[الفوائد التربوية من المستجدات العصرية]
ـ[رمضان العويد]ــــــــ[22 - 10 - 10, 05:21 م]ـ
[الفوائد التربوية من المستجدات العصرية]
عقيل بن سالم الشمري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
تتابعت سلسلة من غرائب الأفعال والسلوك الخاطئ من بعض أهل الخير والعلم، وأهل السنة يجمعون بين نفي العصمة عن أحد من الناس وبين إرشاده وتوجيهه والرد عليه، فأهل الإيمان كاليدين يغسل بعضهما درن بعض.
ونتيجة لحصول بعض الأحداث الأخيرة لبعض أهل العلم ومنها:
الجلوس مع النساء، وتشريع الاختلاط المحرم، وإعلان الصدع بالحق على المجتمع المسلم! والإثارة الإعلامية، وغير ذلك مما جعل أهل التربية ينقسمون قسمين ويسألون سؤالين.
أما القسمان فهما:
القسم الأول: قسم ينظر بعين الدهشة والاستغراب حتى أصبح يشكك فيما يراه بعينه ويسمعه بأذنيه، ويحاول الدفاع أحياناً وأحياناً يفضل السكوت، ويكمن الخطر في أثر ذلك على تدينه وقناعاته الشرعية التي تجعله يضعف مع الأيام.
والقسم الثاني: أصبح يعمم هذه السلوكيات الخاطئة على بقية أهل العلم وأهل الخير والصلاح؛ فاهتزت قيمة العلماء والصالحين في قبله، وضعف جانب الاقتداء بهم في سلوكه، ونحن مأمورون بالجملة في اتباع هدي المؤمنين وأفضلهم وأعلاهم أهل العلم بالدين.
وأما السؤالان الدائران في المجالس التربوية العامة والخاصة فهما:
1ـ لماذا يحدث ذلك؟
2ـ وكيف نتعامل معه؟
ومشاركة مني في الاستفادة من الأحداث المعاصرة دونت فوائد تربوية، مستبعداً الكلام على الأعيان اقتداء بالهدي النبوي (ما بال أقوام)، وسلوكاً لسبيل أهل السنة في تقويم أخطائهم على ضوء قوله تعالى {رحماء بينهم}.
الفائدة التربوية الأولى: تأكيد التربية المنهجية
أثبتت الحوادث ذات الخلل التربوي في الفترة الأخيرة أن التربية المنهجية المؤصلة ذات أهمية خاصة، وأقصد بها أن يتربى المسلم على منهجية مؤصلة في العلوم الشرعية وفي التطبيقات السلوكية.
فكما أن الدارس لعلوم الشريعة يسير على منهجية علمية رصينة تبدأ بصغار متون الفن مروراً بمتوسطه وانتهاء بالمطولات، ثم يمارس فنه عن طريق التدريس والتعليم فيجمع بين العلم النظري والخبرة العلمية، وهما الركنان الأصيلان لحصول الرسوخ العلمي.
وكذلك الحال بالنسبة للتربية السلوكية الأخلاقية لا بد لها من تأصيل ثم تطوير، يكون ذلك من خلال زرع القيم وتبنيها في الحياة، ثم تفعيلها في المجتمع والسير على هداها والثبات عليها.
الفائدة التربوية الثانية: تأكيد الرأي الجماعي
أثبتت الحوادث ذات الخلل التربوي في الفترة الأخيرة أن الرأي الجماعي لأهل العلم أبعد عن الخطأ وأقرب للصواب، ولقد حذر العلماء منذ عهد الصحابة الكرام من شذوذات العلماء والتي جعل لها معاذ رضي الله عنه ضابطاً بقوله: \" هي التي يقول الناس هذه هذه \".
أي يستغربها الناس وتكون مدار حديثهم وينقسمون تجاهها.
وسار أهل العلم في طريقين متوازيين هما:
1ـ التحذير من شذوذات الآراء.
2ـ الدعوة إلى الرأي الجماعي سواء عن طريق الإجماع أو الاجتماع.
وكثير من التصرفات المعاصرة ذات الخلل التربوي يتبين في النهاية أنها أراء فردية نتيجة لاجتهادات خاصة باعتبارات معينة، فكان لزاماً استغلال الأحداث الأخيرة لتفعيل الاستشارة العلمية.
ومن ضروريات الاستشارة أن يترك الإنسان رأيه نزولاً عند رأي غيره مما وثق بعلمهم وأمانتهم.
الفائدة التربوية الثالثة: تفسير أحد معاني الفتنة في آخر الزمان
تواترت الأحاديث بشأن آخر الزمان، وتشعر جميعها بأنه ملئ بالفتن المدلهمة، فيصبح الرجل مسلماً ويمسي كافراً، ويرقق بعضها بعضاً، ويمر الرجل بالقبر فيتمنى أنه مكانه.
وما زال أهل العلم من شراح الأحاديث يوضحون معنى الفتنة، فبينت الحوادث الأخيرة وغيرها أن المراد بالفتنة أعم من أن تحصر بنوع معين كالقتل ونحوه، وقد يكون القتل من أعلى أنواع الفتنة كما أن الشرك والكفر أعظمها، والفتنة يدخل فيها الحوادث التي يلتبس فيها الحق بالباطل، أو يحدث فيها نوع تلبيس ولو لم يقصده صاحبه ذلك، وهذا يجعل الإنسان التربوي يهتم بالاستعاذة من الفتنة بقوله أو أن يكون من الفتانين بفعله.
الفائدة التربوية الرابعة: التنظير يخالف التطبيق
¥