و لك أن تتخيل هيئة الافاضة عندما تعي قول الله تعالى في حجّاج بيته ( ... فاذا أفضتم من عرفات ... ) و تأمل افاضة الحجيج من عرفات وعندها تُدرك معنى افاضة اصحاب الافك في أمّنا عائشة رضي الله عنها و كأني بالمدينة عن بكرة أبيها كالسيل كلٌ ناله الافك إمّا سماعا و اقراراً وامّا مدافعاً ناهيك عمن تولاه!!!
و بات الافك حديث النّاس فهو أي الافك كالصراط الممدود فوق جهنّم من اجتازه سلم و الاّ فالسنة النار تأكل منه على قدر مكثه ...
و يكفي بإفاضة أصحاب الإفك مرضا!!! ناهيك عن مرضهاالذي اشتكت منه عائشة رضي الله عنها شهرا!!
فالمسلمة الطيبة لا تبالي بقطع أوصالها إرباً إرباً بقدر ما تعانيه عندما تُقذف في عرضها!!!
و ذا النوع من القذف ينتشر انتشار الرياح الملقحة فلا تدع بيتاً الاّ و تدخله و لا أذناً الاّ و تلقّحها و تبيت العفيفة على همّ و تستيقظ على هموم!!!
و يزداد الطين بلّة عندما تكون الطيبة نكحت منْ هو أطيب منها عملا و قدرا و منزلة فقذفها هو قذف زوجها لا محالة!!!
و يزداد الأمر سوءا عندما تكون الطيبة أطيب أزواجه الى قلبه بله والدها أطيب الرجال اليه صلى الله عليه و سلم.
فليس الامر بذه السهولة و منْ ذاق طعم المرّ ليس كمنْ سمع عنه!!!
جرحٌ لا يبرأ و شقٌ لا يلتحم ما دامت السموات و الأرض الاّ ببراءة يشهدها الأولون و الآخرون كبراءة أمّنا عائشة رضي الله عنها و أرضاها,
و أنّى للطيبات من براءة تُعادل براءة عائشة رضي الله عنها!!
فلا يسعني الاّ أن اكون مسليّا لمن ابتليت في قذف اصحاب الافك و مصليا صلاة الجنازة على الذي تولى الافك!!!
و اعلمي أختاه يرحمك الله و يرعاك أنّ اليُسر بعد العسر و من صبر و تصبّر لله تعالى فقد قرع باب المعجزات و الكرامات و لنْ يقلّ شأنه عن شأن جُريج بني اسرائيل و لا مريم بنت عمران عند قولها (فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) (قال اني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا)
و كذلك ابراهيم عليه السلام (قلنا يانار كوني بردا و سلاما على ابراهيم)
و لا ذا النون يونس عليه السلام ( ... فنادى في الظلمات ان لا اله الاّ انت سبحانك اني كنت من الظالمين) (فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين)
و تأملي ( ... و كذلك ننجي المؤمنين) فالنجاة واقعة لا محالة شرط ايمان الناجي و سؤال ربّه ...
يبتبع ان شاء الله تعالى ...