدوٍّ للنصارى والمسلمين، ولم يعبؤوا بالمسلمين، ونابذوهم العداءَ والعدوان علناً أمام الضمير العالمي الميِّت .. والنصارى يعلمون شدة عداوة يهود لهم، ولمسوا آثار عدوانهم منذ تحريفهم وتبديلهم وإسقاطهم الأحكام والأخبار من دينهم التي هي مِن تصرُّفاتهم في كتبهم .. ولكن يهود أذكياء جداً - وذكاؤهم مما يخزيهم عند الله -؛ فرأوا ما منحه الله النصارى من العلم المادي، وكثرة العدد، وسعة الممالك (ويهود قلة شذاذ آفاق بينهم)؛ فأعلنوا خدمتهم للنصارى، والولاء لهم بحق المواطنة، وشاركوا في العلم المادي؛ ولكنهم جدُّوا في تحصيل مقوِّماتٍ تعوِّض عن قلة عددهم، وتحقِّق لهم النفوذ والقوة؛ فكانوا ماهرين في جمع المال وتنميته بالربا والقمار، ماهرين في الأخذ بزمام الإعلام، ورأوا ما انتهى إليه دين النصارى من تحريف وتبديل وإسقاط وما هو غير معقول يأباه ما بلغوا من عبقرية في اكتشافهم ما أذن الله به من اكتشاف قوانين كونية جزَّؤوها إلى عناصر كيميائية أعانتهم بعد الله على الاختراع العبقري، والصنع الذي حقق القوة، وضرورات الحياة وكمالياتها، والمتعة؛ فكانت الرِّدة عن الدين، والشك في المعرفة هما قَدَرُ النصراني الذي أتقن العلم المادي، وعجز عقله عن التصور الديني؛ فكان ذلك فرصة في التضليل بعقولهم العبقرية .. على أن العقل الذي يُسعد دنياً وينفع آخرة لا يكون إلا بهداية دين صحيح؛ فأعملوا حِيلهم الذكية على هذا النحو:

1 - العمل الظلامي المحوط بسرية جهنمية يعجز عنها شياطين الجن، ومن هذا العمل الظلامي اتَّحد الهدف لدى كل يهود في منفى الشتات.

2 - ميلاد الصهيونية العالمية التي تستبيح كل وسيلة محرمة في الأديان والعقول لتحقيق مآربهم، وتلك المآرب غاية رَذْلة ظالمة ليست مما أنزله الله على موسى ومَنْ جاء بعده من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

3 - ومن العمل الظلامي أحكموا التدبير لجمع ذوي العبقرية منهم (وفيهم كثير من ذوي العلم المادي) لشغل العالم بفلسفات تتجدد بأسماء مذاهب، وتوليد مصطلحات، وتوليد فروق وعلاقات تنقضي الأعمار في فهمها ومحاكمتها، وينبهر الحُواة بمجرد فهمهم لها .. ولكن هدف هذا الفكر الفلسفي واحد هو الكفر والإباحية وجنون المعرفة الذي رسَّخ الحسبانية، وقد استغلوا التنافي المتناقض المعترِفَ به أهل الكتاب الآخرون بين الدين والعلم والعقل؛ فكانت فلسفتهم حرباً على الكنيسة، وعلى بقايا من المتمسكين بها نصروا الدين والمعرفة مثل أوغسطين صاحب (مدينة الله)، وتوماس الأكويني صاحب (الخلاصة اللاهوتية) وهو في ثلاثة مجلدات مطبوعة عام 1891م باللغة العربية، وهو صاحب الرد على إلحاد ابن رشد الذي ترجمته على حسابي، والله يعينني على إتمام تحقيقه - وكان ابن رشد وفلاسفة الشرق من بلاد المسلمين رُوَّاد النهضة الأوربية في القرون الوسطى - .. ومثل أنسلم الأنطولوجي، وكُتب رينيه ديكارت أب الفلسفة الحديثة مع الوَشب في كل تلك الأعمال؛ ومن هذا العمل الظلامي حصل التآخي الحميم مع عباقرة أهل الكتاب الآخرين؛ فكانوا صهاينةً غيرَ يهود.

4 - لا جدوى لهذا العمل الظلامي بدون سلوك عملي مؤثِّر، ولا ضمان لبقاء الأثر الفعَّال لذلك الفعل مع بقاء الهيمنة للكاثوليكية التي كانت روحانيتها في روما وسلطتها في فرنسا، وهكذا هيمنة الأرثوذكس في الشمال الشرقي من أوربا، وهكذا الخلافة الإسلامية في تركيا؛ فباسم التصحيح المعرفي للتناقض بين دين غير صحيح وبين العقل والعلم منذ بدأ ظهور مُنْجزاتهم: بدأ التعاطف مع مَن بطشت بهم الكنيسة باسم الهرطقة، ثم أُحكم الإخاءُ الصهيوني غير اليهودي الخالص القبضةَ بعملهم الظلامي؛ فكانت كارثة سقوط الكاثوليكية في فرنسا وإفناء ملايين البشر، وكارثة إسقاط دولة الأرثوذكس بأيدي قوم كفروا الله مطلقاً، وحكموا بأن كل دين هو أفيون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير