حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (1)
ـ[علي سَليم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 03:16 م]ـ
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..
و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...
أما بعد:
فمن قرأ سير الصالحين و الصالحات ليجد من نفسه نصيباً منها و لو بشقٍ أو جوانب, ففيها القاتل التائب و السارق مقطوع اليد و الزاني المرجوم كما أنّه فيها المفترى عليه و ما شابه ذه الأمثال ...
ففي قصصهم عبرة و عظة كما انّه فيها تثبيتاً للفؤاد و الأخذ به حيث الأمن و الأمان, و استوقفتني كثيراً حداثة الإفك فتألمت لألم عائشة رضي الله عنها و أخذتْ نفسي القاصرة تروادني أن أواسي أمّنا و لو بعد حينٍ ... لو بعد التنزيل, إذ هنّ كثيرات منْ أصابهنّ ما أصابها و لن يجدنَ براءتنّ حتى من أذنٍ صاغية ...
فعندها كانت رسالتي تي عسى الله تعالى أن يجعلها بلسماً شافيا و علاجاً واقياً لمنْ أصيبت في مقتلها ... في عرضها ... في عفتها.
مدخل:
قالت عائشة رضي الله عنها تروي حداثة الافك و ما تعرضت اليه من أمور تزول الجبال عند ذكرها فثبتها الله في موطنٍ يعجر الرجال الثبات عنده ...
و الحديث عند البخاري رحمه الله تعالى ...
قالت:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه , فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه،))
و هذا من عدله صلى الله عليه و سلم و القرعة امر شرعه الله تعالى ...
و خرج كفيل مريم عليها السلام بقرعة كما في سورة ال عمران قال تعال \ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك و ما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم و ما كنت لديهم اذ يختصمون\44
كما خرج يونس عليه السلام الى البحر ليلتقمه الحوت بقرعة و الأمثلة على هذا كثيرة لا داعي لسردها ...
فأقرع بيننا في غزاة غزاها))))
و هي غزوة مريسع سنة ست للهجرة ...
،)) فخرج سهمي فخرجت معه))
فاصابتها القرعة و وقع اسمها للخروج في هذه الغزوة ...
بعد ما أنزل الحجاب،))))
الظاهر انه اول غزوة لعائشة بعد نزول فرضية الحجاب ...
هذا الحجاب الذي تركه غالب نسوة عصرنا ... و باتت احداهنّ _اقصد من التزمته_ كالقابضة على الجمر, و ما إن تلتزم فتاة ما به تسقط عليها وابلاً من التّهم فلا تكاد تسلم من غمز الغامزين و لا من صفير الفاسدين ...
و بالمقابل تحظى من أظهرت جسدها كالمجاهر بسلعته التنافس في تقديم الخدمات لها و توقيرها ...
و هذا عين المسخ!!!
ثم لا يخفى بعض من تعتقد انّها و بوضعها طرحة على رأسها تكن في ميزان الله مع المحجبات الحجاب الشرعيّ!!!
شتان بينهنّ!! و هل يستوي الاعمى و البصير ....
فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه)))
حجابٌ دونه حجاب ... رحم الله تلك القرون الفاضلة بأهلها ...
كما رحم الله أيام كانت تمشي الفتاة على استحياء كزوج موسى عليه السلام (فجاءت احداهنّ تمشي على استحياء ... ) الاية
حتى كان صلى الله عليه و سلم يُوصف عند حيائه كالمرأة في خدرها ... فيا ليت شعري بمنْ يُوصف الرجل الحييّ بنساء عصرنا!!! و لن اكون مبالغاً إن قلتُ أنّ المرأة ذات الحياء باتت تُوصف بزيد أو عمرو من الرجال!!!
أين تلك المرأة الذي قال صلى الله عليه و سلم فيها ... اذنها صماتها ...
أمّا هذا فكبّر عليه تسعاً .. فتجدها هي من تُعرض نفسها على الخاطب!! بله تجادل في أمور جنسية بحتة بله أكثر من ذلك و الله المستعان
فتراهنّ يظهرن ما تستحي المرأة العفيفة مع بدوّ زواجها اظاهره لزوجها ...
فالمرأة عند الغرب تمشي من دون ريشٍ يستر سوآتها ليس هذا داخل حجرتها و انما في مجالس الناس و نواديهم و الله المستعان ...
و المرأة العربية حذو القذّة بالقذّة و بعد ذا العرض المؤلم تسأل النساء عن سبب قوله صلى الله عليه و سلم (أريت النّار فاذا اكثر أهلها النّساء ... )!!
أسال الله تعالى أن يحفظ نساء المسلمين و أن يثبّت الحياء عند حديثهم و عند ذهابهنّ و ايابهنّ .... فهنّ القدوة و عليهنّ نضع الأمل ...
و بعد ذا العرض فلا يعني أن التعميم يشمل جميع نون النسوة و إنما الغالب له الغلبة, أصلح الله حالنا إنه وليّ ذلك و القادر عليه سبحانه.
عود على بدء:
كانت عائشة رضي الله عنها تُوضع على هودج و تسير الجمال به ..
و الهودج كناية عن بيتٍ يُوضع على ظهر الجمال يسير مع الجمل غدوة و روحة ...
فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل)))
اي انتهى صلى الله عليه و سلم من مهام تلك الغزوة و اراد أن يعود بالجيش حيث كان ... قفل
اي رجع ...
((ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني))
لقضاء حاجتها فابتعدت عن الجيش بحثاً عن الستر .. الله .. الله ..
كم مرة غضضنا الطرف عن رجل يبول أمام العامة على الطرقات فأبشر هداك الله بعذابٍ في القبر, إذ عامة عذاب القبر ممّنْ كان لا يتنّزه عن بوله ...
و عند الغرب المرأة تنافس الرجل حتى في هذه و لا حول و لا قوة الا بالله ...
((أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع،)
أضاعت زينة لها ... عقدٌ مكانه العنق و يتدلّى الى الصدر ...
((فرجعت فالتمست))
((عقدي فحبسني ابتغاؤه))
فحبسها اللحاق بالجيش البحث عنه ..
فأقبل الذين يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب وهم يحسبون اني فيه))
حملوا الهودج و وضعوه على بعيرها و ذهبوا يظنون انّ عائشة رضي الله عنها بداخله ...
يتبع في رسالة أخرى بمشيئة الله تعالى ...
¥