[ترتيل الآيات في خطبة الحاجة هل هو بدعة]
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 - 05 - 03, 07:51 ص]ـ
السلام عليكم
ذكر بعض الناس كلاما مفاده أن ترتيل الآيات في خطبة الحاجة بدعة
فهل هذا صحيح
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[01 - 05 - 03, 04:25 م]ـ
ذكر هذه المسألة الشيخ بكر أبوزيد - حفظه الله - في كتابه تصحيح الدعاء ص (320)، قال: مما أحدث الوعّاظ وبعض الخطباء في عصرنا مغايرة الصّوت عند تلاوة القرآن لنسق صوته في وعظه أو الخطابة.
وهذا لم يعرف عن السالفين ولا الأئمة المتبوعين، ولا تجده لدى أجلاّء العلماء في عصرنا، بل يتنكّبونه، وكثير من السّامعين لايرتضونه، والأمزجة مختلفة، ولا عبرة بالفاسد منها، كما أنه لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر هذه الأمة وسلفها، والله أعلم. انتهى
وكذلك ألحق الشيخ - حفظه الله - بهذا الأمر مسائل مشابهة لها كما في ص (469) عندما أتى على ذكر التنبيهات في قنوت الوتر، قال: أن التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء (منكر عظيم) ينافي الضراعة والابتهال والعبودية وداعية للرياء والإعجاب وتكثير جمع المعجبين به. انتهى.
وكذلك الترنّم في أداء الخطبة ص (455)، وانظر ص (82). وجزاك الله خيْرًا.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 05 - 03, 04:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي الجامع الصغير على هذه النقول القيّمة.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 - 05 - 03, 07:47 ص]ـ
بارك الله فيكم لكن هل يقصد الشيخ بكر بذلك أنها بدعة وهل لأحد من العلماء غير الشيخ بكر - حفظه الله - رأي مماثل أو مخالف في هذه المسألة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 10 - 03, 02:30 ص]ـ
الأصل في (القرآن) أن يرتل , قال - تعالى - {ورتل القرآن ترتيلا}.
بل قال بعض أهل العلم أنه لا يجوز أن يقرأ القرآن إلا مرتلا.
فكيف نقول أن ذلك بدعة , وهو الأصل!!
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[08 - 10 - 03, 07:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الكريم / أبوالمنهال الآبيضى ..
الترتيل المقصود لا يكون إلا عند القراءة في الصّلاة أو غيرها، أما عند الاستدلال بالآيات في الخطب والدروس والفتاوي فهو مقصود الشيخ بكر أبو زيد بأنه: (لم يعرف عن السالفين ولا الأئمة المتبوعين، ولا تجده لدى أجلاّء العلماء في عصرنا)، إلخ.
والقول الذي نقلته أشبه ما يكون بأقوال أهل الظاهر، فلو حرّرت شيئًا من النقول عن أهل العلم في جواز ذلك أكن لك من الشاكرين.
وجزاك الله خيْرًا.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[09 - 10 - 03, 12:23 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله – صلى الله عليه وسلم – وبعد.
أولا: إن المتدبر للأحاديث التي جاءت تصف قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم – في خطبته، وصفة القراءة في صلاته للجمعة لا يجد فرقا بينهما، بل نجد أن الأحاديث فيها بلفظ واحد.
أما القراءة في الصلاة
فروى الإمام مسلم / 877 عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ مَوْلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ]
أما القراءة في الخطبة
فروى الإمام مسلم / 862 عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: [كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَتَانِ يَجْلِسُ بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيُذَكِّرُ النَّاسَ].
وروى الإمام مسلم أيضا / 872 عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُخْتٍ لِعَمْرَةَ قَالَتْ: [أَخَذْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَقْرَأُ بِهَا عَلَى الْمِنْبَرِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ].
وعنده / 873 عنها أيضا [مَا حَفِظْتُ ق إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ].
ثانيا: لو كان هناك فرق بينهما لفرق الصحابة - رضي الله عنهم – في وصف كلا القراءتين وهم يحكون صفة صلاة وخطبة النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى لا يختلط على الناس هذا الأمر بوصفهم لكلا القراءتين بلفظ واحد.
ثالثا: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعلم الصحابة ما أنزل عليه من القرآن، والصحابة – رضي الله عنهم كانوا يتلقون من النبي – صلى الله عليه وسلم – من أجل التعليم كما تقدم في الحديثين، ويقرأوه كما سمعوه منه – صلى الله عليه وسلم – ولو سمعوه منه من غير ترتيل لفعلوا ولثبت ذلك عنهم كما ثبت عنهم اختلافهم في أوجه القراءة.
رابعا: أما كلام الشيخ بكر – حفظه الله – بأن ذلك بدعه لعدم وروده فالرد عليه من عدة وجوه.
1 - أنه لم يرد عنهم التفريق بين القراءة في الصلاة والقراءة في الخطبة مع أهميته.
2 - عدم ذكر فرق بينهما أو عدم ذكر العلماء والسلف لهذه المسألة يدل على أن الأمر كان متقرراً عنهم لا يحتاج لبحث لبيانه وظهوره.
على أني لا أقول أن ترتيل القرآن في الخطبة واجب، كما في الصلاة، وخآصة إذا كان الاستشهاد بجزء من آية أو جمله فلا يحتاج إلى ترتيلها، وهذا أيضا ما تعارف عليه العلماء.
ويكون الترتيل آكد إذا كانت الآية كاملة، أو سيقرأ الخطيب عدة آيات كما في خطبة الحاجة إن استفتح بها.
هذا والله تعالى أعلم.
¥