ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:38 م]ـ
رائحة الجسم
الأحاديث الواردة في ذلك:
عن عكرمة: أن أناسا من أهل العراق جاءوا فقالوا يا ابن عباس أترى الغسل يوم الجمعة واجبا؟ قال لا ولكنه أطهر وخير لمن اغتسل ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب وسأخبركم كيف بدء الغسل؟ كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم وكان مسجدهم ضيقا مقارب السقف إنما هو عريش فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم حار وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياح آذى بذلك بعضهم بعضا فلما وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الريح قال " أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه " قال ابن عباس ثم جاء الله بالخير ولبسوا غير الصوف وكفوا العمل ووسع مسجدهم وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضهم بعضا من العرق. رواه أبو داود في سننه [1/ 150] برقم 353، وقال الشيخ الألباني: حسن
عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا. أخرجه البخارى (1/ 293، رقم 818)، ومسلم (1/ 394، رقم 562).
وفي رواية لمسلم (564): "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب يوم جمعة فقال في خطبته: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً. رواه مسلم. 78 - (567) [1/ 396]
عن المغيرة بن شعبة قال أكلت ثوما فأتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبقت بركعة فلما دخلت المسجد وجد النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا حتى يذهب ريحها أو ريحه فلما قضيت الصلاة جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله والله لتعطيني يدك قال فأدخلت يده في كم قميصي إلى صدري فإذا أنا معصوب الصدر قال إن لك عذرا. رواه أبو داود 3826 [8/ 326]، قال الألباني: صحيح،وراجع صحيح التعليق على ابن خزيمة (1672)
قال النووي: ... قال العلماء ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ماله رائحة كريهة من المأكولات وغيرها قال القاضي ويلحق به من أكل فجلا وكان يتجشى قال وقال بن المرابط ويلحق به من به بخر في فيه أو به جرح له رائحة قال القاضي وقاس العلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات وكذا مجامع العلم والذكر والولائم ونحوها ولا يلتحق بها الاسواق ونحوها. شرح النووي على مسلم [5/ 48]
الأحكام
رائحة الجسم الكريهة عذر في ترك الجماعة:
إذا ابتلي الشخص بوجود رائحة كريهة تخرج من بدنه، ولم يمكن إخفاؤها باستعمال الطيب ونحوه، فهو معذور في تركه الجماعة، ويرجى له الأجر من الله تعالى، وإذا كان اغتساله يزيل هذه الرائحة فليفعل ذلك قدر استطاعته، وقد نص الفقهاء على أن وجود الرائحة الكريهة عذر في ترك الجماعة، بل يمنع صاحب الرائحة من دخول المسجد وإيذاء المصلين.
الحنفية
يكره لمن أكل الثوم والبصل ونحوه مما له رائحة كريهة كراهة تحريم أن يقرب المسجد،وعلة النهي أذى الملائكة وأذى المسلمين ولا يختص بمسجده عليه الصلاة والسلام بل الكل سواء، ويلحق بما نص عليه في الحديث كل ما له رائحة كريهة مأكولا أو غيره وإنما خص الثوم هنا بالذكر وفي غيره أيضا بالبطل والكراث لكثرة أكلهم لها وكذلك ألحق بعضهم بذلك من بفيه بخر أو به جرح له رائحة وكذلك القصاب والسماك والمجذوم والأبرص أولى بالإلحاق.
ولا يبعد أن يعذر المعذور بأكل ما له ريح كريهة لما في حديث المغيرة بن شعبة قال أنتهيت إلى رسول الله فوجد مني ريح الثوم ... أن أكل هذه الأشياء عذر في التخلف عن الجماعة
وأيضا هنا علتان أذى المسلمين وأذى الملائكة فبالنظر إلى الأولى يعذر في ترك الجماعة وحضور المسجد وبالنظر إلى الثانية يعذر في ترك حضور المسجد ولو كان وحده ا ه ملخصا
¥