تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الروائح التي يطلقها جسم الإنسان (الأحكام و المزيلات الشرعية)]

ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:36 م]ـ

الروائح التي يطلقها جسم الإنسان

(الأحكام و المزيلات الشرعية)

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102)

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء:1)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب:70 - 71).

أما بعد ...

فهذا البحث هو توأم البحث الذي أتممت كتبته قبل فترة غير طويلة عن الأصوات التي يصدرها جسم الإنسان،ولقد لقي قبول حسناً من طلبة العلم،ونشر على عدد من المواقع الإسلامية المختلفة على الشبكة العنكبوتية بحمد الله وحده.

ثم بدا لي أن أتمم البحث بالنظر في السنة النبوية الصحيحة والمذاهب الفقهية لأحكام الروائح التي تنطلق من جسم الإنسان حياً وميتاً، والمزيلات التي جاء بها الهدي النبوي القويم،وحث عليها،لتكتمل شخصية المسلم الراقية إلى المعالي،وتبتعد عن كل ما يدنسها من خلق أو عمل.

فشرعت مستعيناً بالله في هذا البحث الذي أرجو أن أكون أول من طرقه وجمعه،وكما يعلم الجميع أن مادة هذا البحث منثورة في كتب السنة والفقه، وليس لي في هذا العمل إلا الجمع والترتيب،فلست أدعي التأليف والتصنيف الذي هو شأن الراسخين والمتمكنين من أهل العلم والفقه.

فما وجدت أخي من صواب وحق فهو من الله وحده لا رب سواه، وإن وجدت غير ذلك فمني ومن الشيطان،ولا يبخل أخٌ لي في الله من إسداء النصح أو دعوة في ظهر الغيب يكون له مثلها.

رأفت الحامد العدني

غفر الله له ولوالديه آمين

عدن – يمن الحكمة

2 - ذو القعدة -1431 هـ

توطئة

تعريف الرائحة:

الرائحة والريح في اللغة: النسيم طيبا كان أو نتنا. يقال: وجدت رائحة الشيء وريحه. والرائحة عرض يدرك بحاسة الشم. وقيل: لا يطلق اسم الريح إلا على الطيب.

لسان العرب [2/ 455]، تاج العروس من جواهر القاموس [6/ 416]، مختار الصحاح [ص 267]،الموسوعة الفقهية الكويتية [22/ 40]

والأخشم من لا يجد الريح سواء كانت طيبة أو نتنه. معالم السنن للخطابي 288 [1/ 64]،شرح أبي داود للعيني [1/ 408]،لسان العرب [12/ 178]،

اسْتِطَابَةُ الْرَّوَائِحِ عند الله عزوجل

صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالسنَّةِ الصحيحة.

الدليل:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583) ومسلم (1151)

قال الحافظ ابن القيم في ((الوابل الصيب)) (1/ 52): من المعلوم أنَّ أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك فمثَّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم، ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أنَّ رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أنَّ ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالح فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا، ثم إنَّ تأويله لا يرفع الإشكال إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين فقولوا: استطابه ليست كاستطابة المخلوقين وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير