والرسل كانوا من الإنس فقط. فإذا وقع تشبه باليهود والنصارى؛ فإنَّ الذم الذي يكون لهم يكون لنا، وما من أحد من الناس غالباً إلا وفيه شبه باليهود والنصارى، فالذي يعصي الله على بصيرة فيه شبه من اليهود، والذي يعبد الله على ضلالة فيه شبه من النصارى، والذي يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فيه شبه من اليهود،وهَلُمَّ جَرَّا.
ص 136من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد
في باب من تبرك بشجرأو حجر ونحوهما
لشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
ومن باب مِنَ الشِّرْكِ الاسْتِعَاذّةُ بِغَيْرِ اللهِ
وقوله (من شر ما خلق):أي: من شر الذي خلق؛ لأنَّ الله خلق كلَّ شيْ: الخير والشر, ولكن الشرَّ لا ينسب إليه، لأنَّه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيرًا، فكان خيرًا. على هذا نقول: الشرّ ليس في فعل الله،بل في مفعولا ته؛ أي: مخلوقا ته. وعلى هذا تكون (ما) موصولة لا غير، أي:من شر الذي خلق؛ لأ نَّك لو أولتها إلى المصدرية وقلت: من شرّ خلقك؛ لكان الخلق هنا الخلق مصدرًا يجوز أن يراد به الفعل ويجوز ا يضًا المفعول، لكن لو جعلتها اسمًا موصولاً تعيّن أن يكون المراد بها المفعول، وهو المخلوق.
وليس كل ما خلق الله فيه شر، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر؛ لأنَّ مخلوقات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1 - شر محض؛ كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما؛ أما باعتبار الحكمة التى خلقهما الله من أجلها فهي خير.
2 - خير محض؛ كالجنة،والرسل، والملائكة.
3 - وفيه شرو خير كا لإنس، والجن والحيوان.وأنت إنما تستعد من شر ما فيه شر.
ص164
القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
وفي المسألة الخامسة ومن باب مِنَ الشِّرْكِ الاسْتِعَاذّةُ بِغَيْرِ اللهِ
: أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كفّ شرّ أو جلب نفع لا يدل على أنًّه ليس من الشرك:ومعنى كلامه: أنًّه قد يكون الشيء من الشرك،ولو حصل لك فيه منفعة؛ فلا يلزم من حصول النفع أن ينتفي الشرك؛ فالإنسان قد ينتفع بما هو شرك. مثال ذلك: الجن؛ فقد يعيذ ونك، وهذا شرك مع أنًّ فيه منفعة.
مثال آخر: قد يسجد إنسان لملك،فيهبه أموالَا وقصورًا، وهذا شرك مع أنًّ فيه منفعة، ومن ذلك ما يحصل لغلاة المداحين لملوكهم لأجل العطاء؛ فلا يخرجهم ذلك عن كونهم مشركين.
فكن كما شئت يا من لا نظير له ........ وكيف شئت فما خلق يدانيك.
وفي الحديث فائدة،وهي: أن الشًّرع لا يبطل أمرًا من أمور الجاهلية إلا ذكر ما هو خير منه؛ ففي الجاهلية كانوا يستعيذون بالجنّ، فأبدل بهذة الكلمات، وهي: أن يستعيذ بكلمات الله التامًّات من شرّما خلق.
وهذة الطريقة هي الطريقة السليمة التي ينبغي أن يكون عليها الدعية، أنَّه إذا سدّ عن الناس باب الشرّ؛ وجب عليه أن يفتح لهم باب الخير، ولا يقول: حرام،ويسكت، بل يقول: هذا حرام،وافعل كذا وكذا من المباح بدلًا عنه، وهذا له أمثله في القرآن والسنة.
فمن القرآن قوله تعالى (يَا يُّهَا الذِينِ ءَامَنُو اْلاِ تِقُولُوا رَعِنًا وَقُولُُوا ْانظُرنَا) البقرة 104 فلما نهاهم عن قوله (رَاعِنَا) ذكر لهم ما يقوم مقامه وهو (انظُرنَا).ومن السنة وقوله صلى الله عليه وسلم لمن نهاه عن بيع الصّاع من التمر الطّيب بالصاعين، بالثلاثة. (بع الجمع بالدراهم،اشتر بالدراهم جنيبًا) فلما منعه من المحذور؛ فتح له الباب السليم الذي لا محذور فيه.
ص166 - 167
القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:42 م]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل محمود ونفع الله بك .. أعجبني كثيراً عبارة الشيخ صالح آل الشيخ التالية:-
أوصي بالعناية بهذا الكتاب عناية عظيمة من جهة حفظه ومن جهة دراسته ومن جهة تأمل مسائله ومن جهة معرفة ما فيه؛ فإنه الحق الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون ومن تبعهم من صالح عباد الله.
هذا واعتنوا رحمكم الله بذلك أعظم العناية، فإن فيه خيركم لو تعقلون، ووالله إن الانصراف عنه لنذير سوء،وإن الإقبال عليه لنذير بشرى ومؤذن بالخير والبشرى.
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:54 م]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل محمود ونفع الله بك .. أعجبني كثيراً عبارة الشيخ صالح آل الشيخ التالية:-
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا أخي الحبيب
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:04 م]ـ
المسألة الثامنة: حماية المصطفى حمى التوحيد والتأدب مع الله: اختار المؤلف أن قوله ((لا يستغاث بي)) من باب التأدب باللفاظ والبعد عن التعلق بغير الله وان يكون تعّلق الإنسان دائماً بالله وحده فهو يعلم الأمه ان تلجأ إلى الله وحده اذا وقعت في الشدائد ولا تستغيث الّا به وحده.
لقول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
من باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيرهُ-ص-181
واذا طلبت من احد الغوث وهو قادر عليه فانَّه يجب عليك تصحيحًا لتوحيدك أن تعتقد انه مجرّد سبب وانَّه لا تأثير له بذاته في إزالة الشدة لانك ربما تعتمد عليه وتنسى خالق السبب وهذا قادح في تمام التوحيد
-ص 168من قوله (من شرك)
لقول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
من باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيرهُ
فالمهمّ انه ليس لنا ان نتحجر حكمة الله لانها اوسع من عقولنا لكننا نعلم علم اليقين ان الله لا يريد الضرر لانه الضرر فالضرر عند الله ليس مردا لذاته بل لغيره ولا يترتب عليه الا الخير اما الخير فهو مراد لذاته ومفعول له والله اعلم بما اراد بكلامه لكن هذا الذي يتبين لي.
من قوله (وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ) ص-171
القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
من باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيرهُ
¥