ـ[علي سَليم]ــــــــ[25 - 10 - 10, 06:32 م]ـ
حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (5)
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..
و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...
أما بعد:
فهذا الدرس الخامس نسأل الله التوفيق و السداد
حين أناخ راحلته، فوطئ يدها فركبتها،)
اي استيقظت رضي الله عنها عند قوله انّا لله و انّا اليه راجعون و حينها أناخ راحلته ...
أناخ اي هيّأ لها مناخاً لتقف فيه, و أناخ من المناخ بضم الميم ...
لم ينتظر رضي الله عنه ليحادثها أو ليسامرها و دعك من روايات المستشرقين الذي يحرّفون الدين بأسلوب يعلوه العسل المصفّى لمن لا يُحسن الذوق أو لمن ليس لديه الخبرة في اختبار المواد فيختلط عليه البخس و النفيس!!!!
فدأبوا على النيل من الاسلام من خلال النيل بأزواج النبيّ صلّى الله عليه و سلم و بأصحابه بله النيل منه صلوات ربي و سلامه عليه ..
فكانت مقولة أحدهم و هو أحقر أن أدوّن اسمه بين ذه السطور:
(((. كان ينظر إليها من فوق هجين مرتفع شاب وسيم، ففركت عائشة عينيها، فابتسم الشاب ... )))
((سألها صفوان: ما تفعله بجلوسها منفردة في وسط صحراء العرب؟ فشرحت له عائشة الأمر. فضحك صفوان!! ثم عرض عليها بعيره ليقودها إلى المدينة، فقبلت عائشة، فساعدها صفوان على الركوب، ثم انطلقا.)))
هدم بقلمه باب النظر و أحكامه و طعن بعرض النبيّ صلى الله عليه و سلم و ذا و أمثاله ليس بأقلّ شأناً من أصحاب الإفك فكلاهما غمز و لمز و كلاهما كذّب و افترى ....
و هذا مثال من أمثلة كثيرة تخطّها أنامل النّصارى و العلمانيون ليصدّوا عن سبيل الله و أنّى لهم ذلك!!!
فكان صفوان رضي الله عنه دثاره العجلة و ذا حال المؤمن في مواطن الفتنة و الشبهة ...
و الانسان الكيّس الفطن يكل بميزان الله تعالى و عندها لا يبخس كائنا من كان و لذا قدّم المصلحة الراجحة على المفسدة المرجوحة ...
و جاء الاسلام دين الرحمة بحفظ الضروريات الخمس و منها العرض و العقل و المال ....
فكانت رضي الله عنها ضرورة تجعل من المسلم الحفاظ عليها و حفظه ذا متعدٍ الى غيره, فبها رضي الله عنها يُحفظ عرض النبيّ صلى الله عليه و سلم من الخدش بله التمزيق ....
فكانت رضي الله عنها لقطة في أرض فلاة لا يجوز بحال من الأحوال تركها للسباع البشرية منها و الوحشية!!!
فلم يسترسل معها بالكلام إذ يعلمون علم اليقين ماهية الاحسان (أن تعبد الله كأنك تراه ... ) و إن يكنْ ففي أضيق الحدود ...
فلم يزد بعد استرجاعه لهول المصيبة الاّ أن أناخ راحلته أي دابته, مركبه ......
فوطئ أي داس بقدمه فجعل راحلته, دابته, بعيره ... ذلّلها ليسهل ركوب أمّنا رضي الله عنها.
، فوطئ يدها فركبتها ...
فداس على يديها و هما المقدمتان منها إذ الناقة تمشي على أربع و ركبتاها في مقدمتيها فليس لها ركبة في القوائم الخلفية ...
و يداها موضوعان على الارض بخلاف الانسان و من هنا جاء الخلاف المشهور في النزول الى السجود و نهيّ النبيّ صلى الله عليه و سلم عن التّشبه بالبعير في ذا النزول ...
فقد صحّ من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه و سلم قال (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه)
فنهيّ صريح عن مشابهة المسلم لمن هو دونه من الدّواب في حال التّعبد و هذا القيد هام لمنْ تمعّن في سيرة النبيّ صلى الله عليه و سلم و تعامله مع أصحابه و غلمانهم ... و الاّ فقد صحّ انّ الحسن و الحسين رضي الله عنها كانا يرتحلان النبيّ صلى الله عليه و سلم و غير هذا ممّا فيه مشابهة للدّواب ...
فسيتوي البروك البعير مع التفات الثعلب و نقر الديك و اقعاء القرد و بسط الكلب و غيرها ...
و عندما كان مقام السجود مقاماً عظيماً فيه الاقتراب من ربّ الأرض و السماء كان الحريّ بذو المقام أن يتأدب بآداب تخالف هيئة الدّواب ممن يمشون على اربع او على بطنه ...
فكان الطمئنية و الخشوع فيه خلافا لنقر الدّيك و كان رفع اليدين مع الذراع عند السجود خلافا لبسط الكلب لذراعه و كذلك كان الزول الى السجود على اليدين خلافا لنزول البعير على ركبتيه ....
¥