تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و لتبسيط الصورة نضع نصب أعينكم مواطن المشابهة و مواطن المخالفة لنكن على بصيرة في مسألة تنازع فيها الكبار و في كلٍ أجر ان شاء الله تعالى ...

البعير من الدّواب الذي يمشي على أربع و هذا قول الله تعالى كما في سورة النور (و الله خلق كلّ دابّة من ماء, فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع, يخلق الله ما يشاء, ان الله على كل شيئ قدير)

و الانسان من الدّاوب الذي يمشي على رجلين, فكلاهما يمشي على قوائم بيد أن البعير قوائمه أربعة و قوائم الانسان اثنان ...

ثمّ البعير ركبتاه في يديه بخلاف الانسان إذ ركبتاه في رجليه ...

و ثانيا ان البعير يداه موضوعتان بخلاف الانسان فيشبه وضع

يدان البعير بقوائم الانسان الموضوعان اي رجليه و في كلاهما (البعير و الانسان) الركبة في الموضوعان لا المرفوعان ...

و ثالثا ان البعير و عند نزوله يقدّم ركبتيه كما لو أنّ الانسان قدّم ركبتيه فتحدث جلجلة تشابهة جلجلة البعير و هذا لا يحدثه من قدّم يديه فانتبه يرعاك الله.

ثمّ الآية صنّفت الدّواب الى ثلاثة أصناف ... صنفٌ يمشي على رجلين و صنف يمشي على اربع و صنف يمشي على بطنه ...

فلا يتقوّل علينا قائل أنّ هناك من الدّواب من يمشي على أكثر من أربع و بهذا ناقشني أحدهم متعلماً ...

فالمولى سبحانه تحدث الينا بما هو الغالب من الدّواب و الحكم للغالب كما هو معلوم هذا أولا ..

و ثانيا قال تعالى في نفس الاية و بعد تعداد الاصناف الثلاثة .. (يخلق الله ما يشاء, ان الله على كل شيئ قدير) فكان ممنْ يمشي على اكثر من اربع فهو مما خلقه الله تعالى بمشيئته انّه على كل شيئ قدير ...

فكان من حرص صفوان رضي الله عنها أسأل الله أن تلد نساؤنا أمثاله .. في حرصه .. في غيرته ... في صفاته الجليلة

فجعل الجوهرة الثمينة و اللؤلؤة المصونة في العلوّ و سار بها ولسان حاله هنا تُوضع العفيفات الطاهرات ...

يُتبع ان شاء الله ....

ـ[علي سَليم]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:09 ص]ـ

حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (6)

الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..

و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...

أما بعد:

فهذا الدرس السادس لحادثة لم ينساها من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ...

(فانطلق يقود بي الراحلة ... هكذا النّسوة في زمن النّبوة ... يُخشى عليهنّ من نسيم النّاعم بله من ذرّة الحرّ أو البرد ...

انّهنّ العفيفات, انّهن مربيات الأجيال فإن صلحن صلح العالم بأسره و إن فسدن فلا خير في الرجال و النّساء معا ...

بنو اسرائيل و كثرتهم و كثرة الرّسل اليهم كان هلاكهم بالنّساء, هنّ صمّام الأمان فلا حياة من دونهنّ و الحياة بهنّ لها معنى آخر ...

لم يكمل منهنّ الاّ أربع بينما كمل من الرجال الكثير و الكثير انّهن ناقصات عقلٍ و دينٍ و هما السببان في الكمال و عدمه ...

تمكث أياماً من دون صلاة و لا صيام و غيرهما من العبادات بينما الرجل لا يمكث إن شاء ساعة أو دونها ...

فمُكْثها ذا أمرٌ فرضه الله عليهنّ فكان من البداهة بمكانٍ أن يتقدّم عليهنّ الرجال و من كَمُلَ منهنّ كان ذو شأن عظيمٍ ...

فآسية زوج فرعون لها بيتٌ في الجنّة كما لخديجة بنت خويلدٍ بيتاً و مريم قرآن يُتلى و مثلٌ الى يوم القيامة و فاطمة بضعة من النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

فالمرأة بنتاً و أمّاً و زوجة و بين ذا و ذاك ... يُؤتى بها رضيعة تجعلك تعتكف عند قدميها تأسرك بحركاتها و تسجنك بأنفاسها إنها ماريا عُذراً إنّها ابنتك ... فمن حبّها تجعلك أسير الحروف و كلُّ ما تراه عينك تظنّه ماريا ...

كان اسمها في ذه الرسالة سهواً غلب ذكرها و طغى حبّها أسال الله أن يشفيها ففي تأوّهها صراخ أبيها و في بكائها موت أبيها ...

ماذا دهاك بنيّتي!!! دعي المرض يُغرّد مع روحة الطيور علّه يشعر بالرحمة فيرحمك!!! و أنّى له أن يرحم منْ تساوى في حبّها المرض و العافية و الخير و الشرّ!!!

عيوني ... قلبي ... حبيبي بابا ... كلاماتٌ أنقضت مضجعي و أرقّت ليلي, بالله عليك يا مرض كنْ رفيقي و دعها ...

فلندع ماريا تتصارع مع المرض و جنده لنكمل حديثنا عن عائشة رضي الله عنها و أرضاها و لعن من جرحها أو ذكرها بسوء ...

المرأة بنتا حناناً يتدفق و امّا حناناً لا ينقطع الاّ بموتها و زوجة حناناً دونهما ...

جاء الاسلام ليخدمها و تصارع الرجال أيّهم يكفل مريم!!!

آخر كلام خاتم الرسل (استوصوا بالنّساء خيرا ... ) بل رفقاً بالقوارير!!! الله الله لن تجد المرأة هذا في غير الاسلام ...

فقاد صفوان الراحلة بعائشة رضي الله عنها ... رفعها فوق الراحلة و مشى أمامها فالجوهرة لا يليق بها الاّ ذا المكان ...

فالرجال للمرأة كالنّجوم للحيارى و هذا عندنا و عند غيرنا حدّث و لا حرج ... سلعة رخيصة تُداس بالأقدام عندما يجفّ منها بعضاً من الجمال و البهاء ...

رضي الله عنك يا صفوان ... كم نحتاج منْ أمثالك!!!

رضي الله عنك يا عائشة قد احتجنا لامثالك

و لا يظنّ ظان أنّ الحجة له في خلوته بإمرأةٍ ما ... فمنْ كان بمقام صفوان في غيرته ... في حرصه .. و من كانت بمقام عائشة في تقطّع محارمها و أوصالها فحديثنا و حادثة الافك و أحداثها حجّة يُستدل بها و الاّ فلا يعوّل عليها في هذه الخاصية ...

يُتبع ان شاء الله تعالى .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير