ـ[علي سَليم]ــــــــ[31 - 10 - 10, 07:01 ص]ـ
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..
و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...
أما بعد:
فهذا الدرس الثامن أسال الله القبول مني و منكم ...
(فهلك من هلك ... ) فهلك كلّ منْ تكلم بشأني و قذفني و هتك جلباب حيائي ...
فالذي اكتسب الاثم بسبب قذفه لزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد هلك
و الذي وعده الله تعالى بعذابٍ عظيمٍ فقد هلك ...
و الذي يحبّ أن تشيع الفاحشة في عائشة فقد هلك ...
فلا نجاة لكلّ هؤلاء فكانت رضي الله تعالى بمثابة سفينة نوحٍ عليه السلام فمن ركبها و حافظ على سورها نجا من الغرق و من تخلّف عنها فلا عاصم من امر الله تعالى فقد هلك ..
وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم أخرجه مسلم.
و لذا لم تقل الفقيهة امّ المؤمنين هلك زعد أو عمرو من النّاس كما أنّها لم تقل هلك كلّ الناس فالتعين يلزمه الدليل إذ لا يعلم كائناً منْ كان أنّ فلاناً هالكُ أو غير هالكٍ ...
و هي أي مقولة (هلك زيد أو نجا عمرو) صنو فلانٌ في الناّر و فلانٌ في الجنة و ليس بعد ذا ذنب!!!
فليحذر المسلم المؤمن التأله على الله تعالى فليُعامل النّاس كما هو ظاهر عنده و ليترك الباطن لمن يعلم السرّ و أخفى, فإذا لم تنجِ مقولة اسامة بن زيدٍ (قالها تأثماً ... خوفا من السيف) عندما ترك سيفه يقتل ذاك المشرك على أرض المعركة فلجأ الاخير الى حصنٍ شديدٍ لا يعرف كنه و حقيقته غير الله تعالى ...
فقال (اشهد أن لا اله الاّ الله و أشهد أنّ محمداً رسول الله) فالذي يترجّح قولاً واحداً أنّه قالها خوفاً من السيف و مع ذا قال النبيّ صلى الله عليه و سلم لاسامة (كيف تفعل يوم القيامة اذا جاءت _لا اله الاّ الله_) فليحذر منْ يُقاتل تحت مسمّى الاسلام و ليجعل نُصب عينيه ذا الحديث و الاّ فقد هلك منْ هلك ...
(اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) أهلكَهم و أهلكُهم جاءت بالرفع و النّصب و بالرفع يكون أولّهم هلاكاً و بالنصب يكون هو سبب هلاكهم و في كلاهما هلاكٌ!!!
النّاس و ال هنا للاستغراق أي هلك كلّ النّاس و لذا لا تعارض بين الحديث و مقولة عائشة رضي الله عنها (فهلك منْ هلك) و من هنا تُشبه من التي للتبعيض أي هلك بعضاً من النّاس و هذا يتوافق مع عقيدة السلف رضوان الله تعالى عليهم إذ ليس كلّ النّاس في الجنّة كما أنّه ليس كلّ النّاس في النّار ...
فمن أطاع الله تعالى حتى الممات دخل الجنة و من عصاه حتى أتاه اليقين فهو في النّار خالداً أو الى أن يشاء الله تعالى إن كان مسلماً ...
و ليحذر المسلم أن يقع في حفرةٍ من حفرٍ ابليس فيصنّف النّاس و حاله كحال (هل شققتَ عنْ قلبه!!!) فليترك الحكم للحكيم و ليسلك سُبُل النّجاة ...
و قذف المحصنات من الكبائر فقال تعالى (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)
و عندما يُختم الوعيد بلعنة أو بعذابٍ عظيمٍ فهو من كبائر الذنوب فكيف إن جُمعا معاً!!!
الغافلات عنْ مواطن الزنى و مواطن الشبهة و الشهوة ...
و قال تعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون)
و لو كانوا صادقين إذ القذف لا بدّ له من الشهود للحيلولة دون وقوع المسلم في أعراض النّاس, و لو يؤاخذ الله تعالى النّاس بما كسبوا لم ينجو منّا الاّ منْ رحم الله تعالى ...
و لو كان سوط عمر رضي الله تعالى عنه حيّا لنال منّا الاّ منْ رحم الله تعالى ...
منْ يقذف النّاس هم سوادٌ عظيم و منْ لم يقذف فهم قليل و الله المستعان.
اشتهر عندنا في لبنان مقولة فلانٌ _ابن_ حرامٍ و فلانٌ _ابن_ حلالٍ ....
و هو القذف بعينه قذف امّهات النّاس بالزنى و لا حول و لا قوة الاّ بالله تعالى.
و باتت ذه اللفظة بمثابة الصلوات الخمس فتسمعها قبل الشروق و بعد الغروب و أطراف النّهار و آناء الليل!!!!
و الصوات الخمس الى الخمس و الجمعة الى الجمعة و رمضان الى رمضان مكفرات لما بينهما اذا اجتنبت الكابئر
شرط التكفير اجتناب الكابئر على قولين من أقوال اهل العلم.
و هل يكبّ الناس على وجوههم الاّ من حصائد السنتهم ... من حديث معاذ رضي الله عنه.
و كان القذف من الموبقات السبع كما جاء عنه صلى الله عليه و سلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ -حديث صحيح رواه البخارى
الموبقات أي المهلكات, فقرن الله تعالى القذف مع الشرك و السحر و القتل و آكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي يم القتال و الجهاد ... قرن بينها و بين كابئر الذنوب لعظمها و الله المستعان.
أسأل الله تعالى أنْ يحفظ السنتنا و أعراضنا ...
يتبع ان شاء الله تعالى.
¥