قال محمد بن عبد الكريم التلمساني (ت 909 هـ) في " مصباح الأرواح في أصول الفلاح " (ص 29 / ط. العلمية): أخبرني بعض الإخوان، وكان قاضياً في هذه الأوطان، أنه لمّا وَلِيَها وولي القضاء بها، استعمل يهوديًّا في اشتغاله، قال: وكانت منِّي زلَّة في استعماله حين ظننت أن تخدّمه من إذلاله، قال: فكان يتصرّف في أشغالي ويُظهِر النصيحة لي، فأعطيته يوماً ثيابي ليغسلها ولم آمنه أن يغيب عليها، فكان بين يديّ يغسل وأنا أنظر حتى عرضت لي حاجة، فدخلتُ إليها ورجعتُ بسرعة فوجدته فوق ثيابي وهو يبولُ عليها، فربطته وضربته ما شاء الله على فعله، وتُبْتُ من قُرب أعداء الله ورسوله.
وأخبرني أيضاً بعض الناس أنه رأى يهودية تعجن خبز مسلم وهي تمخط بيدها وتعجن قبل أن تغسلها، وأخبرني أيضاً أنه رأى يهودية أخرى تعجن خبز مسلم وتأخذ القمل من رأسها وتقتله بين أظفارها، وتعجن من غير أن تغسل يدها، والأخبار في ذلك كثيرة، ولا يستبعد هذا إلا ضعيف البصيرة، ألم ترَ إلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران، 118). اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي: وقد سمعتُ قُصصاً في عصرنا عن خدم بوذيين أو هندوس أو غيرهم يعملون في بلاد المسلمين، يفعلون بعض ما ذكره التلمساني رحمه الله، ويقومون بإلقاء النجاسات والقاذورات في طعام أسيّادهم الذي يطبخونه لهم، وأمور أخرى منكرة، فلنَكُنْ على حذر وبصيرة، والله المستعان.
186 – الشيخ الألباني يُستَدعى للتحقيق حول عقيدته ودعوته السلفية!! وحفظ الله لوليِّه الصالح
كتب الشيخ الألباني رحمه الله في أوراقٍ في إحدى الكتب في مكتبته المحفوظة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية:
9 - ... دُعِيتُ صباح يوم الاثنين 12 جمادى الأولى سنة 1378 هـ إلى الشُّرَط، وحققوا معي هناك عن عقيدتي ودعوتي التي أَدْعو إليها، بناءً على مضبطة قُدِّمَت إليهم موقَّعة بعشرات التواقيع، منها كلمة من المفتي أبي اليسر، واستمروا في التحقيق معي حتى بعد الدوام الرسمي بنصف ساعة، ثم أطلقوا سبيلي على أنّي أعود إليهم صباح الثلاثاء، بناءً على أن يحيلوني إلى النيابة للمحاكمة! فعُدْتُ إليهم وقدَّمْتُ إلى أحدهم هدية كتابي " تحذير الساجد "، ويبدو أنه تبيَّن له منه كذبَ ما في المضبطة، وكان فيها أشياء كثيرة من الأكاذيب؛ منها أنني أقول:
• إن محمداً (ص) رجلٌ عادي! وإنّ كل شخص بإمكانه يصير أفضل منه!!
فدُعِيتُ إلى رئيس ديوان الشّعبة السياسية، فسألني بعض الأسئلة، أجبته عليها بكل (حرية؟) وتفصيل، فكان جوابه: اذهب مع السلامة. فسبحان ربي الأعلى.
قال أبو معاوية مازن البحصلي البيروتي: كلام الشيخ الألباني رحمه الله موجود ضمن بضعة أوراق دوَّن فيها الشيخ بعض ذكرياته داخل إحدى الكتب في مكتبته في " الجامعة الإسلامية "، صوّرتها السنة الماضية أثناء اعتماري، وأقدم تاريخ كتبه الشيخ فيها هو ولادة ابنه عبد الرحمن يوم 3 رمضان سنة 1362 هـ.
187 -
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 09:11 م]ـ
187 – المجموع الأدبي المسمّى " السفينة "
قال كوركيس عوّاد: السفينة بمعنى المجموع الأدبي، من الألفاظ التي شاع ذكرها في كتب التاريخ والأدب العربي، وفات أصحاب المعاجم التنويه بها: لفظة (السفينة) بمعنى المجموع الأدبي، فالسفينة مجلد يضمّ بين دفَّتيه أشعاراً ونوادر وأخباراً وطرائف، يدوِّنها جامعوها بحسب ما يتذوّقونه وما يقع عليه اختيارهم من منظوم ومنثور، فقد حكى الثعالبي في " من غاب عنه المطرب " (ص 101): بلغني أنه لمّا حُمِلَ ديوان شعر أبي مطران الشاشي إلى الصاحب بن عبّاد استحسن منه أبياتاً دون العشرة، وعلّم عليها ليأمر بنقلها إلى سفينة كانت تجمع له ما تلذّ به الأعين وتشتهيه الأنفس، فمنها قوله ...
¥