تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [3] الآية .. فقوله سبحانه: إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا فسره الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بأن المراد بذلك الملابس الظاهرة؛ لأن ذلك لا يمكن ستره إلا بحرج كبير، وفسره ابن عباس رضي الله عنهما في المشهور عنه بالوجه والكفين، والأرجح في ذلك قول ابن مسعود؛ لأن آية الحجاب المتقدمة تدل على وجوب سترهما ولكونهما من أعظم الزينة فسترهما مهم جدا، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (كان كشفهما في أول الإسلام ثم نزلت آية الحجاب بوجوب سترهما)، ولأن كشفهما لدى غير المحارم من أعظم أسباب الفتنة ومن أعظم الأسباب لكشف غيرهما، وإذا كان الوجه والكفان مزينين بالكحل والأصباغ ونحو ذلك من أنواع التجميل كان كشفهما محرما بالإجماع، والغالب على النساء اليوم تحسينهما وتجميلهما، فتحريم كشفهما متعين على القولين جميعا، وأما ما يفعله النساء اليوم من كشف الرأس والعنق والصدر والذراعين والساقين وبعض الفخذين فهذا منكر بإجماع المسلمين لا يرتاب فيه من له أدنى بصيرة والفتنة في ذلك عظيمة والفساد المترتب عليه كبير جدا. فنسأل الله أن يوفق قادة المسلمين لمنع ذلك والقضاء عليه والرجوع بالمرأة إلى ما أوجب الله عليها من الحجاب والبعد عن أسباب الفتنة.

ومما ورد في هذا الباب قوله سبحانه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [4]، وقوله سبحانه: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [5] فأمر الله سبحانه النساء في الآية الأولى بلزوم البيوت. لأن خروجهن غالبا من أسباب الفتنة، وقد دلت الأدلة الشرعية على جواز الخروج للحاجة مع الحجاب والبعد عن أسباب الريبة، ولكن لزومهن للبيوت هو الأصل وهو خير لهن وأصلح وأبعد عن الفتنة، ثم نهاهن عن تبرج الجاهلية وذلك بإظهار المحاسن والمفاتن وأباح في الآية الثانية للقواعد وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا وضع الثياب بمعنى عدم الحجاب بشرط عدم تبرجهن بزينة، وإذا كان العجائز يلزمن بالحجاب عند وجود الزينة ولا يسمح لهن بتركه إلا عند عدمها وهن لا يفتن ولا مطمع فيهن فكيف بالشابات الفاتنات، ثم أخبر سبحانه أن استعفاف القواعد بالحجاب خير لهن ولو لم يتبرجن بالزينة وهذا كله واضح في حث النساء على الحجاب والبعد عن السفور وأسباب الفتنة والله المستعان.

أما عمل المرأة مع زوجها في الحقل والمصنع والبيت فلا حرج في ذلك وهكذا مع محارمها إذا لم يكن معهم أجنبي منها، وهكذا مع النساء، وإنما المحرم عملها مع الرجال غير محارمها. لأن ذلك يفضي إلى فساد كبير وفتنة عظيمة كما أنه يفضي إلى الخلوة بها وإلى رؤية بعض محاسنها، والشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها وسد الذرائع الموصلة إلى ما حرم الله في مواضع كثيرة، ولا سبيل إلى السعادة والعزة والكرامة والنجاة في الدنيا والآخرة إلا بالتمسك بالشريعة والتقيد بأحكامها والحذر مما خالفهما والدعوة إلى ذلك والصبر عليه. وفقنا الله وإياكم وسائر إخواننا إلى ما فيه رضاه، وأعاذنا جميعا من مضلات الفتن إنه جواد كريم.


[1] سورة الأحزاب الآية 53.
[2] سورة الأحزاب الآية 59.
[3] سورة النور الآيتان 30 - 31.
[4] سورة الأحزاب الآية 33.
[5] سورة النور الآية 60.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع

وأخيراً: اسأل الله أن يشرح صدرك وييسر لك أمرك ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله الله يجعل له من أمره يسرا، وإن الله مع العبد سواء رجل أو امرأة إذا اتقاه لن يضيعه ويتركه جل جلاله فإنتِ إن أطعتي وامتثلتي ما جاء في الشريعة، وما جاء في الشريعة لا يفهمه إلا العلماء كما أرشدنا الله في كتابة بسؤالهم {فأسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وأهل الذكر هم العلماء .. أعيد إن أطعتي وامتثلتي فأنتِ تطيعين وتمتثلين من بيده رزق كل شيء و شيء هنا نكرة بمعنى أي مخلوق على وجه هذه الأرض رزقه على الله وليس إلا بيده جل جلاله. اسأل الله أن أكون قد وفقت في مساعدتك رزقني الله وإياك وكل بني آدم تطبيق شرعه وامتثال أمره.

ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:53 ص]ـ
قال العلّامة ابن باز "رحمه الله " في شأن التقوى (التقوى سبب كل خير)
تفضلوا بالإطلاع والاستفادة عل الله أن ينفع بها كل من قرأها بالضغط هنا ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8528)

ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[01 - 11 - 10, 09:11 ص]ـ
الاخت أم يوسف العربي
هذه الفتوى فيها الضوابط لعمل المرأة
http://www.islam-qa.com/ar/ref/106815/
و هنا فتاوى عامة حول عمل المرأة
http://www.islam-qa.com/ar/search2/ عمل%20المرأة/ AllWords/t,q,a
فراجعيها فإنها مهمة لكِ و لغيرك
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير