تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة: (لا).]

ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:01 م]ـ

الإخوة الفضلاء /

كنت أتأمل في حالي وحال بعض إخواني ممن قصّر في واجباته، وفرّط في حقوقه، وشتّت ذهنه وفكره وعقله .. فوجدت أن من الأسباب الرئيسة في ذلك .. إقحام النفس فيما لافائدة منه، وإحجامها عما فيه النفع لها دنيا وآخرة .. تحرجا وخجلا وتساهلا.

ثم وجدت أن مجمل أعمالنا وأقوالنا لاتخرج عن قول (نعم) أو قول (لا) .. والتقصير - غالبا - يكون بسبب قول (نعم) في وقت يجب أن أقول فيها (لا) .. أو قول (لا) في وقت يجب أن أقول فيه (نعم).

فبدا لصاحبكم قاعدة .. أحسب أنها مهمة في هذا الباب، وقد استفدت منها كثيرا بعد أن فرطت فيها كثيرا .. وأسميت هذه القاعدة:

[قاعدة: (لا).]

وأعني بها: أن لاتجامل نفسك أو أهلك أو إخوانك أو أصدقائك في فعل أو قول ما يضرك وقد لاينفعهم .. فتقول لهم بلسان الحال: (لا) .. أو تقول لهم بلسان المقال (لا).

ومن أمثلة ذلك:

- تقول لك نفسك أو تسوّل لك فعل ما لايجوز أو التفريط فيما يجب .. فتقول لها: (لا).

- يطلب منك مديرك أو قريبك أن تفعل معصية أو تستمع إلى منك .. فتقول له: (لا).

- يؤذن المؤذن، فتقول لك نفسك: انتظر قليلا؛ لازال في الوقت بقية .. فتقول لها: (لا) بل الآن.

- تتقاعس نفسك عن العلم وقد تأخرت في الطلب .. فتقل لها: بل (لا) .. ولست أقلَّ من غيري.

- يطلب منك أحد أصدقائك أن تذهب معه إلى مكان لايجوز أو لاينبغي أو لافائدة منه .. فتقول له صراحة: آسف (لا).

- يأتيك أحدهم في وقتك الخاص؛ في وقت قراءتك أو حفظك أو تفكرك .. فيطلب منك أن تفرّغ نفسك له فيما لافائدة منه .. فتقول: (لا) .. " ارجعوا هو أزكى لكم ".

- يطلب منك أحدهم مالا .. ولاترجو منه قضاءً، وتعرف منه تفريطا وتساهلا .. فتقول له: (لا).

- يستأذن منك من تتولى مسئوليته في العمل، وأنت تعرف منه عجزا وكسلا وكذبا .. فتقول له: (لا).

- يطلب منك أحد أبنائك ما لافائدة منه أو ما لاتسطيعه أنت .. فتقول له: (لا).

- تطلب منك زوجتك أمرا لاتقدر على شراءه، وقد يكون في شراءه ضرر عليك فتقول لها (لا:).

- يطلب منك من لايستحي .. أمرا يسيء إليك، فتقول له: (لا) .. والذي لايستحي منك لاتستحي منه.

الشاهد /

أن الكثير من ردود الأفعال الصادرة منك وترى فيها حرجا عليك .. يجب أن تقول فيها (لا).

- قد يكون في قول (لا) حرج أو تحرج منك تجاه صاحبك .. ومع الوقت يكون قولها أمرا عاديا لك، ولمن تقولها له.

- قد يناسب - أحيانا - بيان وتوضيح .. لماذا قلت (لا).

- إن قلت (لا) .. ثم بدا لك قول (نعم) لمصلحة تراها .. فقل لنفسك (لا) بل (نعم:).

- في قول (لا) اعتذار قبل العمل .. والاعتذار عن العمل قد يكون أيسر من الوعد به ثم الإخلاف.

- قيل:

حسنا قول "نعم" من بعد "لا" ... وقبيح قول "لا" من بعد "نعم"

إن "لا" بعد "نعم" فاحشة ... فبـ "لا" فابدأ إذا خفت الندم.

