تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال _تعالى_: " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ".

40 ـ تربية للناس على حسن الخلق، والتي هي أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة، وذلك من خلال قوله _تعالى_: " ولا جدال في الحج " فالحث على ترك المجادلة تربية على حسن الأخلاق، وكذلك إذا جمعت لها الحث على السكينة تبين ذلك.

41 ـ تريبة للناس على محبة جميع الأنبياء، ويظهر من خلال إجابة نداء إبراهيم حينما أذن في الناس، وزيارة البيت الذي بناه وإسماعيل، والسعي في طريق هاجر حينما كانت تبحث لإسماعيل عن الماء.

42 ـ تربية للناس على تعدد أنواع العبادة ما بين طواف وسعي وصلاة وذكر ومبيت ورمي ونحر وحلق وغير ذلك، فيتربى المسلم على ألا يتقصر على نوع واحد من العبادة، بل يعدد الأنواع ويتلذذ بها.

43 ـ تريبة للناس على تعظيم الله، وهذا من خلال ما يلي:

أ ـ الرأس يطأطأ ويحلق تقرباً لله وانكساراً له.

ب ـ الهدي ينحر تعبداً له، ويراق دمها لوجهه _سبحانه_ وحده، ويذكر عليها اسمه.

44 ـ تربية للناس على محبة الله، فمن تأمل منظر الحجيج وعددهم والذي يفوق المليون، وتأمل كيف أن الله يرزقهم ويقوم بأمرهم، ويحفظهم، ويتولى شأنهم، قاده التفكر لمحبته _سبحانه_، وبهذا والذي قبله يجتمع لله محبة وتعظيم وهذا هو حقيقة العبادة.

45 ـ تريبة للناس على معرفة الفضل للنبي _صلى الله عليه وسلم_ وصحبه _رضي الله عنهم_ في نشر الدين في بقاع الأرض، وأنت تتأمل الأعداد الهائلة من بقاع شتى وألوان مختلفة، ولغات متعددة لتدرك فضل السابقين في نشرهم لدين الله، فانظر كيف وصل إلى بلاد شرق آسيا، ثم أفريقيا، بل أوربا، فجزاهم الله خير الجزاء على تلك المهمة الصعبة التي قاموا بها خير قيام، وغفر الله لنا في تقصيرنا في إكمالها، ونسأل الله أن يعيننا على ذلك.

46 ـ تربية للناس على الحرص على إغاظة المشركين بكل ما يؤدي إليها، فقد شرع _صلى الله عليه وسلم_ الرمل في الطواف لأجل إغاظة المشركين فقط لما قالوا " يأتونكم وقد وهنتهم حمى يثرب ".

47 ـ تربية للناس على إحساسهم بأثر العبادة في حياتهم، فمع كثرة الحجيج ووجود الازدحام، وشدة الضيق، والجهد والتعب، إلا أن أنفس الناس لينة ويندر وجود المشاكل ورفع الأصوات والمشاجرات، والسبب في ذلك ـ والله أعلم ـ أن العبادات التي يؤدونها قد أثرت على أنفسهم فجعلتها أنفسا عالية لا يهمها سفاسف الأمور، بخلاف ما لو كان ذلك المنظر في سوق مثلاً فيكثر الصراخ وارتفاع الأصوات، وتكثر المشاكل وغير ذلك مما يربي في نفس المسلم الفرق البين الظاهر.

48 ـ تربية للناس على إحساسهم بالمسؤولية، ففي حال وجود الأخطاء من الحجيج وبعضها من الأمور البدهية، هذا يربي في المسلم أن يحس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في تعليم إخوانه، وتقديم المفيد لهم، ورفع الجهل عنهم، أعتقد أن هذا هو المفيد بدل أن يقف الشخص يستهزء بهذا، ويتهم ذاك.

49 ـ تربية للناس على الجهاد، لوجود المشقة والتعب وفوات حظوظ النفس، ولذلك سماه النبي _صلى الله عليه وسلم_ جهاداً كما قال: " عليكن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة " رواه البخاري.

50 ـ تربية للناس على العزة بالإسلام والدين، وهذا يظهر من خلال حال الشيطان يوم عرفة، فقد جاء في موطأ مالك عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: " ما رئي الشيطان يوماً هو فيه أصغر، ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة" حسنه ابن عبد البر _رحمه الله_.

ومن خلال مباهاة الله _سبحانه_ بعباده كما ثبت في صحيح مسلم.

أخيراً:

هذه بعض الفوائد التربوية للحج وأثره على النفس البشرية، وما فاتني أكثر بكثير من ذلك، أسأل الله أن ينفع بها، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه فضيلة الشيخ: عقيل بن سالم الشمري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير