[إسقاط ولاية الأب حق مشروع للبنت!!!]
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:46 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد [/ COLOR]
فقد جاء في ديننا الحنيف الترغيب في الزواج والتزويج والحث عليه بل والمبادرة في ذلك إلا لمن منعه عذر شرعي , قال جل جلاله: " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".
أخرجه البخاري 5/ 1950 , ومسلم 4/ 128.
هذا في الحث على الزواج أما طلب الزوج الصالح للموليّة ففيه من الأدلة ما هو واضح الدلالة كقوله تعالى عن العبد الصالح لموسى عليه السلام: " إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ " الآية.
قال القرطبي – رحمه الله -: " فيه عرض الولي ابنته على الرجل، وهذه سنة قائمة، عرض صالح مدين ابنته على صالح بني إسرائيل ... "
تفسير القرطبي 2/ 271.
وهذا الأمر كان سمة من سمات المجتمع المسلم عند السلف فقد بوّب البخاري – رحمه الله - في صحيحه (باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير) , ثم ساق بسنده قصة عرض عمر ابنته حفصة على أبو بكر ثم على عثمان – رضي الله عن الجميع - ثم زاوج النبي صلى الله عليه وسلم بها.
5/ 1968.
وهذا متقرر عند عقلاء المسلمين ولله الحمد فلا يطال فيه.
وبعد
فقد أدرجت موضوعا قبل أيام وسمته بـ" إعلام الموحّد بأن الأصل في النكاح التعدد "
فما إن دَرَجَ الموضوع حتى شُغلتُ بالرد على الأخوة في الموضوع والرد على الرسائل التي أتتني على البريد الإلكتروني؛ وكان عامة الرسائل تدور حول
مسألة عضل الأولياء لموليّاتهم في الزواج!!!
ومن خلال الرسائل اطلعتُ على بعض هموم المجتمع , ووالله ما كنتُ أظن أن يصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه , والله المستعان!!!
وكأنني بموضوع التعدد قد لامست جُرحا من جراح المجتمع المخفيّة في البيوت والتي حالت دونها الستور.
فأخت لنا تقول: " والله إني لا أمانع أن أكون رابعة مع زوج عادل , لكن من يقنع والدي بأن يعتقنا ونتزوج " , وأخرى تقول: " والدي عاضلنا ونحن ثلاث أخوات في البيت أكبرنا عمرها 35 وأصغرنا عمرها 28 سنة , بسبب الراتب؛ حتى أختي الصغيرة تتمنى ألا تترسم في التدريس كي لا يحكم والدي عليها القبضة " , وأخرى تتفجع قائلة: " والدي لا يقابل من يأتي لخطبتنا ويصرّفه بالهاتف " , ورابعة تقول: " بلغتُ 40 سنة وحسبي الله ونعم الوكيل على والدي الذي حجرني على أبناء عمي " , وخامسة تتداخل كلماتها بحيث لم أفهم سوى أنها بلغت سن العنوسة بسبب تحجّر والدها ونظرته العاجية إلى نسبه , وأزدرائه لجميع القبائل دون استثناء سوى أبناء عمومته "!!!
وسادسة وسابعة وثامنة ... وهموم المجتمع لا تنقضي ولكن من يفتح لها صدره , والله المستعان.
وكنتُ حينما أقرأ هذه الدماء المسطورة على صفحة الجهاز أتذكر قول الرحيم بالمؤمنين صلوات ربي وسلامه عليه: " اللهم إني أُحرّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة ".
أخرجه أحمد 15/ 416 , بسند فيه ابن عجلان وللحفاظ فيه كلام , وبقية رجاله ثقات والحديث مقبول ولا مستمسك للطعن فيه.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرّج على أمته أمر المرأة واليتيم , وبعض أمته يتقلب في نعم الله على حساب سعادة موليّته إما لأجل دنيا أو عادات بائدة نتنه!!!
فعزمتُ بعد هذا على جمع كلام أهل العلم في هذه المسألة (العضل) وأقوالهم فيها , وسيجد القارئ الكريم حل هذه المشكلة في ثنايا الكلام بإذن الله.
وقد تأكدتُ من أن هذه الكارثة موجودة في مجتمعنا , بل لا أبالغ إن قلتُ أنها أصبحت ظاهرة على السطح!!!
ومدار وأسباب هذه المشكلة ينصب على ثلاث فئات من المجتمع:
1. فئة الآباء , ولهم النصيب الأوفى من إثم هذه الكارثة.
2. فئة القرابة , ولهم الحصة الثانية من الإثم.
3. فئة الفتيات اللآتي عُضِلن , ولهم دور وإن كان أقل من السابقتين.
¥