تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - حيل بين القوم وبين الهداية إلا في ظواهر من أفرادٍ نزعوا إلى الحق؛ لأنه من المحرم إنشاء (هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، والدعوة إلى الله بدين صحيح، وإنما يُلقى على العجائز مواعظ في الكنيسة بمنطق (الدين لله والوطن للجميع)، وحل محل ذلك ممارساتٌ قذرة.

8 - لم يبق لضرورات العقل بعد القانون الطبيعي البهيمي إلا التنظيم الفكري عن طريق السلطة لما هو غير معقول سلوكاً ومعتقداً .. وبقي أيضاً التنظيم العبقري (حسب مرادهم لا حسب مراد الله الشرعي) لإدارة الأعمال، وعبور المارة، وتنظيم الحروب العدوانية، والمراوغة في سياسة لا أخلاق لها تبيح العدوان ونهب الموارد، وفرض سوق التصدير المجحفة.

9 - الانصراف الكلي من قبل الإخاء الصهيوني إلى الإبداع الغزير في فلسفات الإلحاد والإباحية والحسبانية وفتح الباب على مصراعيه للعدمية، وإبداع مرادفات الرجعية لكل صوت ولو كان مبحوحاً يريد أن يهدي إلى فلسفة سوية.

10 - تحمَّل صهاينةٌ يهودٌ خُلَّص العبءَ الأكبر في تحقيق النَّقْلة الأخيرة بالديانة النصرانية إلى ديانة بروتستانتية أبدعها يهوديان من مُعطيات لاهوتهم الذي يزعمون أنه إلهي ولاهوتهم الطبيعي، وأحكموا اللقاء بينه وبين العهد الجديد؛ فدان بذلك معظم العالم النصراني ولا سيما الولايات المتحدة.

11 - ظلت المعمورة محكومة بسلطتين إحداهما كتابية، وأخرى علمانية من صُنع الصهيونية،، ومُنحتْ فلسطين ليهود باسم إسرائيل الدولة التي مُنحتْ لهم من الدولة الكتابية، وبالرضى الباطني من الدولة العلمانية وإن كان هذر التضليل الإعلامي خلاف ذلك.

12 - لا نزاع في وجود التنافس على المعمورة من الدولتين، وبعد التجزئة لبلاد العرب والمسلمين وحصول التحرر الشكلي مع بقاء الضغط الخفي وإعداد الزعامات وزرع العملاء ووجود جيشين سريين متسلطين مفسدين في طرفي الشرق والغرب: وُجِد زعماء ذوو غيرة قومية وطنية - وبعضهم ذو خير لا يستطيع إعلان التوحُّد على دين الإسلام، ولا على إنشاء جامعة للعالم الإسلامي - مع طموح للوحدة قبل اتِّحاد الهدف؛ فكانت جامعتهم العربية المدخولة بمن نعدُّه شقيقاً وهو غير مؤتمن .. فهبَّ هؤلاء الزعماء يحاولون أن تعتدل الكفة بالاستنجاد بالقوة العظمى العلمانية المظهرة تعاطفها معهم، وعلى الرغم من كل تلك الأعباء كان وضعنا أحسن نوعاً ما، وظللنا في حدود احتلال عام 1948م.

13 - توالت أحداث في أمتنا أكثرها صراع بين الأشقاء حتى كانت كارثة 1967م بتواطؤ الحليفين، واتسعت رقعة الاحتلال اليهودي، ودُفنتْ سُمعة العرب في التراب، ونزع الله من قلوب أعدائهم المهابة.

14 - ههنا اتجه الإخاء الصهيوني إلى عمل إيجابي مشهود الأثر عِياناً، مقروءة أدبياته بكل وضوح، مجهولة تدابيره الظلامية؛ فسقطت الماركسية (الدولة العظمى)، واختفت (الماوية)، وعادت الأرثوذكسية بقناعات بروتستانتية .. وتلك الأدبيات إنباءات لا نبوءات بما سيحدث في شرقنا، والتقى العهد القديم والعهد الجديد - بعد عداوة شديدة بينهما - حتى حصل عند كل زعيم من الدول العظمى المتنفِّذة قناعة بأن أصل الديانة العهد القديم، والعهد الجديد مصدر ثانوي يُؤَوَّل بالعهد القديم، وكانت الدولة العظمى سبتية بلا مواربة، وكان الجميع على عقيدة واحدة هي الإيمان بالمعركة العالمية النهائية الفاصلة التي يظنون أنها لسيادة شريعة عيسى عليه السلام بمضغٍ صهيوني، وتُضمر يهود سيادة الملك الداودي - وأين ذرية داوود عليه السلام من يهود الخزر؟! -، وعقد الجميع العزم على أن إقامة دولة إسرائيل دَين شرعي ربَّاني يتحمل وزر الإخلال به الزعيم ودولته معاً .. وكان العرب يحلمون بخارطة الطريق الهشَّة، ولم يحصل لهم ما دون الخارطة .. ومهما كانت ثعلبية السياسة وتحذلق المحللين فالعزم ماض على جعل فلسطين كلها دولة إسرائيلية، وكل زعيم ممن ذكرتهم يعلم أن هذا الحلم الميتافيزيقي مشروط بمظالم مروِّعة، والذي وقع منها على فظاعته نزر، ولا يهمهم أن يكون السبيل النهائي حرباً كونية ثالثة مُبيدة، وهم مُصرِّحون بأن ذلك مشيئة الرب سبحانه، وأنهم أمناء على تنفيذها .. وقد سقط في وقت مبكر ما عرف بدول عدم الانحياز، وسقط في وقت متأخِّر الدعوة إلى الحد من الأسلحة النووية .. ولم تحتج إسرائيل إلى ما اعتادته من ضغوط أهل المال والبنوك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير