تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا الدرس العاشر أسال الله القبول و أن يلهمنا الصواب و السداد ...

قالت عائشة رضي الله عنها:

(فقدمنا المدينة، فاشتكيت بها شهرا .... ))

عندما وصلت المدينة النبويّة مع منْ وصلت أصابها ما يصيب المؤمن على قدر دينه من البلاء فإن كان في دينه قوةً و صلابةً زِيد في بلائه و هكذا ...

و البلاء نوعان منه جسديّ و منه معنويّ فالاول مرض الاعضاء و الثاني يتعلق بالدّين و الاصول الخمسة ...

و عندما يجتمع النوعان تُدرك قوة دين أمّنا عائشة رضي الله عنها رغم أنّها دون سنّ الثامنة عشر!!!

و كأنّي بها رضي الله عنها و أرضاها هيّئها الله تعالى لتكون زوجا يتناسب مع شخص النبيّ صلى الله عليه و سلم إذ بأمّي هو و أبي و بماريا و عبد الرحمن ولدي كان يُوعك كما يُوعك الرجلين من أمّته!!!

فكان الطيّب للطيّبة و الصابر للصابرة صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنها ...

و لم تشتكِ يوما أو يومان و إنما شهرا كاملاً بحساب الأشهر القمريّة و لا يوجد بين ذه الشهور شهرٌ ناقصٌ و آخر مكتملٌ و انما كلّها كاملة سواء أكانت 29 يوما أو 30 ...

فعن ابن عمر رضي الله عنه قال (اعتزل النبيّ صلى الله عليه و سلم نساءه شهرا فلمّا مضى تسع و عشرون أتاه جبريل فقال: ان الشهر قد تمّ و قد بررت).

و هي اثنا عشر شهرا في كتاب الله تعالى منها اربعة حرم كما قال تعالى في سورة التوبة (إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها اربعة حرم .... )

و أولاها شهر الله المحرّم

ثم صفر,

ربيع الاول

ربيع الآخر.-

جمادي الاولى،

جمادي الآخرة ,

رجب,

شعبان,

رمضان,

شوال, ذو القعدة,

,ذو الحجة. و عليها و بها حساب أعمار النّاس إذ صلى الله عليه و سلم قال (اعمار امتي ما بين الستين الى السبعين و قليل من يتجاوز ذلك ... ) أو كما قال ..

و الستين تختلف من الاشهر القمرية الى الميلادية فكل ثلاثين سنة قمرية تعادل واحد و ثلاثين سنة ميلادية تقريبا ...

فعندما قدمت المدينة رضي الله عنها كان الله تعالى يعدّها لأمر عظيم يتمنّاه كل مسلم بله كل انسانٍ ...

و هذه حكمة الباري حيث سبحانه و تعالى يضع الأمور في مكانها بحكمة بالغة أدرك ذلك الانسان أو لم يدرك ...

فكم مِن مرةٍ يظن الانسان أنّ الخير في أمرٍ ما و بعد حينٍ يُدرك أنّ الشرّ كان في ذاك الأمر و لنضرب على ذلك بمثالٍ رعاه قلبي و خطف بصري و سمعي ...

رجل لا يتحرك فيه غير لسانه إذ أركانه لا تعرف الحراك فتأملتُ فيه كثيرا و تعجبتُ لأمره فكان عجبا ...

كنتُ اشرق عنده مع بزوغ قرص الشمس و اغيب أحيانا معها حتى أيقنت يوما ما أنّه يشرب ما يسكر قليله ثم بعد برهة من الزمن رأيت الدرهم و الدينار يهرولان بين يمينه و شماله إنها مهنة التّسول و بعدها كانت مهنته و ماله سببٌ في ابتعاده عن الله رافع السماء بغير عمد ...

يتسوّل ليشرب الخمر ثم يتسوّل ليُنفق بعضاً من ماله على راقصة تتمايل أمام ناظريه ...

اليست حكمة الباري سبحانه و تعالى تجلّت في ذا الانسان بل رحمته دثّرته!!!

فلو كانت أركانه صحيحة سليمة لكان أشقى ممّا هو عليه الآن إذ شقي و هي معدومة ...

هذا مثال و الأمثلة لا يعدّها غير الله تعالى نسأله بمنّه و كرمه أن يحفظنا حتى الممات و أن يختم لنا بعملٍ صالحٍ يحبّه و يرضاه ...

يتبع ان شاء الله تعالى

ـ[علي سَليم]ــــــــ[04 - 11 - 10, 06:55 ص]ـ

حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (11)


الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..

و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...

أما بعد:
فهذا الدرس الحادي عشر من الدروس لحادثة الافك نسأل الله التوفيق و السداد ...
قالت عائشة رضي الله عنها:
( .. يفيضون من قول أصحاب الإفك) في زمن مرضها رضي الله عنها كان أصحاب الافك يفيضون في عرضها و النيل من مكان عفتها ....
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير