الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين امّا بعد:
فلو اقتصر القائم على فاتحة الكتاب لن يكتب من الغافلين و دون ذلك تتحقق الغفلة, و هذه من رحمة أرحم الراحمين إذ يجزي على العمل القليل الأجر العظيم و لو عجز الانسان عن القيام لمرض ما فيُكتب ما كان يفعله و هو صحيح شرط أن يكون من أهل القيام بمعنى أنه يقوم كلّ ليلة أو نوى القيام تلك الليلة فمرض و من ذلك المرأة الحائض و النفساء ...
و حتى يقترب القائم من الله تعالى يلزمه بداية ترك مقام الغفلة ثم التدرج الى مقام القنوت ...
فعن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين .... )
و قال تعالى (و قوموا لله قانتين) البقرة 238 و القنوت طول القيام و يتحقق ذا الطول بمائة آية للحديث المذكور آنفا ...
و مدح الله القائمين القانتين بقوله:
(أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الاخرة ... ) الزمر 9
و من بات قانتا كُتب من القانتين و من باب أولى لا يُكتب من الغافلين إذ مقام القنوت اعلى و أرفع من مقام عدم الغفلة و بين عدم الغفلة و القنوت عموم و خصوص إذ كل قانتٍ ليس بغافل و عدم الغفلة لا تعني القنوت و من انتفت عنه صفة الغفلة ليس من الضروري أن يكون من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((المرسلات)) و ((الفجر)) و ((البلد)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((النبأ)) و ((النازعات)) و ((العاديات)) و ((النصر)). كُتبَ من القانتين ..
فمنْ قرأ في القيام بسور ((المدثر)) و ((القيامة)) و ((قريش)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((الواقعة)) و ((قل هو الله أحد)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((الزخرف)) و ((القارعة)) كُتبَ من القانتين ...
فايضا ذا المقام يستطيعه الكبير و الصغير فأسأل الله تعالى أن يكتبنا من القانتين ...
ـ[علي سَليم]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:58 م]ـ
الدرس الرابع:
الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين امّا بعد:
ما أنعم العبد عندما يمتلك الكمّ من الحسنات و أحلاها إن كانت لا تعدّ و لا تُحصى ...
كم يتعب ذاك العبد لغرس نخلة و الاعتكاف حتى تثمر و يعدل ذا (سبحان الله) ذا غراس الجنة و ذا المتاجرة مع أرحم الراحمين.
فقال صلى الله عليه و سلم:
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين , و من قام بالف آية كُتب من المقنطرين)
و المقنطر صاحب القناطير و ذا الاخير مفرده قنطار و القنطار يعادل كما قال ابن عطية: اختلف الناس في تحديده، فروي أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "القنطار ألف ومائتا أوقية".
وقال بذلك معاذ بن جبل، وعبد الله بن عمر، وأبو هريرة، وعاصم ابن أبي النجود، وجماعة من العلماء، وهو أصح الأقوال.
وعلى هذا القول جرى كثير من الباحثين.
قال تعالى في سورة آل عمران (زين للناس حبّ الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب ز الفضة و الخيل المسومة و الانعام و الحرث ... ) الاية
و هل هذا الاّ سمة للغنيّ و هل يعدل غنيّ الجنة بشيئ!!!
فالذي ملك الذهب و الفضة و الخيل و الانعام و الحرث بقناطير مقنطرة هو غنيّ دون منازع و أغنى منه منْ ملك القناطير المقنطرة من الحسنات ...
و كلّ ذا الاجر العظيم يتأكد بتلاوة جزأين الأخيرين من المصحف (جزء عم يتساءلون و جزء تبارك) إذ الأول يتكون من 564 آية و الثاني من 431 آية و ضمّ اليهما فاتحة الكتاب إذ لا تصح الصلاة بدونها.
فمنْ قرأ في القيام بجزء ((عم يتساءلون)) و جزء ((تبارك)) كُتبَ من المقنطرين ...
و الحديث خيّر العبد و الخيرة في المقنطر و دونه القانت و أقلّها ازالة مسمّى الغفلة عن القائم للتهجد ...
فاحذر أن تختار مقام الغفلة و ما دونها فلا خير فيمنْ لا يعمل كما لاخير فيمن لا يؤمن و العمل و الايمان تؤأمان فلا عمل دون ايمانٍ و لا ايمانٌ دون عملٍ ....
و أسأل الله من فضله أن يجعلنا من المقنطرين انّه الجواد الكريم ....
ـ[علي سَليم]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:42 م]ـ
نسأل الله تعالى أن يذهب عنا الغفلة ...