تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[متى تستخدم القرعة؟ ومن الذي استخدمها من الأنبياء؟]

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - 10 - 10, 10:30 م]ـ

[متى تستخدم القرعة؟ ومن الذي استخدمها من الأنبياء؟]

فإن القرعة لا تكون إلا عند السَفاح والخلاف: ولا تكون في الرضا أبدًا لأن التراضي يحسم المسألة، بخلاف إذا ما اختلف الناس في شيء فيمكن أن تجري القرعة بينهم.

الدليل علي جواز القرعة: هذا الحديث:" كان النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرجت معه "، وهذه القرعة فعلها ثلاثة من الأنبياء.

الأنبياء الذين استخدموا القرعة:استخدام القرعة في المشكلات استخدمها ثلاثة من الأنبياء,1 - يونس - عليه السلام – 2 - ، وزكريا - عليه السلام -،3 - ونبينا - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم -.

أما يونس عليه السلام: فقصته معروفة في آخر الصافات، وفيه قول الله عز وجل:? فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ? (الصافات:141) القصة: أن يونس - عليه السلام - لما فرَّ وركب البحر أوشكت السفينة علي الغرق فقال القبطان قائد السفينة: أيها الناس فيكم فليخرج ,ما خرج أحد فقالوا إذًا نعمل قرعة، فإذا خرج السهم علي واحد من الذين في السفينة فهذا يحضر نفسه لأننا سنلقيه في البحر، عملوا القرعة فوقع السهم علي يونس - عليه السلام - فاستعظموا أن يلقوا بنبي في البحر قالوا لا نجري القرعة مرة أخرى، فأجروا القرعة مرة أخري فجاءت علي يونس أيضًا فاستعظموا أن يلقوا بنبي في البحر، فصنعوا القرعة مرة ثالثة فجاءت علي يونس:? فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ? أي من المغرقين فألقوا به في البحر? فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ? (الصافات: 142)، وقد وقع عليه اللوم، ووقعت عليه القرعة فالقوه في البحر ,.

استخدام زكريا عليه السلام للقرعة: واستخدمها زكريا عند الخلاف في كفالة مريم - عليها السلام - ? ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ? (آل عمران:44)، اختصم زكريا - عليه السلام - وقال مريم هذه خالتها تحتي فأنا أولي بها، لأن الخالة كما في الحديث الصحيح " الخالة بمنزلة الأم " فيقول: خالتها تحتي فهي كأمها فأنا أولي بكفالتها. وبني إسرائيل يقولون: هذه أم نبينا فنحن أولي بها. فماذا يفعلون؟ هيا بنا نأتي بالأقلام التي نكتب بها التوراة كتاب الله المقدس، ونأتي علي الماء الجاري في الجدول، ونضع أقلامنا يلقون أقلامهم فأيما قلم وقف ولم يندرج مع سيل الماء فهذا الذي يكفل مريم، فعلًا أتوا بالأقلام التي كانوا يكتبون بها التوراة وألقوها في الماء الجاري فوقف قلم زكريا وكان نبياً وهذه آية له ? وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ?، فاقترعوا فخرج السهم لزكريا - عليه السلام - فكفل مريم.

حكم الأخذ بشرع من قبلنا:هذا يدل علي أن القرعة كانت في شرع من قبلنا من الأنبياء، وأنهم كانوا يستخدمونها وجاء شرعنا فأقرها، وهنا مسألة مهمة يخلط فيها بعض الناس خلطًا تبع هواه , شرع من قبلنا لا يحتج به عندنا إلا إن كان شرعنا موافقًا لهم، لأن العبرة بشرعنا وما شرع لنا نبينا - عليه الصلاة والسلام -، لا بما شرع موسي لليهود، أو شرع عيسي لبني إسرائيل العبرة بشرعنا نحن، فإن كان في شرع من قبلنا حكم شرعي وكان في شرعنا شيء يخالف هذا الحكم الشرعي فالعبرة بشرعنا نحن لا بشرع من قبلنا , ولذلك في قصة يونس - عليه السلام - أنهم ألقوا رجل في البحر لأن السفينة تغرق.

هل يمكن أن نحتج بقصة يونس عليه السلام في موقف مشابه؟ العلماء فرضوا هذه الصورة قالوا إذا كان قوم في سفينة، وكانت الحمولة ثقيلة بحيث أننا لو القينا بعض الناس، أي السفينة كان فيها ألف رجل , يمكن أن نلقي مائة رجل بحيث ننجي التسعمائة، لا يمكن أن يقال نلقي بعض الناس أو واحد فقط في البحر من أجل نجاة الكثير، ولا يحتج أحد بقصة يونس، لماذا؟ لأن في شرعنا ما يخالف هذا الفهم، وهو قوله - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم –: "المسلمون تتكافأ دماءهم " لأن الدماء معصومة بعصمة الإسلام فلا يجوز لك أن تهدر دم رجل لتحفظ دم رجل آخر إما أن يموتوا جميعًا، وإما أن يحيوا جميعًا، لا يجوز لك أن تعتدي علي دماء الخلق لأجل أن تنقذ دم آخر "المسلمون تتكافأ دماءهم ".

قال الإمام الطحاوي - رحمه الله -: ما أعلم بين العلماء خلافًا أن هذا الحديث خاص بالديات والقصاص والدماء، إن جاء الأمير فقتل رجلاً من سواد الناس قُتل بهم لا يُقال هذا دم أمير، وهذا دم فقير الدماء واحدة أمام الشرع، لذلك لا يجوز لك أن تلقي برجل في الماء لتحفظ دم رجل آخر.

من الشريط الأول من الدروس المستفادة من حادثة الإفك لشيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله وشفاه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير