[60 فائدة من ألفاظ التحيات " التشهد"]
ـ[رمضان العويد]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:34 م]ـ
[60 فائدة من ألفاظ التحيات " التشهد"]
عقيل بن سالم الشمري.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبي الله، وبعد،،،
فإكمالا لسلسة الفوائد المستنبطة من الأحاديث النبوية، فأستعين الله على استنباط فوائد تربوية وأحكام شرعية من ألفاظ " التشهد الأول " أو " التحيات " والذي يكفي من أهميته أنه يتعلق بالصلاة، وهي عمود الدين، سائلا الله الإعانة والسداد.
تشهد ابن مسعود رضي الله عنه
عن ابن مسعود رضي الله قال: " عَلَّمَنِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَفِّي بين كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ كما يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ من الْقُرْآنِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وهو بين ظَهْرَانَيْنَا فلما قُبِضَ قُلْنَا السَّلَامُ يَعْنِي على النبي صلى الله عليه وسلم " البخاري (5910) ومسلم (400).
وفي رواية (5876): " فإنه إذا قال ذلك أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ في السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرْ بَعْدُ من الْكَلَامِ ما شَاءَ ".
وفي رواية (797):" فَإِنَّكُمْ إذا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ في السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ".
وفي رواية (800): " فَإِنَّكُمْ إذا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ في السَّمَاءِ أو بين السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ".
الفوائد المستنبطة:
1ـ دل الحديث على مشروعية تعليم أذكار الصلاة للناس، فالنبي صلى الله عليه وسلم علّم ابن مسعود رضي الله عنه ذكرا من أذكار الصلاة.
2ـ يدل الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم السورة من القرآن حتى يحفظوها، بدليل قول ابن مسعود رضي الله عنه:" كما يعلمنا السورة من القرآن " فأصبح تعليمه لهم للقرآن مما يقاس عليه غيره، ويضرب به المثل في التأكيد.
3ـ كما يدل على تخصيص بعض الطلبة بمزيد عناية لقول ابن مسعود رضي الله عنه:"علمني" وقوله:" وكفي بين كفيه "، وهذه العناية تكون لمن تميز منهم كما تميز ابن مسعود رضي الله عنه من بين الصحابة.
4ـ ويدل الحديث "كفي بين كفيه " على أنه من وسائل تعليم الطلاب أن يضع يده على يدي طلابه أثناء التعليم، أو يأخذ بيده، فإن ذلك أدعى لقبول الطالب ومحبته لمعلمه.
5ـ يدل الحديث أيضا على أن المعلم يكرر الألفاظ للطالب حتى يسهل حفظها، وذلك لرواية " أخذتها من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقنيها كلمةً كلمة ".
6ـ قوله: " التحيات " يحتمل عدة معاني هي:
أ ـ المُلك وهذا من التفسير باللازم لأنه التحية للملوك، ولم يكن يحيا بها غير الملوك.
ب ـ والبقاء، لأنها من الحياة.
ج ـ والسلامة، والمعنى: أن السلامة من الآفات والنقائص ثابت لله.
د ـ والعظمة.
وقيل: " إنها تجمع ذلك كله، وما كان بمعناه وهو أحسن" قاله ابن رجب رحمه الله.
وفي هذا من تعظيم الله ما يُرهب قلب المؤمن خشيةً لربه، فاجتمع في قلب المؤمن من تعظيمه لربه الهيئة واللفظ.
فالهيئة هي جلسة التشهد فهي جلسة العبد بين يدي سيده، وهي تحمل في هيئتها من الذل والانكسار ما يليق بالعبد المذنب، كما تحمل من التعظيم لمن هو بين يديه ما يستحقه الله سبحانه وأكثر من ذلك.
7ـ جُمِعَ لفظ " التحيات " لأن الجمع أليق بمخاطبة الملوك، والله ملك الملوك سبحانه وتعالى، وليدخل في ذلك كل تحية في الوجود فالله أولى بها سبحانه.
8ـ ابتدأ بلفظ التحية قبل ذكر الصلوات فقال:" التحيات لله والصلوات " فقدم ذكر التحيات على الصلوات؛ لأن التحية تتقدم على غيرها من عبارات الثناء والتمجيد.
9ـ قوله:" لله " أي الله مختص بها ومستحق لها سبحانه، وهي تفيد وجوب إخلاص العبادة له وحده، ولهذا والله أعلم قدمت بعد قوله " التحيات " فقال:" لله " ثم عطف عليها غيرها من "الصلوات والطيبات" فَسِرُ هذا التقديم يكمن في وجوب الإخلاص وأهميته.
¥