تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:30 م]ـ

وقوله ((يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت)):أي: اطلبيني من مالي ما شئت؛ فلن أمنعك لأَنَّه صلى الله عليه وسلم مالك لماله، ولكن بالنسبة لحق الله قال ((لا أغني عنك من الله شيئًا)).

فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأقاربه الأقربين: عمه،وعمته، و ابنته؛ فما بالك بمن هم أبعد؟! فعدم إ غنا ئه عنهم شيئًا من باب أولى؛فهؤلاء الذين يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويلوذون به ويستجيرون به في هذا الزَّمن وقبله قد غرَّهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق؛ لأنَّهم تعلَّقوا بما ليس بمتعلّق؛ إذ الذي ينفع بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم هو الإَيمان به و ا تِّبا عه.

أمَّا دعاؤه والتعلّق به ورجاؤه فيما يؤمل

، وخشيته فيما يخاف منه؛ فهذا شرك بالله، وهو مما يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن النجاة من عذاب الله.

ففي الحديث امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه قوله تعالى (وَأَنذِر عَشِرَتَكَ الأَ قربِينَ) الشعراء: 214،فإنَّه قام بهذا الأمر أتمَّ القيام؛ فدعا وعمََّ وخصَّص، وبين أنه ينجي أحًدا من عذاب الله بأي وسيلة، بل الذي ينجي هو الإيمان به و تَّباع ما جاء به.

وإذ كان القُرب من النبي صلى الله عليه وسلم لا يُغني عن القريب شيئَا؛ دلَّ ذلك على منع التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لأنَّ جاه النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتفع به إلّا النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان أصحّ قولي أهل العلم تحريم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم.

باب قَْولُ اللهِ تَعَالَى:

(أَيشُرِكُونَ مَا يَخلُقُ شُيئًا وَهُم يُخلَقُونَ) ص-190

ص190

ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:31 م]ـ

وفي باب قَوْل اللهِ تَعَالَى:

(حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهم قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمُ قَالُواْ الحَقَّ وَهُوَ الَعلِىُّ الكَبِيرُُ)

وقوله: ((قَالُواْ الحَقَّ)):أي قال المسؤولون. والحق: صفة لمصدر محذوف مع عامله، والتقدير قال القول الحق.

والمعنى: أنَّ الله- سبحانه- قال القول الحق لأنه سبحانه هو الحق، ولا يصدر عنه إلّا الحق، ولا يقول ولا يعمل إلّا الحق. والحق في الكلام هو الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام؛ كما قال الله تعالى: ((وَتَمًَّت كَلِمَتُ رَبّكَِ صِدقًا وَعَدلًا)) ولا يُفهم من قوله) قَولُواْ الحَقَّ) أنه قد يكون قوله باطلًا، بل هو بيان للواقع، فإن قيل مادام بيانا للواقع ومعروفا عند الملائكة أنَّه لا يقول إلّا الحق؛ فلماذا الاستفهام؟!

أجيب: أنَّ هذا من باب الثناء على الله بما قال، وأنَّه سبحانه لا يقول إلّا الحق ..

قوله تعالى: (وَهُوَ العَلِىُ الكبِيرُ): أي: العلى في ذاته وصفاته، والكبير: ذو الكبرياء، وهي العظمة التي لا يُدانيها شيء، أي العظيم الذي لا أعظم منه.

-ص-196 - 197 -

القول المفيد على كتاب التوحيد (لشيخ محمد صالح العثيمين)

ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 05:24 م]ـ

وفي باب قَوْل اللهِ تَعَالَى:

(حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهم قَالُواْ مَاذَاقَالَ رَبُّكُمُ قَالُواْ الحَقَّ وَهُوَ الَعلِىُّ الكَبِيرُُ)

مسائلة الثانية: وما فيها من الحجة على إبطال الشرك: وذلك أنَّ الملائكة وهم في القوة والعظمة يُصعقون ويَفْزَعون من تعظيم الله؛ فكيف بالأصنام التي تعبد من دون الله وهي أقل منهم بكثير؛ فكيف يتعلق الإنسان بها؟!

ولذلك قيل: إنَّ هذه الآية التي تقطع عروق الشرك من القلب؛لأنَّ الإنسان إذا عرف عظمة الرب سبحانه حيث ترتجف السماوات ويصعق أهلها بمجرد نكلمه بالوحي؛ فكيف يمكن للإنسان أن يشرك بالله شيئًا مخلوقًا ربما يصنعه بيده حتى كان جهَّال العرب يصنعون آلهةً من التَّمر إذا جاع أحدهم أكلها؟! وينزل أحدهم بالوادي فيأخذ أربعة أحجار: ثلاثة يجعلها نحت القدر، والرابع وهو أحسنها- يجعله إلهًا له.

-ص-206

القول المفيد على كتاب التوحيد (لشيخ محمد صالح العثيمين.

ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 05:27 م]ـ

وفي باب الشفاعة

وفي قوله (وَ لاَ تَنَفَعُ الشَّفَعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَن أََذِنَ لَهُ) سبأ23؛فلا تنفع عند الله الشفاعة لهؤلاء؛ لأنَّ هذه الأصنام لا يأذن الله لها، فاتقطعت كل الوسائل والأساب للمشركين، وهذا من أكبر الآيات الدالة على بطلان عبادة الأصنام؛لأنها لاتنفع عابديها لا استقلا لًا ولا مشاركةً ولامساعدةً

ولا شفاعةً؛ فتكون عبادتها باطلة قال تعالى (وَمَن أَضَلُّ مِمَّن يَدعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لَّا يَستَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الِقيَمَةِ) الأ حقا ف 5؛ حتى ولو كان المدعو عاقلًا؛لقوله: (من)،ولم يقل) ما)، ثم قال تعالى (وَهُم عَن دُعَآ يِهم غَفِلُوُنَ (5) وَإذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُواْ لَهُم أَعدَآءً و َ كَانُوا بِعِبَادَتِهِم كَفِرِينَ) الأحقاف 5 - 6 وكل هذة الآيات تدل على أنّه يجب على الإنسان قطع جميع تعلقاته إلا بالله عبادةً وخوفاً ورجاءً وأستعانةً ومحبةً وتعظيمًا؛ حتى يكون عبدًا لله حقيقة، ويكون هواه وإرادته وحبه وبغضه وولاؤه ومعاداته لله وفي لله؛ لأنَّه مخلوق للعبادة فقط، قال تعالى (أَفَحَسِبتُم أَنَّمَا خَلَقنَكُم عَبَثًا وَأَنَّكُم إِلَينَا لَا تُرجَعُونَ) المؤمنون 115،أي: لا نأمركم ولا ننهاكم، إذ لو خلقناكم فقط للأكل والشرب والنكاح؛ لكان ذلك عين العبث، ولكن هناك شيء وراء ذلك، وهو عبادة الله سبحانه في هذه الدنيا.

وقوله: (إِلَينًا لَا تُرجَعُون):أي: وحسبتم أنكم إلينا لا ترجعون، فنجازيكم إذا كان هذا هو حُسْبَانَكَم؛فهو حُسْبان باطل. ص 216

القول المفيد على كتاب التوحيد (للشيخ محمد صالح العثيمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير