صفة (الشخص) و (الشيء) لله (عزّ زجلّ) في كلام البخاري
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 05 - 03, 09:11 م]ـ
قال البخاري (رحمه الله) في صحيحه:
باب: قول النبي (صلى الله عليه وسلم): لا شخص أَغيَرُ من الله، وقال عبيدالله بن عمرو عن عبدالملك: لا شخص أغير من الله:
... قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة.
باب: قل أي شيء أكبر شهادة، قل الله، فسمّى الله (تعالى) نفسه شيئاً، وسمّى النبي (صلى الله عليه وسلم) القرآن شيئاً، وهو صفة من صفات الله، وقال: كل شيء هالك إلا وجهه
... عن سهل بن سعد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لرجل: أمعك من القرآن شيء؟ قال: نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها. اهـ.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[02 - 05 - 03, 12:24 ص]ـ
قال الشيخ علوي السقاف في " صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة " (ص 181 - 184):
الشَّخْص
يجوز إطلاق لفظة (شخص) على الله عَزَّ وجَلَّ، وقد وردت هذه اللفظة في صحيح السنة.
من ذلك ما رواه مسلم (1499) من حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه؛ قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي؛ لضربته بالسيف غير مصفح عنه. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه، والله أغير مني، من أجل غيرة الله حَرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك؛ بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله، من أجل ذلك؛ وعد الله الجنة)).
ورواه البخاري (7416) بلفظ: ((لا أحد))، لكنه قال: ((وقال عبيد الله بن
عمرو بن عبد الملك (أحد رواة الحديث): لا شخص أغير من الله)).
وقال البخاري (7416): ((باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا شخص أغير من الله)).
وقال ابن أبي عاصم في ((السنة)) (1/ 225): باب: ذكر الكلام والصوت والشخص وغير ذلك)).
وقال أبو يعلى الفراء في ((إبطال التأويلات)) (ص 164) في فصل عنونه المحقق بقوله: ((إثبات صفة الشخص والغيرة لربنا جل شأنه))؛ قال بعد ذكر حديث مسلم السابق:
((اعلم أنَّ الكلام في هذا الخبر في فصلين: أحدهما: إطلاق صفة الغيرة عليه. والثاني: في إطلاق الشخص.
أما الغيرة 000 وأما لفظ الشخص فرأيت بعض أصحاب الحديث يذهب إلى جواز إطلاقه، ووجهه أنَّ قوله: ((لا شخص)) نفي من إثبات، وذلك يقتضي الجنس؛ كقولك: لا رجل أكرم من زيد؛ يقتضي أنَّ زيداً يقع عليه اسم رجل، كذلك قوله: ((لا شخص أغير من الله))؛ يقتضي أنه سبحانه يقع عليه هذا الاسم)).اهـ.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله في ((شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/ 335): ((قال (أي: البخاري): باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا شخص أغير من الله)). الغيرة بفتح الغين 000 والشخص: هو ما شخص وبان عن غيره، ومقصد البخاري أنَّ هذين الاسمين يطلقان على الله تعالى وصفاً له؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أثبتهما لله، وهو أعلم الخلق بالله تعالى)).اهـ.
وتعقيباً على قول عبيد الله القواريري: ((ليس حديثٌ أشدَّ على الجهمية من هذا الحديث (يعني: حديث مسلم)))؛ قال حفظه الله (1/ 338):
((وبهذا يتبين خطأ ابن بطال في قوله: ((أجمعت الأمة على أنَّ الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص؛ لأن التوقيف لم يرد به)) اهـ. ذكره الحافظ. وهذه مجازفة، ودعوى عارية من الدليل؛ فأين هذا الإجماع المزعوم؟! ومن قاله سوى المتأثرين ببدع أهل الكلام؛ كالخطاب، وابن فورك، وابن بطال؛ عفا الله عنا وعنهم؟!
¥