أما الحرام فالممات دونه .. والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه .. يحمي الكريم عرضه ودينه
ثم مضى مع أبيه، فزوجه آمنة نبت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة، فأتاها فقالت: ما صنعت بعدي؟ فأخبرها فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في، وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد.
فهذه هي المرة الثانية التي ذهب فيها عبدالله مع أبيه، و التي دخل فيها بآمنة، و كانت آمنة حينها سيدة نساء قومها، بخلاف المرة الأولى التي كانت فيها صغيرة في حجر عمها، و لم يذكر في هذه المرة زواج عبد المطلب من هالة، لأنه كان قد دخل بها قبلها بسنتين أو بأربع سنوات و قد ولدت له حمزة.
أي أن عبدالله والد النبي محمد "صلى الله عليه وسلم " سافر مع أبيه مرتين:
المرة الأولى حينما كانت آمنة صغيرة في حجر عمها، و فيها تزوج عبدالمطلب هالة بنت وهيب عم السيدة آمنة، و دخل بها، و تزوج فيها عبدالله آمنة و لكن دون دخول.
المرة الثانية حينما كانت آمنة سيدة نساء قومها، و في هذه المرة دخل بها و أنجبت منه النبي محمد " صلى الله عليه وسلم ".
و أيضا:
وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال: إن عبد المطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء، فنزل على حبر من اليهود قال: فقال لي رجل من أهل الزبور: يعني أهل الكتاب: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قال: نعم إذا لم يكن عورة قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكا، وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ قلت: لا أدري قال: هل لك من شاعة؟ قلت: وما الشاعة؟ قال: زوجة قلت: أما اليوم فلا قال: فإذا رجعت، فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب، فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، (((((فولدت حمزة وصفية ثم تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب، فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم))))) فقالت قريش حين تزوج عبد الله بآمنة: فلج أي فاز وغلب عبد الله على أبيه عبد المطلب.
أما بخصوص البناء في ليلة واحدة، فلايوجد سوى هذه الرواية التي اعتمد صاحبها على كتاب أسد الغابة:
فى السيرة الحلبية:
(وفي كلام ابن المحدّث: أن عبد المطلب خطب هالة بنت وهيب عم آمنة في مجلس خطبة عبد الله لآمنة، وتزوّجا، وأولما، ثم ابتنيا بهما. ثم رأيت في أسد الغابة ما يوافقه، وهو أن عبد المطلب تزوج هو وعبد الله في مجلس واحد)
و هو مخطيء، لأن كتاب أسد الغابة جاء فيه أنهما تزوجا في مجلس واحد فقط، و ليس ابتنيا في وقت واحد، أي أنه لا يوافق هذه الرواية.
فالبناء عند العرب لم يكن دائما في وقت الزواج، و قد كانت آمنة في حجر عمها، أي كانت صغيرة، لم تبلغ بعد،
و كما في زواج النبي صلى الله عليه و سلم من عائشة.
و بخصوص الرضاعة أيضا:
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 108 - 110)
(ذكر من أرضع رسول الله وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة)
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن برة بنت أبي تجراة قالت أول من أرضع رسول الله ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة – (((((وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب-)))) وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.
اللهم لا تحرمنا صحبة نبيك الكريم " صلى الله عليه وسلم "