تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعندما بلغ الشيخ / إبراهيم ثلاث عشرة سنة طلب منه إمام مسجد العُبيد بالبكيرية الشيخ / عبدالله بن محمد السبيل (5) أن يصلي عنه بالناس ـ بعد أن كبر سنه ـ فصلّى بهم. وعندما أتم الشيخ أربع عشرة سنة لقيه شيخه ابن مقبل في أحد الطرقات قبيل رمضان وقال له:

يا إبراهيم ستصلي بالناس التراويح في الجامع الكبير بالبكيرية، وقد حدثني الشيخ / إبراهيم عن ذلك فقال: وكانت القراءة في التراويح عن ظهر قلب من أول القرآن، ولم أكن أحفظ إلا نصف القرآن الأخير، وعندما صليت بالناس الفجر في مسجد العبيد في آخر يوم من شعبان صعدت إلى سطح المسجد، ولم أنزل منه إلا عندما زالت الشمس، وقد حفظت الجزء الأول من القرآن عن ظهر قلب، وقرأت به في صلاة التراويح في جامع البكيرية، وهكذا فعلت في العشر الأولى من رمضان، ثم وعكت فقرأت من المصحف حتى وصلت إلى ما كنت أحفظه، فعدت إلى القراءة عن ظهر قلب، وبعد نهاية رمضان أتممت حفظ القرآن ومراجعته في بضعة أشهر.

وعندما بلغ الشيخ / إبراهيم خمس عشرة سنة لقيه شيخه ابن مقبل، وقال له: ستخطب يوم الجمعة في الجامع الكبير، وكان ذلك بعد أن اعتذر الشيخ / محمد بن صالح الخزيم عن الخطابة، فخطب فيه، وكان الشيخ / إبراهيم أصغر خطيب يعلو منبر الجامع منذ انشائه وحتى الآن، واستمر على ذلك سنوات، كما كان الشيخ أصغر من أَمّ الناس بجامع البكيرية في صلاة التراويح، واستمر على ذلك حتى عين في سلك القضاء.

وقد احتسبت خطابة الشيخ في جامع البكيرية من ضمن خدماته الوظيفية؛ إلا أنه لم يحتسب له ذلك إلا اعتباراً من تاريخ 1/ 1/1358هـ (6).

توليته القضاء:

في أوائل عام 1371هـ طلب سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ من قاضي بريدة سماحة الشيخ / عبدالله بن محمد بن حميد ـ رحمه الله ـ أن يبحث عن بعض طلبة العلم ممّن يصلحون لتولي القضاء، فقام الشيخ ابن حميد بسؤال المشايخ في مدن القصيم المختلفة، وكان ممّن سأله الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله السبيل قاضي البكيرية، فذكر له الشيخ / إبراهيم، وأثنى عليه، وصادف أن جلس الشيخ / إبراهيم وكيلاً في إحدى القضايا بين يديّ سماحة الشيخ / ابن حميد فأعجب به، وكتب عنه لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، وعلى اثر ذلك صدر من الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ أمر يقضي بتعيين الشيخ إبراهيم قاضياً في ضرية (7) (8)، وكان ذلك بتأريخ 1/ 11/1371هـ، فاعتذر الشيخ إبراهيم عن ذلك لحاجة أبيه إليه، فأخبره سماحة الشيخ ابن حميد أن عذره غير مقبول، وأن عليه الطاعة، فأطاع، وباشر عمله قاضياً في محكمة ضرية.

وقد عين الشيخ إبراهيم في ضرية على المرتبة الرابعة براتب قدره أربعمائة ريالـ400ـ، واستمر في العمل فيها مدة أربع سنوات وبضعة أشهر.

وفي منتصف عام 1376هـ قام الشيخ / إبراهيم يرافقه أمير ضرية بزيارة للملك فيصل ـ رحمه الله ـ عندما كان ولياً للعهد، وكان قد خرج للنزهة في وقت ربيع وأمطار بالقرب من ضرية، فلما سلم الشيخ على الأمير نعى إليه الأمير فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر السعدي، وأخبره أنه توفي صباح ذلك اليوم (9)، فاسترجع الشيخ، وعزى الأمير بوفاة الشيخ ابن سعدي، وحزن لذلك.

وبتاريخ 1/ 6/1376هـ صدر قرار من رئيس القضاة في نجد والمنطقة الشرقية وخط الأنابيب سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم يقضي بنقل الشيخ / إبراهيم إلى قضاء السليل على المرتبة الرابعة براتب قدره ألف وثلاثمائة وخمسة وسبعون ريالاً1375 (10) وعلى إثر صدور قرار نقل الشيخ إلى السليل انطلق أعيان ضرية وتوابعها يتقدمهم أمير ضرية / محمد بن راشد الغريب، وأمير مسكه وأمير الصمعورية إلى سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم يطالبون بشيخهم، ويذكرون جهوده في انهاء القضايا، وسرعة الفصل في الخصومات، وجهوده في الدعوة والتعليم، فردهم سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم وقال لهم: إننا نريده لأكبر من ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير