ويستدلّ ابن عطاء الله على ذلك بحديث باطل على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام: " حسبي من سؤالي علمه بحالي "، وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) أي: عن دعائي (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/ 60.
= " من عبده لشيء يرجوه منه، أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه: فما قام بحق أوصافه".
هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف ـ إن صح عنها ـ: " ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا رغبة في جنتك، ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة " وهذا مخالف لعبادة الملائكة الذين يخافون ربهم من فوقهم، وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً!.
= " ربما دلهم الأدب إلى ترك الطلب ".
ليت هذا الجاهل علم أن الأمر بالعكس، فإن ترك الطلب هو العصيان، وقلة الأدب!.
= " إنما يُذَكّر مَن يجوز عليه الإغفال، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال ".
تُرى لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء ويأمر به إلى درجة الإلحاح!.
= " أنت إلى حلمه إذا أطعته، أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته ".
هذا الكلام تشجيع على ارتكاب الذنوب، فما فتح سبحانه باب الطاعة إلا ليكافئ عليها، جاء في القرآن العظيم: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) الأنبياء/ 101.
ج. أقوال تشجع على تعطيل المواهب والعزائم وتدعو إلى التماوت وترك التدبير:
= " أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك عنك: لا تقم به لنفسك ".
= " سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار "؟.
فما أدرانا بهذه الأقدار؟! وقد علَّمنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أن نفِرَّ من قضاء الله إلى قضاء الله، وقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (احرص على ما ينفعك ولا تعجز) – رواه مسلم -.
هـ. أقوال متناقضة، وسخيفة:
= " جلَّ ربُنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة! ".
إذا كان الأمر كما قال: فما الفائدة من الآخرة؟!.
= " إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين؛ لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم، ولأنه أجلَّ أقدارهم عن أن يجزيهم في دار لا بقاء لها ".
ينظر: كتب ليست من الإسلام، محمود مهدي الإستانبولي 91 - 101
فهل مثل هذا الكتاب يُمدح، ويُثنى عليه، ويُقال في حقه إنه لو جاز قراءة شيء غير القرآن لقرئ به؟!.
رابعاً:
طريق التصوف فيه مخالفات شرعية كثيرة، ولا يرضى موحِّد عاقل بأن ينتسب لتلك الطرق المبتدعة، لا سيما في هذا الزمان، حيث أصبح الجمع بين التصوف واتباع السنة، العلمية والعملية، كالجمع بين الضب والنون، والماء والنار، وأصبح الكلام على التصوف الذي عليه مشايخ الطريق المنتسبين إلى السنة والأئمة، أصبح أمرا نظريا، لا يؤيده واقع القوم وأعمالهم، ومن خبر كتبهم وأقوالهم وأحوالهم ـ في هذا الزمان ـ عرف ذلك حق المعرفة.
وانظر تفصيل هذا المجمل في أجوبة الأسئلة: (4983) و (132603) و (118693) و (47431) و (5638) و (20375).
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
انتهى نقل أخينا إسلام سلامة
************************************************** ************************************************** *************************
وقال أخونا أبو الحسن الأثري هاهنا أيضا بالملتقى بتأريخ 28/ 3 / 2006
سئل سفيان عن ثور بن يزيد فقال كيف هو فيكم قيل صاحب سنة قال من يجالس قالوا القدرية قال لا خير فيه هو قدري ..
قال أخونا أبو الحسن: قدري لأنه يجلس معهم فقط فكيف وهو ينصرهم؟؟؟
************************************************** ************************************************** ************************
قال عبد الرحمن: فما سطره إخواننا حفظهم الله فيه كفاية لمن رام ما راموه
وثانيةً! أعتذر عن المواصلة .. !
ـ[أداس السوقي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 09:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد العلمية والتحذير من كتاب الحكم العطائية، وهذا الشرح له.