تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فانبري صفوان يدافع عن نفسه قال يا رسول الله: " أما قولها (يضربني إذا صليت) فإنها تقرأ في الركعة الواحدة سورتين وقد نهيتها عن ذلك " أي بعد أن تقرأ الفاتحة تقرأ سورتين بعد الفاتحة، فكان يقول لها يكفي سورة واحدة فتصر أن تقرأ سورتين فيضربها. فقال لها - عليه الصلاة والسلام -:" أطيعي زوجك " لأن قراءة السورة بعد الفاتحة مستحبة ,وطاعة الزوج فرض فلا ينبغي لكي أن تتشبثي بالمستحب وتتركي الفرض، لأن الفرض أولي وأقوي من المستحب، بل إذا لم يقرأ الإنسان السورة عقب الفاتحة صلاته منعقدة بالإجماع.

وأما قولها: " (يفطرني إذا صمت) فإنها تستأنف الصيام وأنا رجل شاب ولا أقدر، فقال عليه الصلاة والسلام: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه غير رمضان ". هي تستأنف الصيام من الصباح لعل الرجل يريد من امرأته ما يريد الرجل فيصده عن ذلك أنها صائمة، وأنها في عبادة فلعله ينحرف، أو لعل عدم إفراغ هذه الشهوة يجعل الانحراف طبعًا فيه بعد ذلك، فما ينبغي للمرأة أن تستأنف الصيام من الصباح وحدها بغير إذن زوجها لكن تستأذنه في صيام النافلة، " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تصوم وزوجها شاهد " أي حاضر وموجود ما معني هذه الكلمة؟ معناها أن زوجها لو كان مسافرًا يجوز لها أن تصوم بغير أن ترجع إليه، وإلا لما كان في قوله شاهد معني إذا كان زوجها شاهد أي حاضر وموجود لا يحل لها أن تستأنف الصيام، لماذا؟ لأنه قد يريدها، أما إن كان مسافرًا فيمكن لها أن تستأنف الصيام، وهذا معني كلمة شاهد أي حاضر إلا بإذنه غير رمضان، لماذا؟! لأن رمضان فرض علي الجميع، ونحن كما قلنا إن تعارض مستحب مع واجب يقدم الواجب، فإن تعارض واجب مع أوجب يقدم الأوجب. فصيام رمضان فرض من الله - عز وجل -، وطاعته أفرض من طاعة الزوج فتقدم الأفرض كما قدمنا الفرض علي المستحب.

أما قولها: " (إنني لا أصلي الفجر إلا بعد أن تشرق الشمس)، فإنا آل بيت عرف لنا ذلك " أي نحن مشهورون بهذا فقال له - عليه الصلاة والسلام -: صلي إذا قمت " وكلام صفوان هنا محمول علي أمر في غاية الأهمية، لأنه قد يتوهم أحدكم أن الرجل يجوز له أن يصلي صلاة الفجر دائمًا مع كونه يستطيع أن يصليها قبل الشمس. صفوان بن المعطل السلمي هذا كان حب النوم فيه جبلة، هناك ناس النوم جبلة فيهم حب النوم، وعدم القدرة علي الاستيقاظ السريع هذا جبلة فيهم فكان صفوان هكذا إنا آل بيت عرف أننا ننام كثيرًا عرف لنا ذلك، لكن أن تسهر إلي قرب الفجر تتفرج علي المسلسلات وعلي الأفلام وبعد ذلك تنام الساعة الواحدة والساعة الثانية، وتضبط المنبه علي الساعة سبعة أو الساعة ثمانية لا يمكن أن يقال لك إن حالك مثل حال صفوان بن المعطل.لابد أن تأخذ الأسباب الشرعية.

من الشريط الثالث من حادثة الإفك للشيخ أبي إسحاق الحويني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير