[التوفيق بين وقت العمل الطويل وطلب العلم]
ـ[أبو عمر المسند]ــــــــ[02 - 11 - 10, 05:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
أما بعد
فإن طلب العلم من أعظم النعم و القربات بل به السعادة والفلاح وبه يميز الحق من الباطل و به النجاة من الفتن، وما كان هذا شأنه فإنه ينبغي لمن عرف قيمته أن يتشبث به ولا يصد عنه مهما كانت الظروف فإن الصدود علامة على الحرمان ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين
وقد تكلم الإخوان بارك الله فيهم في هذا الملتقى المبارك وفي غيره عما يعين على الطلب و الإستمرار فيه إلا أني أجد مشكلة تواجه بعض الإخوة ممن توجه إلا الطلب ألا وهي كيف نوفق بين الطلب والعمل الطويل؟
فإني أعرف أحد الإخوة ممن كان جيدا في الطلب، توظف في شركة وكان عمله فيها يستمر إلى نهاية العصر وحاول التوفيق بينهما ولم يستطع فترك الطلب.
لذلك سأذكر لكم تجربتي في شركة كنت أعمل فيها على نظام الشفتات وكيف كنت أنظم وقتي فيها، فقد كان لي في كل أسبوع شفت وكان وقت العمل 9 ساعات
فأحيانا يكون الشفت من الساعة 7 صباحا حتى الساعة 4 عصرا وكان مشوار الطريق يستغرق ساعة تقريبا فأصل إلى البيت الساعة 5 وأنام إلى أذن المغرب ثم أرجع إلى إكمال البرنامج إلى الساعة 12 ليلا ثم النوم
وأحيانا يتغير وقت الشفت فيكون من الساعة 3 عصرا إلى 12 ليلا فحينئذ لا أنام حتى أصلي الفجر وبعد الفجر أنام إلى الظهر وبعد الصلاة أرجع إلى الدراسة إلى وقت الدوام.
وقبل ذلك كله التوجه إلى الله بالدعاء والإخلاص والتقوى {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} {واتقوا الله ويعلمكم الله} وكذلك المحبة والعزيمة الصادقة
قال ابن القيم: العزيمة والمحبة، تذهب المشقة، وتُطيب السير.
ولا ييئس ولا يقول لا يمكن الجمع بينهما فإني أذكر أني قراءة قصة لأحد العلماء وكان حدادا يقول أحد طلبته أنه كان يبحث عن شيخ يشرح له الكتب من صدره لا من كتبه قال وكلما ذهبت إلى شيخ لأقراء عليه عمد إلى كتابه ولقني إياه فأتركه حتى صادفت شيخا كان يعمل في الحدادة وكان مشتغلا بها طول نهاره فطلبت منه بأن أقراء عليه وكان في عمله فقال: إقراء قلت: هنا قال: نعم.-لأني لم أرى حوله كتبه-فقراءة عليه، فبدأ يشرح ويعلق كالسيل الجرار، فتعجبت منه ومن غزارة علمه مع أنه مستغرقا نهاره في عمله فلازمته، حتى أخذت منه العلم.
وختاما أطلب من الإخوان بأن يذكروا تجاربهم أو كل ما يفيد في إعانة ممن أبتلي بمثل هذه الأعمال لكي يستمروا في الطلب ولا ينقطعوا، وذلك من باب العاون على البر والتقوى
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[02 - 11 - 10, 05:48 م]ـ
موضوع مهم جدا, نرجو ممن عنده خبرة أن يفيد اخوانه ولا يمر فقط مرور الكرام.
ـ[عبدالله اليمانى]ــــــــ[02 - 11 - 10, 06:04 م]ـ
قال الله ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الارض - قال اهل العلم هذا دليل على ان زيادة المال فساد للدين ولابد لك ان تفصل بين وقت العمل ووقت الطلب واعلم ان من الامور الصعبة على العبد الجمع بين الدنيا والدين وحافظ على أوقاتك ولا تضيع العمر وقفوهم انهم مسؤلون والسلام
ـ[أبوالحارث خالد الأثري]ــــــــ[02 - 11 - 10, 06:09 م]ـ
أي والله موضوع غاية في الأهمية لاسيما مع ازدياد العمر وكثرة المشاغل وعدم الفراغ وقلة الراحة البدنية والذهنية فالله المستعان ..
نرجو من الإخوة افادتنا ..
شكرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 06:15 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله
كثرة ساعات العمل ترهق الشخص و خصوصا إذا كان العمل يعتمد على الدهن , فأنا حاصل على مهندس تطبيقي في الهندسة الميكانيكية , و كنت اشتغلت في أحد الشركات و كنت أطلب العلم في حافلة نقل العمال , و أراجع القرآن و أنا أعمل و لكن دون جدوى , كنت أصل إلى البيت منهكا آخذ كتابا لأقرأ و لكن أجد النوم يغلبني , ولكن ولله الحمد غيرت الوظيفة فأصبحت مدرسا لمادة التكنولوجيا , وعندي وقت كافي لطلب العلم أحمد الله على هذه النعمة, وشيء آخر أن كثرة مخالطة الناس في الشركات تقسي القلب , علما أن العمل يكون مع النساء, وقد عرفت من اشتغل بالتجارة و العمل لمدة طويلة فتغير حالهم كثيرا.
ـ[أبو عمر المسند]ــــــــ[02 - 11 - 10, 08:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن أحب أن أنبه على أمور:
-ليس كل شخص قادر على التنقل بين الوظائف لعدم وجود المؤهَل المؤهِل لتنقل والإختيار من بين الوظائف.
-لا يظن البعض أن أختيار هذه الوظيفة هو من باب اختيار الوظيفة ذات الراتب العالي بل قد تكون ذات راتب زهيد.
-البعض يعيش في صراع بين طلب الرزق الذي يغني به نفسه وأهله عن السؤال وبين طلب العلم فأرجو منكم طرح الحلول والتجارب لتعينوهم على الاستمرار في الطلب.
أما أنا فلله الحمد والمنة تركت هذا العمل الشاق ولكني عانيت فيه كثيرا حتى أني أتصلت على أحد المشائخ فأمرني بالصبر واحتساب الأجر وذكر لي أنه أحيانا لا يصفي له من وقته لطلب العلم إلا خمس ساعة وقال بأنه أحيانا يجد بركتها أكثر مما تفرغ له.
بارك الله فيكم
¥