تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والشركات الجوهرية والأضابير السرية والترويع بمثل الموساد، ولا يهمهم من يلي الأمر في الولايات المتحدة؛ فليكن مَن يكن فهو عندهم في عنق الزجاجة، والسياسة إنما هي عقيدة توراتية محرفة وتلمودية مخترعة .. وقد نجحت إسرائيل في الاستضعاف والابتزاز للمال والأسلحة حتى أصبحت اليوم ترسانة تهدد أمريكا وأوربا معاً.

15 - هم يؤمنون بميتافيزيقا تاريخية لم تصدر عن دين صحيح، ونحن أشد إيماناً بما هو عن دين صحيح بأن المشيئة في كون الله لله وحده، وأن القوة الظالمة مهما عظمت إنما هي مُقْتضِيات مروِّعة ولكن ما عند الله فوق ذلك كمقتضيات مضادَّة وموانع مفاجئة، ولا مساومة في عقيدتنا وديننا، وفي ديننا الصحيح أن الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً، وأن هناك طائفة منصورة ظاهرة وهي على الحق لا يضرها من خذلها، وذلك بدفعٍ من الله لا بقوة مادية تملكها، وقد رأيت بأم عيني في أطراف بعض البلدان الإسلامية باديةً في حِرفتهم وهم حاضرة في زِيِّهم فرَّوا بنسائهم ودينهم إلى البر يرعون أنعامهم، ويحرثون الأرض من المطر والآبار، وقناعتهم بنظافة اللباس لا تزويقاته المدنيَّة، وفرشهم وأوانيهم من الخوص وصناعة الجذوع والخشب، وأصواف الأنعام وأوبارها وجلودها، ويُعلِّمون بنيهم وبناتهم ما نتعلَّمه لدى أصحاب الكتاتيب، ويتهجَّون القرآن حتى يمهروا في تلاوته، وهم من جهة الرزق أسعد حالاً مِن أهل المدن، وأكثر تحمُّلاً للشدائد .. فعلوا ذلك لأنهم بُلوا بأكفر وأظلم قانون في البلاد الإسلامية يسلب من الأبوين قَوامتهما على ذريتهما .. وعندهم شيئ قليل من البدع التي بُلي بها أهل القبلة، ولا يعدمون بعض أنصاف من العلماء يهدونهم إلى الحق بالتدريج، ومع هذا فهم مصدر ثروة للقُطر؛ فعسى أن يكونوا من الذين قال فيهم رسول الله: (فطوبى للغرباء) .. ونؤمن بأن الجهاد حق لم يُنسخ، وأعظم جهاد اليوم إنما هو صَدُّ الظلم عن أنفسنا .. ولكن لما أذن الله بالجهاد حال القدرة، وعاد الدين غريباً كما بدأ، وكان عندنا اليقين من دين ربنا أن العقبى للمسلمين حتى تقوم الساعة على شرار الخلق: كان نتيجة ذلك في الجهاد أن يكون كما كان حال غربة الإسلام الأولى ثم حال القدرة والإذن بالجهاد .. وما دخل في أمتنا من عمليات انتحارية، وعنف باسم الجهاد تضرَّر منه المسلمون أنفسهم وممتلكاتهم فإنه لم يغير من الواقع شيئاً، ولن يدفع من القوة المتغطرسة شيئاً، وطال ليل من يرون هذا العمل الذي ليس من الدين في شيئ وهم يعدُّونه جهاداً، والجهاد الذي ألفناه في شرع الله لا يطول؛ وإنما هو نصر يتبعه نصر، وتراجع قليل يتبعه نصر أكبر وأكبر .. والذي بيد المسلمين اليوم الحكمة في السياسة، ودفع الأضرِّ بما هو دونه، واللوذ بالطائفة المنصورة، وإحكام إعلامنا بالدعوة برزانةٍ ومنطق ووعظ فكري ودعوة إلى وحدة الهدف ليتحد الصف، ولا سيما بين دول المواجهة، وإشاعة ما كان عليه رسول الله والشيخان رضي الله عنهما، ومن ضمن الله له الجنة من المهاجرين والأنصار؛ لأن الشعوب إذا اتَّحد هدفُها اتَّحد هدف القيادة؛ فكانت وحدة الصف حتمية .. وتُشِيع الغيرةُ القومية مفهومَ الوطنية؛ لأن الظلم اليوم واقع على أوطان المسلمين، والمواجهة مع أعداء الله حاصلة، وتتميم المسيرة مضمون؛ لأن النصوص قاطعة على أن العقبى للمسلمين، وسيذوق يهود البأس من حلفائهم قبل أن يُسلط الله عليهم المسلمين؛ فيا إلهي هل ستكون ميتافيزيقاهم الخرافية تقدمية، ويكون إيماننا بديننا الصحيح الناسخ رجعية؟! .. والحسبانية التي ولَّدت الإلحاد الحديث بما أسلفته لكم من إحالات دينية مفتراة على الله لم يقبلها الدين والعقل؛ وبهذا السبب كان طموح العقل الغربي إلى لمس الحقيقة ما غاب منها وما حضر .. كيف لا وهو ذو الإنجاز الباهر في الكشف الكوني والعلم المادي؟! .. إن غيب الله أكثر وأعظم مما أذن الله بمعرفته مشاهدةً، وهم يريدون علماً حسياً فيه التكييف والتحديد، وأنى لهم ذلك وفي أنفسهم التي يعونها ما لا يُحيطون بكنهه، وكثير مما يشاهدونه في صيرورة وتغيُّر لا يدركون أكثره إلا بعد استقرار الصيرورة إن كان ذلك سيحصل في أعمارهم المحدودة، وهذا معنى أن البشر يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا .. وهذا الغبن المعرفي يعني عندهم التخلي عن الإيمان الذي هو إرادة الله؛ ولهذا قال (القديس بول):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير