قال أحمد في رواية مهنا إذا تجشى الرجل ينبغي أن يرفع وجهه إلى فوق لكيلا يخرج من فيه رائحة يؤذي بها الناس.كشاف القناع عن متن الإقناع [2/ 158]، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف [2/ 91]، الفروع وتصحيح الفروع [1/ 339]
هل يجوز النظر إلى السماء عند التجشؤ؟
السؤال: هل النظر إلى السماء في الصلاة مبطل لها، وما وجه صحة ذكر بعض الأصحاب وذكره صاحب الإنصاف: أنه يجوز النظر إلى السماء عند التجشؤ؟
الجواب: رفع البصر إلى السماء في الصلاة والإنسان يصلي ثبت النهي عنه والتشديد فيه، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من أن يخطف البصر ولا يرجع إلى فاعله -أي: إلى رافع بصره إلى السماء- وهذا الحديث يدل على أن رفع البصر إلى السماء في الصلاة محرم، وإذا طبقناه على القواعد المعروفة عند الفقهاء لزم من ذلك أن تكون صلاته باطلة؛ لأن هذا منهيٌ عنه في الصلاة بخصوصها، والشيء المنهي عنه في العبادة بخصوصها يقتضي بطلانها، وإلى هذا ذهبت الظاهرية وقالوا: إن رفع البصر إلى السماء في الصلاة مبطلٌ لها، وقولهم ليس بعيداً من الصحة؛ لأن النهي صريح.
وأما استثناء بعض العلماء ذلك عند التجشؤ فإنما فعلوا هذا قالوا: لأن المتجشي تخرج منه رائحة كريهة في الغالب، فينبغي أن يرفع وجهه لئلا يؤذي من حوله من المصلين، لكن هذا الاستثناء فيه نظر.
أولاً: أن المتجشي في الصف وجهه ليس إلى اليمين ولا إلى الشمال، إنما إلى الأمام فلن يؤذي أحداً.
الثاني: إذا رفع وجهه إلى السماء عند التجشي قد يكون قصيراً فيؤذي الطوال، وما أكثر الطوال الذين يكونون عند القصار في الصلاة، فعلى كل حال هذا الاستثناء لما لم يكن عليه دليلٌ من الشرع صار منخرماً غير مطرد.
فالصواب: أن رفع البصر إلى السماء محرم في حال الصلاة، لكن البطلان قد يتردد الإنسان فيه، والقول بالبطلان قويٌ جداً. اهـ
لقاء الباب المفتوح مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله [161] الخميس هو السادس من شهر ربيع الأول عام 1418هـ.
(تنبيه)
ذكر بعض الثقات أن من أكل الفجل , ثم قال بعده خمس عشرة مرة في نفس واحد , اللهم صل على النبي الطاهر لم يظهر منه ريحه ولا يتجشى منه.
وقال بعض الأطباء لو علم آكل رءوس الفجل ما فيها من الضرر لم يعض على رأس فجلة ,
قال: ومن أكل عروقه مبتدئا بأطرافها لا يتجشى منه أيضا. حاشية قليوبي [1/ 261]
قلت: أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالعدد المذكور بعد أكل الفجل،فمن المحدثات التي لا أصل لها ولا برهان،وأما ذكره عن الأطباء فالله أعلم بذلك - ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب -.
والله أعلى وأعلم
والحمد لله رب العالمين
وللبحث بقية ... إن شاء الله تعالى في القريب العاجل
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:11 م]ـ
رائحة الريح (فساء أو ضراط)
الأحاديث الواردة في ذلك:
عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني - رضي الله عنه - قال: ((شكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة, فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا, أو يجد ريحا)). رواه البخاري 137 [1/ 39]، ومسلم 830 [1/ 189]
عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا وجد أحدكم فى بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شىء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا». رواه مسلم 831 [1/ 190]
الأحكام:
من يشتكي خروج الريح باستمرار، فهل ينقض الوضوء؟
قد يتوهم المصلي أحياناً أنه قد خرج منه شيء في الصلاة، ولا يكون قد خرج منه شيء، وهذا قد يكون من وساوس الشيطان التي يريد
بها إفساد الصلاة وعدم الخشوع فيها، ولا ينبغي للمصلي أن يدع صلاته إلا إذا تيقن أنه خرج منه شيء.
عن عباد بن تميم عن عمه: أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يخيَّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال:
لا ينفتل - أو: لا ينصرف - حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحا ". رواه البخاري (137) - واللفظ له - ومسلم (362).
وليس المراد من الحديث تعليق الحكم على سماع الصوت أو شم الرائحة، وإنما المراد حصول التيقن بخروج شيء وإن لم يسمع صوتاً أو
يجد ريحاً.انظر شرح مسلم للنووي 4/ 49
¥