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:22 م]ـ

ابارك الله فيك شيخنا المسيطير وفقك الله

وعلى ما تكتب

ف (نعم) فى كتاباتك

و (لا) فى موضوع كتبته تريد النفس ان تمر عليه مرور الكرام (ابتسامه)

اعانك الله

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:29 م]ـ

......

ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:51 م]ـ

بارك الله في أخينا أبي محمد, ونفع الله به, وهذه التقريرات التي تفضلتم بطرحها وبأسلوبكم الخاص يحتاج إليها كل أحد ممن يتعامل مع البشر في الحياة, ومن هو الذي لا يتعامل مع أحد, وما أجمل نطق الحق والصراحة في الأمور مع الناس! , وعدمَ المجاملة! , وخصوصاً في شيء يقدح في المرء ولو بعد حين.

ولقد قال الشاعر:

إذا قلتَ في شيءٍ (نعمْ) فأتمَّهُ ... فإن "نعمْ" دَيْنٌ على الحرِّ واجبُ

وإلا فقل: "لا" تسترِحْ وتُرْحْ بها ... لئلا يقولَ النَّاسُ إنك كاذبُ

وأنشد ابن الأعرابي:

لا تتبعنَّ نعم لا طائعا أبداً **** فإنَّ "لا" أفسدت من بعد ما "نعمِ"

إن قلت يوماً "نعم" بدءاً فتم بها **** فإن امضاءَها صنف من الكرمِ

فاللهم وفقنا لمرضاتك, وحقق لنا المراد.

واسمح لي أخي بتصويب البيت الأول من البيتين السابقين

حسنا قول "نعم" من بعد "لا" ... وقبيح قول "لا" من بعد "نعم"

ولعل الصواب من دون " من" هكذا:

حسنا قول "نعم" من بعد "لا" ... وقبيح قول "لا" بعدَ "نعم"

ولعل هذا خطأ مطبعي أثناء الكتابة, وعذراً أخي الموفق أبا محمد المسيطير.

ـ[أبوخالد]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:31 م]ـ

هذه الأبيات للمثقب العبدي؛ قال:

لا تقولَنَّ إذا ما لم تردْ ... أنْ تتمَّ الوعدَ في شيءٍ نعمْ

حسنٌ قولُ نعمْ من بعدِ لا ... وقبحٌ قولُ لا بعدَ نعمْ

إنَّ لا بعدَ نعمْ فاحشَةٌ ... فبلا فابدأْ إذا خفتَ النّدمْ

فإذا قلتْ نعمْ فاصبر لها ... بنجاحِ الوعدِ إنّ الخلفَ ذمْ

واعلم أنَّ الذَّم نقصٌ للفتى ... ومتى لا يتقِِ الذمَّ يذُمْ

أكرمُ الجارَ وأرعَى حقّه ... إنَّ عرفانَ الفتى الحقَّ كرمْ

لا تراني راتعاً في مجلِسٍ ... في لحُومِ النَّاسِ كالسَّبعِ الضَّرِمْ

إنَّ شرَّ النّاسِ من يكشرُ لي ... حينَ يلقانِي وإنْ غبتُ شتمْ

وكلامٍ سيِّئٍ قد وقرَتْ ... أذني عنهُ وما بِي مِن صممْ

فتصبّرتُ امتعاضاً أنْ يرَى ... جاهلٌ أنِّي كما كانَ زعمْ

ولبعضُ الصَّفحِ والإعراضِ عنْ ... ذي الخنا أبقى وإنْ كان ظلمْ

إنَّما جادَ بشأسٍ خالدٌ ... بعدما حاقتْ به إحدى الظُلَمْ

من منايا يتخاسيْنَ بهِ ... يبتدرْنَ الشّخصَ من لحمٍ ودمْ

مترعُ الجفنةِ ربعِيُّ النَّدَى ... حسنٌ مجلِسُهُ غيرُ لطَمْ

يجعلُ الهنْءَ عطايا جمَّةً ... إنَّ بعضَ المالِ في العرضِ أمَمْ

لا يبالي طيِّبَ النَّفسِ بهِ ... تلفَ المالِ إذا العرْضُ سلِمْ

(اعتذر إن حشوت موضوعك بطول الرد)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير