تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشعوب، وكان المتنفِّذون من ذوي الإخاء الصهيوني، وفيهم وفي منظِّريهم صهاينة يهود خُلَّص؛ فكان من كفرَ اللهَ من الماركسيين، ومن كفر بالله من أهل الكتاب حلفاء (وهذا أمر لا يقبله دين صحيح)، ثم أسقطوا خلافة المسلمين، وإنك لتقرأ مذكرات الأسد الجريح عبد الحميد العثماني -رحمه الله- مكتوبة بنزيف قلبه، وإنك لتعجب من أناس جعلوهم رموزاً إسلامية كابن صفدر (جمال الدين الأفغاني البهائي) وهم من قادة العمل الظلامي، ومن دعاة التناقض في تصحيح كل الأديان بالواقع الراهن في تحريفه وتبديله وإسقاطه بمقولة: (كل الطرق توصِّل إلى روما) لا بقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} (19) سورة آل عمران، وقوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} (85) سورة آل عمران .. وكارثة تركيا المسلمة أخف من كارثة روما؛ لعنف هتلر، ولكن القبضة شديدة على تركيا المسلمة بنفوذ يهود الدونمة القادمين من الأندلس؛ فعُلْمِنَتْ تركيا، وعُزلت عن أشقائها المسلمين، ولكن الإسلام اليوم ينمو فيها يقيناً بِجدٍّ ورجولة معاً .. ولا شأن لهم بامتداد الدولة الصفوية؛ لأنهم عسكرياً العدو الألد للخلافة الإسلامية، وقد ناصروهم في بعض البقاع عند تجزئة بلدان الخلافة الإسلامية وابتداع الحدود السود، ولهم أكثر مِن ماضٍ غيرِ مُشَرِّف كفاجعة التتار، وكهيضة البرتغال على شرق جزيرة العرب .. ولا شأن لهم بدينهم؛ لأنه يندرج في (الإخاء الصهيوني التضليلي)، ولا شأن لهم بذوي الأديان الوثنية، ولا يريدون منهم أن يخرجوا من دينهم؛ لأنه سند لذلك الإخاء؛ وإنما أحكموا عليهم القبضة عسكرياً بمنطق تحليلي نفعي غير أيديولوجي، وكان الاهتمام الأيديولوجي جزئياً: إما بدعوة تبشيرية من القلة المتمسِّكة بدينها من النصارى - وإما بتشويه صورة الإسلام إذا رأوا نموَّه .. وأما يهود فلا تبشر بدينها؛ لأن دينها عرقي ولا عرقية لهم على أرض الواقع، بل هم خليط جمهوره غير ساميِّ الأصل .. ناهيك عن أن يكون إسرائيلياً من ذرية يعقوب عليه السلام .. ومن العمل الأيديولوجي ابتداع مذاهب في دائرة ذلك الإخاء كالبابيَّة والبهائيَّة؛ للتنغيص على الأمة المسلمة المجاورة، أو التنغيص بابتداع ظلامي من داخلها .. ولولا أن اليابان حليفة هتلر ما كانت كارثة هيروشيما .. وأما الدولة الأرثوذكسية فلاقت أعظم ظلم على وجه الأرض على أيدي الماركسيين؛ فكانت ضحايا مجزرة المجر وحدها فوق مليونين .. وبعد ذلك سيطر الإخاء الصهيوني على وجه المعمورة، وسقطت الدول التي تحمي الإسلام والنصرانية، وليس لليهود يومها دولة؛ فبدأت تستفحل أعمال الإخاء الصهيوني بالتدريج.

5 - أول عمل وأظهره وأخطره إسقاط حق الله الشرعي في حكم المعمورة؛ فساد عند المتدينين القلة - بعد إفناء دولتهم وأقطابهم، وتملُّك مُقوِّماتهم المادية - مقولة: (الدين لله والوطن للجميع)، وحل محل الجهاد الاستعمار بالمنطق التحليلي النفعي .. وساد عند الأكثرية الذين كفروا الله بإطلاق مقولة نيتشه: (مات الإله)، تبارك ربي وتقدس وله الحمد والتقديس أبد الأبد بلا نهاية.

6 - ترتب على سيادة الإخاء الصهيوني - ويهود يضحكون مِلء أفواههم - ابتداع دين وضعي أساسه ظاهرة طبيعية في البشر وليست حتمية في حياتهم، وهي شهوانية الإباحية، وشبهات الحسبانية .. بينما غرائز الحق والجمال والخير أكثر، وهداية الشرع والعقل وتعويضات الشرع توازن بين الغرائز وتُوجِّهها للتي هي أقوم؛ فجعلوا ظاهرة الشهوة الحيوانية والحسبانية الجنونية (وهما ظاهرتان جزئيتان لا حتميتان) حقاً طبيعياً بنوا عليه الدين الوضعي دستوراً وقانوناً بنظرية (الحق القانوني)، ونفذوه بنظرية العَقْد الاجتماعي الذي فلسفه أمثال جان جوك رسو؛ وبهذا العَقْد أصبحت السيادة للقانون لا أحد يستطيع الخروج عنه، وأصبحت مخالفة القانون جريمة كبرى بإجماع قسري فرضه التصويت غير الصادق على مُقتضَى العقد الاجتماعي، وأصبحت الحرية قيمة مع أنها موضوع تحكم فيه القيمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير