ج ـ ويحتمل معناه التعويذ بالله والتحصين به، فإن السلام اسم له سبحانه تقديره: الله عليك حفيظ وكفيل، قاله الألباني رحمه الله.
25ـ قوله: " عليك أيها النبي " مع أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي، أي أن الخطاب خطاب شاهد مخاطب، وفي هذا دليل على اتباعنا لألفاظ الأحاديث من غير تغيير ولا تبديل، فرحم الله أمةً حفظت دينها وألفاظها.
26ـ في قوله: " فلما قُبض قلنا السلام يعني على النبي " يدل على جواز أن يقول المصلي في تشهده " السلام على النبي ".
27ـ وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة في هذا الحديث، وقيل في ذلك حِكم، منها:
أ ـ لأجل أن يُجمع بين النبوة والرسالة، لأن الرسالة ذُكرت في آخر الحديث، فذُكرت النبوة في أوله.
ب ـ وقيل: لأن النبوة كانت قبل الرسالة، فقد نبئ النبي صلى الله عليه وسلم ثم أرسل
ج ـ ويحتمل أن يكون تطبيقا لما في القرآن في قوله تعالى:" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " فذُكر التسليم مع الوصف بالنبوة.
28ـ يدل الحديث على جواز تقديم النفس في الدعاء على الغير، حيث بدأ المصلي بالدعاء لنفسه فقال:" السلام علينا " ثم دعا لإخوانه فقال:" وعلى عباد الله الصالحين ".
29ـ في قوله:" السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " عِظَمُ حق النبي صلى الله عليه وسلم، حيث خصصه المصلي بجزء من دعائه والسلام عليه بالإضافة إلى الدعاء له بالرحمة والبركة، وهذا عائد إلى منزلته صلى الله عليه وسلم عند المؤمن.
30ـ الملاحظ أن الحديث خصص قولنا:" ورحمة الله وبركاته " للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا عائد لعظيم منزلته، وأن حقه أعظم من حق النفس والغير.
31ـ في قوله:" السلام علينا ": فيه الدعاء للنفس بالسلامة، وهذا يرجع لعظيم فضل الدعاء بالسلامة لأنها تشمل السلامة من العيوب والذنوب والنقائص، فاختار من أسماء الله ما يناسب ذلك.
32ـ في الحديث معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أُوتي جوامع الكلم، فقد كان الصحابة يقولون: السلام على فلان وفلان، أي يعددون أسماء الملائكة، فعلّمهم النبي صل الله عليه وسلم لفظا جامعاً مانعاً.
33ـ فيه الإرشاد إلى الفضل من الأقوال أو الأفعال فقد وجدهم النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لفظاً مفضولاً وهو:" اللهم سلّم على فلان وفلان"، وأرشدهم إلى الفاضل وهو:" السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ".
35ـ في الحديث فضيلة الصلاح، فمن كان صالحا فقد حاز على فضل الدعاء له من إخوانه المصلين، ويتضمن الحث على تحصيل الصلاح.
36ـ دل على أن العبودية لله أشرف منازل الصالحين، ولهذا والله أعلم وصفوا بها في هذا الحديث، فنقول:" عباد الله الصالحين " وعلى قدر تحقيق العبودية لله يكون الصلاح، وهذا أيضا من أسرار الاقتران بين العبادة والصلاح "عباد الله الصالحين" وقد جُمعت أيضا العبودية مع الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم " عبده ورسوله " وهذا يزيد مكان العبودية.
37ـ قوله:" الصالحين " يدل بالمفهوم على أن غير الصالحين لا يشملهم هذا الدعاء، وهذا من شؤم عدم الصلاح والعياذ بالله، " قال الترمذي الحكيم: من أراد أن يَحظى بهذا السلام الذي يُسلِمُهُ الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً وإلا حُرِم هذا الفضل العظيم " الفتح 2/ 314
38ـ فيه عِظم منزلة الأخوة، فالصلاة رغم منزلتها العظيمة إلا أنه جُعل لإخواننا نصيب فيها من دعائنا، وفي واجب من واجباتها وهو التشهد، وفيه إلماح إلى عدم غفلة الإنسان عن الدعاء لإخوانه خارج الصلاة.
39ـ قوله:" فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض " هذا كلام معترض داخل الدعاء المأثور، وقُدِم لأهميته، والله أعلم وأحكم.
40ـ قال ابن حجر رحمه الله (الفتح 2/ 315): " قوله: كل عبد لله صالح، استدل به على أن الجمع المضاف، والجمع المحلى بالألف واللام يعم " أي يفيد العموم، وهذه من مسائل أصول الفقه.
41ـ قوله:" في السماء والأرض " تعددت الرواية في هذه اللفظة:
ففي رواية:" في السماء والأرض "،وفي رواية:" بين السماء والأرض " وفي رواية:" أهل السماء والأرض " والأظهر والله أعلم الرواية الأولى فقد رواها الأكثر.
¥