ولهذا صار ما وصفَ الله به الإنسانَ لا يَخصُّ غيرَ المسلمين دونَهم، ولا يَخصُّ طائفة من الأمة، لكن غير المسلمين أصابَهم ذلك في أصولِ الإيمان التي صارَ جهلُهم وظلمُهم فيها كفرانًا وخسرانًا مبينًا، ولذلك من ابتدعَ في أصولِ الدين بدعة جليلةً أصابَه من ذلك أشدُّ ممّا يُصيبُ مَن أخطأَ في أمرٍ دقيقٍ أو أذنبَ فيه، والنفوسُ لَهِجَة بمعرفةِ محاسنِها ومساوئ غيرِها. وأما العالم العادل فلا يقول إلا الحقَّ، ولا يتّبعُ إلا إيَّاه)).
• قال الشيخ: ((إذا قوى العلم والتذكر دفع الهوى وإذا اندفع الهوى بالخشية أبصر القلب وعلم،وهاتان هما الطريقة العلمية والعملية كل منهما إذا صحت تستلزم ما تحتاج إليه من الأخرى وصلاح العبد ما يحتاج إليه ويجب عليه منهما جميعا ولهذا كان فساده بانتفاء كل منهما فإذا انتفى العلم الحق كان ضالا غير مهتد وإذا انتفى اتباعه كان غاويا مغضوبا عليه)) [(15/ 244)].
• وقال: ((فالهدى يتضمنُ كمالَ القوة العلمية، ودينُ الحق يتضمنُ كمالَ القوةِ العملية.)) [جامع 5/ 283]
• وقال: ((وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز: لَا تكن مِمَّن يتبع الْحق إِذا وَافق هَوَاهُ وَيُخَالِفهُ إِذا خَالف هَوَاهُ فَإِذا أَنْت لَا تثاب على مَا اتبعته من الْحق وتعاقب على مَا خالفته. وَهُوَ كَمَا قَالَ - رَضِي الله عَنهُ - لِأَنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إِنَّمَا قصد اتِّبَاع هَوَاهُ لم يعْمل لله)).
[بَلْ يتواصون بِالْحَقِّ وَالصَّبْر]
• قال الشيخ: ((لا تقع الفتنة إلا من ترك ما أمر الله به، فهو سبحانه - أمر بالحق وأمر بالصبر؛ فالفتنة إما من تَرْك الحق، وإما من ترك الصبر)) [الاستقامة (1/ 39)].
• وقال: ((فَلَا بُد من التواصي بِالْحَقِّ وَالصَّبْر إِذْ أَن أهل الْفساد وَالْبَاطِل لَا يقوم باطلهم إِلَّا بصبر عَلَيْهِ أَيْضا لَكِن الْمُؤْمِنُونَ يتواصون بِالْحَقِّ وَالصَّبْر وَأُولَئِكَ يتواصون بِالصبرِ على باطلهم كَمَا قَالَ قَائِلهمْ: ((أَن امشوا واصبروا على آلِهَتكُم إِن هَذَا لشَيْء يُرَاد))،فالتواصي بِالْحَقِّ بِدُونِ الصَّبْر كَمَا يَفْعَله الَّذين يَقُولُونَ آمنا بِاللَّه ((فَإِذا أوذي أحدهم فِي الله جعل فتْنَة النَّاس كعذاب الله وَالَّذين يعْبدُونَ الله على حرف فَإِن أصَاب أحدهم خير اطْمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَته فتْنَة انْقَلب على وَجهه خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة))،والتواصي بِالصبرِ بِدُونِ الْحق كَقَوْل الَّذين قَالُوا: ((أَن امشوا واصبروا على آلِهَتكُم)) كِلَاهُمَا مُوجب للخسران وَإِنَّمَا نجا من الخسران الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ)).
[بَطرُ الحقَّ]
• وقال: ((إن ضلال بني آدم وخطأهم في أصول دينهم وفروعه - إذا تأملته - تجد أكثره من عدم التصديق بالحق؛ لا من التصديق بالباطل)) [(20/ 105)].
• قال الشيخ: ((اليهود من شأنهم التكذيب بالحق، والنصارى من شأنهم التصديق بالباطل)) [الجواب الصحيح (1/ 260)].
• وقال: ((ومَن بَطِرَ الحقَّ فجحَدَه فإنه يضطرُّ إلى أن يُقِرَّ بالباطل، ومَن غمطَ الناسَ فاحتقرهم وازدراهم بغير حق فإنه يضطرّ إلى أن يُعظّم آخرين بالباطل، وهذا من الشرك)) [جامع 6/ 228]
[امتحان الحق يرفعه]
• قال الشيخ: ((فالحق كالذهب الخالص كلما امتحن = ازداد جودة والباطل كالمغشوش المضيء إذا امتحن = ظهر فساده؛ فالدين الحق كلما نظر فيه الناظر وناظر عنه المناظر = ظهرت له البراهين وقوي به اليقين وازداد به إيمان المؤمنين وأشرق نوره في صدور العالمين والدين الباطل إذا جادل عنه المجادل ورام أن يقيم عوده المائل = أقام الله تبارك وتعالى من يقدف بالحق على الباطل)) [((الجواب)) (1/ 88)].
[الأمثل فالأمثل لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا]
• قال الشيخ: ((إذا أمكن العلم بمقدار الحق كان هو الواجب، وإذا تعذر ذلك شَرَع الشارع ما هو أمثلُ الطرق، وأقربها إلى الحق)) [(4/ 538)].
¥